=KTML_Bold=الوحدة الروحية للمرأة=KTML_End=
=KTML_Underline=ديروك قهرمان=KTML_End=
بمناسبة قدوم الثامن من آذار نبارك ونهنئ القائد عبد الله اوجلان في #عيد المرأة# ، وذلك نتيجة الجهود العظيمة التي بذلها من اجل حرية المرأة، كذلك فإننا نبارك الثامن من آذار على جميع الشهيدات اللواتي ضحين بأرواحهن فداءا لحرية الوطن والمرأة، كما إننا نبارك جميع الأمهات المناضلات، والمقاتلات اللواتي يناضلن الآن في ساحات الوغى من اجل حرية الوطن. لهذا جدير بنا في هذا اليوم التوقف على معاني نضال يوم الثامن من آذار من اجل جميع النساء، كذلك يتطلب منا التوقف على الهجمات التي تتعرض لها المرأة باستمرار، لأننا إذا لم نلقي الضوء على حقيقة الهجمات التي تتعرض لها المرأة باستمرار، وفي المقابل إذا لم نلقي الضوء على النضال الذي تمارسه المرأة ضد تلك الهجمات فإننا لن نستطيع استيعاب معاني نضال الثامن من آذار.
منذ بدء الكون والعلاقة فيما بين المرأة والرجل مبنية على أساس المساواة والتكامل، ولكن ما يعاش في يومنا الحاضر في نمط العلاقة فيما بين الرجل والمرأة، يعد خروجا عن الطبيعة الحقيقية لنمط العلاقة فيما بين الرجل والمرأة. فالمرأة التي كانت مصدر الإبداع والانتاجات أصبحت شيئا فشيئا تفقد مكانتها السابقة وذلك نتيجة تسلط الرجل عليها. لهذا السبب فان تاريخ يوم الثامن من آذار ينبع من حقيقة نضال المرأة ضد هذه الذهنية الذكورية التسلطية، حيث قامت النساء العاملات في نيويورك بالاحتجاج على الممارسات الجائرة التي كانت تطبق عليهن، فبالإضافة إلى مزاولتهن العمل في البيت كن يعملن لساعات طويلة في المصانع والمعامل مقابل اجر محدود، في الوقت الذي كان يعمل فيه الرجل لساعات قليلة مقابل اجر كبير.
لكن للأسف قوبل نضال المرأة العاملة في نيويورك بالإبادة الجماعية من قبل الذهنية الفاشية الذكورية، وقد خال للذهنية الفاشية الذكورية بأنها بذلك ستقمع حركة المرأة المنظمة، وسوف تنهي نضال المرأة، ولكن ما حصل كان العكس تماما فبعد حرق 129 امرأة بشكل وحشي انهالت النساء أفواجا أفواج إلى الساحات والميادين احتجاجا على الإبادة الجماعية التي تعرضت لها المرأة ودعوة لتصعيد النضال ضد الممارسات الجائرة التي تطبق على المرأة.
انطلاقا من ذلك تتوسع رقعة تنظيم المرأة العاملة، حيث تظهر بعد ذلك العديد من الحركات النسائية العاملة من اجل المطالبة بحقوق المرأة العاملة، كذلك تخرج إلى الوسط الحركات الفامينية المنادية بحقوق المرأة وتبني مطالب النساء اللواتي تعرضن للاحتراق نتيجة مطالبتهن لحقوقهن المشروعة. وهكذا يمكننا القول بان تاريخ الثامن من آذار هو تاريخ الانتفاضة والنضال ومثلما بين القائد عبد الله أوجلان فان الثامن من آذار هو يوم النضال ويتطلب منا تحويل كل يوم إلى يوم الثامن من آذار لتصعيد نضال المرأة ضد كافة الممارسات التعسفية التي تتعرض لها على يد الأنظمة الدولتية الذكورية.
وهنا يجدر بنا الإشارة إلى المشكلات التي تتعرض لها المرأة في الشرق الأوسط والعالم، لأننا إذا توقفنا على المشكلات التي تواجهها المرأة في كل يوم فإننا نلاحظ بأنها مشكلات واحدة بغض النظر عن هوية المرأة القومية وبغض النظر عن البقعة الجغرافية التي تعيش عليها، لان كافة المشكلات تنبع من ذهنية واحدة ألا وهي الذهنية الذكورية الدولتية التسلطية والتي تسعى إلى فرض العبودية على المرأة دائما.
وبهذا الصدد يقول قائد الشعب الكردي:المرأة امة مستعمرة، لان المرأة تتعرض يوميا لممارسات الذهنية الذكورية الفاشية، والأحداث المفجعة التي تحدث يوميا من قتل واغتصاب المرأة تضع هذه الحقيقة أمام الأعين بشكل واضح جدا. فعلى ذكر المثال حادثة القتل الوحشية التي تعرضت لها الفتاة الشابة اوزغجان اصلان في تركيا من قبل الرجل المغتصب الوحشي، تثبت مدى الوحشية التي ترتكب ضد المرأة نتيجة الذهنية الذكورية الفاشية التي تستمد قوتها من النظام الدولتي الذكوري. ولهذا السبب عندما انتفضت النساء في الساحات والميادين استنكارا للاغتصاب والقتل الذي تعرضت له الفتاة الشابة اوزغجان اصلان، ظهر رئيس الدولة التركية رجب طيب اردوغان على وسائل الإعلام لكي ينقد احتجاجات النساء، وبذلك فقد اثبت رئيس الدولة مرة أخرى بان ذهنية الدولة الذكورية هي ذهنية الرجل المغتصب نفسها ولافرق فيما بينهما.
