عنوان الكتاب:#الموصل# قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات)
اسم الكاتب: الدكتور سمير بشير حديد
مؤسسة النشر: الدار العربية للموسوعات
تأريخ الأصدار: 2012
مدينة الموصل الوارفة المسكونة بعبق التاريخ والحضارة والموشحة بكل معاني التراث، المزدانة بمحلاتها السكنية العتيقة وجايخاناتها وحماماتها و (عوجاتها) الضيقة
الملتوية، وهي مدينة الجوامع والمساجد وأضرحة الأنبياء والأولياء، فيها مرتع الصبا والعاب الأطفال في كل أزقتها المعروفة. تجد فيها من العادات والتقاليد الاجتماعية الكثير المعبرعن الأصالة والانتماء لتربتها، لكل منا ذكرياته في أرجائها، لو جمعت لشكلت مجلدات في مادتها الخصبة التي تروي قصة مدينة عتيقة في معطياتها وحوادثها
التاريخية. وما جرى على ارضها من خطوب ومحن وأفراح وحوادث منها المؤلم وأخرالمفرح.
مدينة الموصل ضمت شخصيات لعبت ادواراً تاريخية على امتداد تاريخها، والموصل لها بصمتها في التاريخ العراقي الوطني العام، ولها كلمتها في الاحداث الكبرى.
تتميز مدينة الموصل بمورفولوجيتها الجميلة التي ما تزال تتهادى قسماتها على ضفاف نهر دجلة (الموصل قبل نصف قرن) – هكذا اختار الاخ الفاضل والاستاذ الدكتور سمير بشير حديد، عنواناً لمؤلفه الذي اصدرته الدار العراقية للموسوعات 2013 ويقع ب (310) صفحة، حيث سعى الى تسجيل جانب من تاريخ وتراث هذه المدينة. متناولاً بعضاً من محلاتها السكنية القديمة مع ذكر الشخصيات التي عاصرها منذ الطفولة، واهم الاحداث التي رافقته منذ خمسينات القرن العشرين، مؤكداً على اجواء التلاحم الشعبي وترابط النسيج الاجتماعي لابناء مدينة الموصل والاسر الموصلية العريقة، فضلاً عن العادات والتقاليد التي ميزتها عبر تاريخها الطويل، والتأكيد على هويتها الحضارية العربية الاصيلة، وتجيء تفاصيل هذا الكتاب بما حفلت به ذاكرة الدكتور سمير حديد عبر ما يزيد عن الخمسة عقود من الزمن مركزاً على النواحي الاجتماعية والتراثية، ويؤكد ذلك في مقدمته بقوله:
ان محاولتي هذه تهدف الى الحفاظ على الموروث الشعبي للبيئة التي تمثل سمات الشخصية الموصلية، في سيرورتها المتعاقبة عبر الزمن، حيث ان التراث يحمل سحنات الهوية الحضارية لتلك الشخصية، لاسيما وان الموصل، قد صنعت لها تاريخاً حضارياً ضارباً في عمق الوطن والزمن، فظلت حاضرة ثرية بالموروث الشعبي المتنوع
بتنوع المكان والمناخ والناس..[1]