تصعيد الخطاب الفيلي ضرورة من ضرورات نهضة المجتمع
كامل سلمان
تصعيد الخطاب الفيلي يعني احياء دورهم الريادي وذكر مآسيهم والويلات التي جرت عليهم ومزاياهم ودورهم في المجتمع العراقي عامة ، فإنهم شريحة فعالة في المجتمع ولها انجازات يشهد لها القاصي والداني ، فليس من الانصاف ان نساوي بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، فأنت عندما تمر بأحدى الحدائق الجميلة ستجد ما يميز جمالها هي الورود والازهار الزاهية ، وهؤلاء هم الكورد الفيلية في حديقة العراق ، ولكن معظم الناس تجهل هذه الحقيقة بسبب التشوهات التي صاحبت مسيرة الكورد الفيلية من قبل الحكومات المتعاقبة على حكم العراق التي عملت ايضاً على تهميشهم وإلغاء فعالياتهم الحكومية حسداً وكرهاً . مكون مسالم فعال لا يحمل العدوانية يجب ان ترفع لهم القبعة ، هم لا يريدون ان تنظر اليهم باقي مكونات المجتمع العراقي نظرة تفضيل وتبجيل ولكن التلميذ الناجح والمتفوق في الصف يجب ان ينال التقدير . الشعب العراقي يعرف قيمتهم و أهميتهم لكن المشكلة مع انظمة الحكم التي تقف بالضد منهم فلابد من تأليب المجتمع للضغط على الحكومات لكي تعاد للفيلين مكانتهم التي يستحقونها . لا وجود لعراق حر كريم متطور حضاري بدون ان يكون للكورد الفيلية حق واضح ومكانة عزيزة .
تصعيد الخطاب الفيلي يعني ايصال افكار هذا المكون الى الناس كافة وتعريفهم بما يجهلونه عن الفيلية وعن امكانياتهم الكبيرة وعن مدى قدرتهم في تسريع عجلة التطور . رد الاعتبار لهم واعادة حقوقهم كاملة يجب ان تكون على رأس اولويات الخطاب الفيلي . لدى الكورد الفيلية المئات من الكوادر المثقفة المبدعة الذين يستطيعون نقل الصورة الحقيقية الناصعة بكل حرفية وبلا تحريف للرأي العام ، وهذه ميزة ينفرد بها الفيليون عن بقية مكونات الشعب العراقي ، وبنفس الوقت قادرون على نقل الصورة الوجدانية الجميلة عن باقي المكونات الى المجتمع الدولي و مجتمعات الدول الاخرى لكي لا يتم ظلم سمعة الإنسان العراقي في الخارج ، هذا العراقي الذي عانى لفترات طويلة من الصورة المغلوطة المشوه لدى المجتمعات الاخرى ، نعم اعطوا للفيلي حقه وسترون بأم أعينكم كيف يرد جميلها .
يجب ان يعلم الجميع بأن الكورد الفيلية ليسوا مكون منفصل عن الامة الكوردية ، فما تجدونه عند الفيلية تجدونه عند الامة الكوردية العريقة ، ومن يظن بأن العقيدة او المذهب لها تأثير على الولاء القومي فهو واهم ، فالعقيدة قد تتغير لكن الانتماء القومي ثابت والانتماء للأرض ثابت والانتماء للحق ثابت والانتماء للإنسانية ثابت ، والامة الكوردية بكافة شرائحها أثبتت بإنها امة معطاءة ومسالمة ونافعة لمن حولها ومن استند اليها ربح . الكثير من الغرباء والاجانب يتمنون ان لو فيهم امة متداخلة مع اممهم مثل الكورد ، فمالكم لا تكونوا مثل باقي الامم تستثمرون هذا النهر العذب وتحيوا وجوده في انفسكم ، وترفعوا من شأنكم بين الامم من خلال اعطاء الكورد عامة والفيلية خاصة كل حقوقهم لتحصدوا ثمرة نواياكم السليمة وتكونوا تاجاً على رؤوس الامم . فهذه شعوب الارض وهذه امريكا وهذه السويد وكندا واستراليا وفرنسا وغيرها أضحت تتباهى وتفتخر بوجود جاليات كوردية على اراضيها واسندت اليهم المناصب والمواقع المهمة في بلدانهم فرحين بما كسبوا .
وانتم بين ظهرانيكم شعب كوردي بأكمله تظلمونهم وتبخسون حقوقهم مقتدين بالترك الحاقدين والفرس المرضى نفسياً ، هل ان تلك الشعوب والامم التي احترمت الكورد لا يفقهون ، ام انكم لا تفهمون الا لغة السيف والقوة والعنف كما توارثتموها من السلف الطالح ؟
kamil.salman@gmail.com
[1]