يا كورد بغداد متى تدفعوا ضريبة الانتماء القومي الكوردي والوطني الكوردستاني!!!
محمد مندلاوي
قبل أن أفصل في الموضوع، إن الانتماء لأية أمة و وطن يترتب عليه حقوق وواجبات، لذا يجب على المنتمي إليهما أن يطالب بما له في الحقل الأول – حقوق- لكي يعيش معززاً مكرماً، ويؤدي ما يترتب على الثاني – واجبات- بكل إخلاص وتفاني حتى تبقى أمته أمة حية بين أمم الأرض. إن أداء الواجبات القومية والوطنية لا يحتم على المواطن أن يكون داخل الوطن فقط، يوجد هناك مواطنون السياسة الدولية اللعينة التي فرضها أصحاب القرار في المحافل الدولية استقطعوا جزءًا من أرض وطنهم التي يقفون عليها وألحقتها بأراضي دولة أخرى، ولنا شواهد كثيرة عن هذا القرار الظالم، مثال المواطنون السويديون الذين عم وأرضهم ألحقوا بدولة فنلندا. وهكذا الألمان الذين ألحقوا بالدولة البولندية إلخ. وغير هذا، هناك جاليات كثيرة تنتمي لشعوب أخرى، إلا أنها بسبب ظرف ما استقرت في بلد آخر، لكن كل هذا لا يجعل الإنسان أن ينسى شعبه ووطنه الأم؟. بالمناسبة، أنا أعيش في بلد أوربي يعتبر مركز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في العالم، لا يظلم عنده أحد قط، قيل لي ذات يوم توجد فيها جالية عبرية (يهودية) عمرها 700 سنة، قال أحدهم لصاحب المحل الشرقي الذي يتسوق منه: أنا أيضاً مثلكم غريب هنا؟؟؟!!!. تصوروا يعيش في بلد أنا محمد مندلاوي أعتبر هذا البلد رقم واحد في العالم في كل شيء يرفه الإنسان ويحفظ آدميته، ألا أن حنين إلى وطن الأم جعل هذا الإنسان العبري بعد 700 سنة في بلد نموذجي ومثالي في كل شيء إنساني أن يعتبر نفسه غريباً فيه؟؟؟. كانت هذه مقدمة مقتضبة لما سنقوله أدناه.
إن موضوعنا لهذا اليوم، هو العودة إلى ما قلناه سابقاً في مقال خاص عن حرق مقر الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد الذي أحرقوا معه علم كوردستان المقدس، وسب وشتم القيادات الكوردية من قبل الأوباش. يجب أن لا نستغرب أبداً أن بقي الوضع على ما هو عليه سيحرقوا غداً مقر الاتحاد الوطني الكوردستان، أو أي مقر آخر لتنظيم سياسي أو مكتب تمثيلي لحكومة كوردستان في بغداد والمدن التي فيها غالبية عربية، لأننا كما قال رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي نرقص مع الأفاعي، وهؤلاء الأفاعي لا وجود في قواميسهم ذكراً للديمقراطية ولا أي اعتبار لحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
رغم كل هذا الذي قلناه أعلاه عن تخلف هؤلاء الأوغاد وثقافة العنف التي تملأ رؤوسهم.. يجب، ثم يجب، ثم يجب على الكورد في بغداد أن يظهروا لهؤلاء أن وعيهم القومي والوطني ليس متدنياً، فعليه يجب أن يكون لهم موقفاً حضارياً تجاه أي عمل عدواني وعنصري ضد إقليم كوردستان ومؤسساته الحزبية والحكومية والشعبية إلخ. نقول لأبناء شعبنا الكوردي في بغداد، لقد أحرق مقر البارتي للمرة الثانية، وأحرق معه علم كوردستان الذي يمثل شرف وكرامة 40 مليون كوردي في عموم كوردستان وخارجها، كان عليكم أن تقفوا في ساحة من ساحات بغداد وقفة احتجاجية ضد هذا العمل الأخرق؛ الذي يقف خلفه أناس متخلفون أعداء لأي شيء كوردي وكوردستاني؟. كما أسلفت، اعترضوا على هذه الأعمال الجبانة وإلا سيأتي يوم ينالوا منكم أيضاً، ليس لشيء سوى لأنكم كورد فقط وسيكون هذا سبباً لاضطهادكم على أيادي هؤلاء.. . لقد قابلت أنفارا من كورد بغداد تصور أن انتماءه للمذهب الشيعي سيحميه من شرور هؤلاء.. نقول له ولكم أنتم متوهمون، ألم تشاهدوا اللعين صدام حسين حين هجر الكورد البعثية، لقد شاهدت بأم عيني بعض الكورد أخرجوا رشاشة الجيش الشعبي المجرم من داره وهجروه إلى إيران دون أن يأخذ شيئاً معه من حطام الدنيا؟. أكرر وأقول، لا تسكتوا عن هذه الأعمال الإجرامية ضد مؤسسات الكورد وكوردستان في بغداد، لم نطلب منكم أن تتصرفوا كما تصرف هؤلاء الهمج الرعاع، نريد منكم أن تتصرفوا بطريقة حضارية، أن تقفوا وقفة عز في أية ساحة من ساحات بغداد وترفعوا اللافتات تدينوا بها هذه الأعمال الهمجية ضد مؤسساتكم الكوردية في العاصمة بغداد. صدقوني، عار، ثم عار، ثم عار عليكم إذا لا تدافعوا عن هويتكم القومية والوطنية وعن مؤسساتكم الشرعية أمام هؤلاء الذين يتباهون بعمالتهم لبلد أجنبي تحت شعار وحدة المذهب. إذا لا تبادروا اليوم قبل غداً بأداء واجبكم القومي الكوردي والوطني الكوردستاني سيأتي الدور عليكم وسيكون ذنبكم على جنبكم.
[1]