ولهذا أمام كافة هذه الممارسات الجائرة والتعسفية التي تطبق على المرأة، فإنها لاتبقى صامتة وإنما على العكس فإننا نرى بوضوح كبير كيف تناضل المرأة وتقاوم ضد هذه الذهنية الذكورية الدولتية، فعلى مر التاريخ والمرأة تناضل وتقاوم وقد وصل نضال المرأة في يومنا الحاضر إلى مستويات قوية جدا لايمكن لأي إنسان التغاضي عنها، لأنها تفرض نفسها بقوة في كافة الساحات والميادين.
أمام كافة هذه الحقائق تظهر أهمية الحاجة إلى الحماية الذاتية بالنسبة للمرأة بشكل قوي جدا وأكثر من أي وقت مضى، ليس من اجل المرأة الكردية فقط وإنما من اجل جميع النساء بغض النظر عن هويتهن القومية ومعتقداتهن الدينية والمذهبية، وهنا بوسعنا ذكر تنظيم المرأة الكردية كمثال بارز على مبدأ الحماية الذاتية الذي تسيير بموجبه، فعلى ذكر المثال عندما حصلت الثورة في روجافا، استطاعت المرأة الكردية تنظيم نفسها بقوة كبيرة في كافة الساحات والميادين، وجعلت من شعار الحماية الذاتية مبدءا لها، وإذا كانت الجماعات الإرهابية امثال داعش تخاف من المرأة المنظمة، فهذا لأنها تعرضت للهزيمة على يد وحدات حماية المرأة(YPJ)، لان الذهنية الذكورية الدولتية التي تهدف إلى تطبيق العبودية على المرأة والمتمثلة بداعش ألحقت بالهزيمة النكراء بعدما حاربتها وحدات حماية المرأة. فالمرأة في روجافا أثبتت بان قوة المرأة المنظمة تنتصر دائما حتى لو حاربتها أقوى الأنظمة ووقفت في وجهها أقوى الأسلحة لان قوة المرأة المنظمة تستطيع قهر كافة العقبات التي تقف في وجه طريقها، كذلك فان المرأة تضحي بنفسها من اجل حريتها وحرية وطنها، وما استشهاد المئات من المناضلات في روجافا إلا دليلا قويا على قوة المرأة وإيمانها بحريتها وحرية وطنها وما العملية البطولية التي قامت بها الرفيقة ارين ميركان إلا دليلا على قوة المرأة المنظمة التي تستطيع تحقيق النصر نتيجة إيمانها بالحرية وفلسفة المرأة الحرة و الحماية الذاتية.
وبما لايقبل الشك فيه بأننا عندما نتحدث عن الحماية الذاتية فاننا لانقصد بذلك الحماية الذاتية من الناحية العسكرية فقط، وإنما نقصد الحماية الذاتية التي تتجلى في كافة المجالات الحياتية أي من الناحية الفكرية والإيديولوجية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من النواحي الأخرى التي تظهر مدى حاجة المرأة إلى الحماية الذاتية، لان الذهنية الذكورية تخاف من المرأة المنظمة وهكذا يتطلب منا تصعيد حدة النضال ووتيرة النشاطات التي تهدف إلى حرية المرأة وتسليحها بالحماية الذاتية من كافة الجهات وذلك لن تستطيع أية قوة الوقوف في وجه المرأة أو فرض الممارسات التعسفية عليها.
وبذلك نستطيع القول بان نضال المرأة الكردية في حركة حرية المرأة الكردستانية قد وصل إلى مستويات قوية جدا، وبوسعنا القول بان التجارب التي مرت بها حركة حرية المرأة الكردستانية عبر سنين نضالها الطويلة تشكل ميراثا قويا من اجل جميع النساء والحركات التحررية للمرأة في كافة أصقاع العالم أيضا، وإذا كانت المرأة في أفغانستان تنتفض مساندة لمقاومة وحدات حماية المراة وترفع صور وحدات حماية المرأة وصورة الشهيدة ارين ميركان فهذا يدل بقوة على مدى التماسك الروحي الواحد للمرأة ويثبت بقوة بان نضال المرأة في أية بقعة جغرافية هو نضال للمرأة في العالم اجمع.
وفي النهاية نستطيع القول بان نضال يوم الثامن من آذار لايقتصر على يوم واحد، وإنما العكس صحيح لان نضال المرأة يجب أن يتصاعد بقوة كبير يوما وراء يوم، ونناشد جميع النساء على تصعيد وتيرة النضال وزيادة القوة التنظيمية، والعمل على المشاركة في النضالات المشتركة، وبما أن مسيرة المرأة العالمية سوف تحدث في هذه السنة أيضا، فإننا نحيي كافة المشاركات في هذه المسيرة العالمية، لان وحدة المرأة مهمة جدا من كافة النواحي وخاصة النواحي الروحية لان نضال المرأة هو واحد في كافة أنحاء العالم. وكلنا ثقة بان المرأة سوف تستقبل يوم الثامن من آذار بروح معنوية عالية مسلحة بالقوة التنظيمية والنضالية.[1]