عنوان الكتاب: ﺳﻮرﻳﺎ الآراء والمواقف السورية إزاء الفيدرالية واللامركزية، وتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية
مكان الأصدار: اﺳﻄﻨﺒﻮل
مؤسسة النشر: اﻟﯿﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ
تأريخ الأصدار: 2016
الفدرالية ليست حلاً محتملاً في سوريا، ربما تكون اللامركزية هي الحل: أصدرت اليوم التالي دراسة مسحية عن الآراء والتوجهات في الفدرالية، واللامركزية، وتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية
تركيا، اسطنبول – أجرت اليوم التالي، وهي منظمة مجتمع مدني سورية، تعمل لدعم الانتقال الديمقراطي في سوريا، دراسة مسحية عن الآراء والمواقف السورية إزاء الفيدرالية واللامركزية، وتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. تقدم الدراسة رؤية معمقة بحثاً عن مخرج لواحدة من أهم القضايا التي تواجه مستقبل سوريا: إدارة البلاد خلال الفترة الانتقالية وما بعدها. تتعرف الدراسة على آراء المشاركين في مناطق سيطرة النظام، ومناطق سيطرة المعارضة، ومناطق الإدارة الذاتية. وتتعمق في تصنيف البيانات وفقا للأعراق (العربية والكردية والآشورية)، والطوائف الدينية، ومن كلا الجنسين.
منذ إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي عن إقامة الإدارة الذاتية الديمقراطية، تداولت دوائر صنع القرار والسياسة النقاشات حول اللامركزية والفيدرالية في سوريا. وزاد من حضورها الدعوة التي جاءت من وزیر خارجیة روسیا، سیرغي لافروف، لاختبار إمكانیة إقامة حكم فیدرالي ﻓﻲ سوریا. المثیر للاهتمام، أن هذه الدعوة جاءت بشكل متناغم مع تصریحات وزیر الخارجیة الأمریكي، جون كیري، عن احتمال تقسیم سوریا، وﻓﻲ سیاق التحضیر لمؤتمر جنیف 3، الذي كان من المفترض أنه سیرسم معالم المرحلة الانتقالیة ﻓﻲ سوریا، قبل أن تتوقف المحادثات بعد قصف النظام الذي أدى إلى انهيار الهدنة. وبينما كان يتم إعداد هذا التقرير، وإثر الدعم الذي قدمه التحالف الدولي والاتحاد الروسي إلى وحدات حماية الشعب الكردية أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الفدرالية في شمال سوريا في ثلاث مناطق هي: الحسكة، عفرين، وكوباني. يشكل هذا الإعلان الأحادي الجانب حجر الزاوية لتعزيز النظام الفيدرالي في سوريا. وبالتالي فهذه الدراسة ترصد آراء ومواقف الناس الذين يعيشون في تلك المناطق إزاء هذا النظام من الحكم، وكذلك الآراء العامة حول الفيدرالية واللامركزية في جميع أنحاء سوريا. وتشير الدراسة إلى أن صيغةً من لامركزية الحكم هو النظام الأكثر تفضيلاً في سوريا، ولكن ليس إلى حد الفيدرالية.
وتبين الدراسة أن هناك شبه إجماع على معارضة الفدرالية في مناطق النظام والمعارضة، في حين أن أولئك الذين يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية يؤيدونها بأغلبية ساحقة، كما يعارض معظم العرب الفدرالية في حين يؤيدها الكرد. تختلف النتائج بخصوص اللامركزية، ففي حين رفضت النسبة الكبرى من المستجيبين في مناطق سيطرة النظام اللامركزية، أعربت نسبة كبيرة من المستجيبين في مناطق المعارضة عن تأييدها. يبدو أن مخاوف الانفصال تشكل مصدر القلق الأكبر بين أولئك الذين يعارضون اللامركزية، في حين أن الاعتقاد بأنها تعزز “المشاركة في الحكم” يتصدر قائمة المزايا.[1]