( اللغة روح البشرية ، روح الأمم وقيمتها ) – #محمد اوزون#
الترجمة عن الكردية، مع التقديم : ابراهيم محمود
عن اللغة، عن الكردية، عنهما ضمناً استهلال كردي- كردي:
منذ حين من الدهر، وأنا منهمٌّ باوزون، أعني بمحمد اوزون: الكردي اعتباراً، النركي اضطراراً، السويدي ارتحالاً، الكاتب الكردي، التركي، السويدي...الخ، الكردي أولاً وأخيراً .
منشغلٌ به ، كما هو الانشغال البحثي، رفقاً بالآخر، حباً بالمختلف، قليلاً أو كثيراً، معاينة المتوافر من المصادر المباشرة، لا حباً بمحمد الاسم الذي لا يعرّف حقيقة، إلا بعد تحديد من يكون حامله انتماء قومياً، انسانياً، ثقافياً...،
باوزون اللقب الذي لا يُعرف بدوره انتماء قومياً فعلاً، إلا بعد وضوح العلة والمعلول، إنما هو حب، في حدود المستطاع لما هو معرفي. يشدني المعرفي إلى التهلكة أحياناً، تشدني التهلكة إلى المملكة التي ليس في وسع أي كان، الارتحال إليها بيسر ٍ، وفي قلبه هوى غير محبوك بامتياز الكلمة التي لها وحدها شرف التفييز للجهة هذه، إذ منها وإليها، تكون بلاغة القيمة الكبرى في نيل شرفية المقام، وفيها وحدها، يمكن للمنافسة، في التحرك والمسعى الكتابيين، أن تهب الاسم أهبة المكانة الحصيفة، لا ادعاء ولا ملقاً، وأكرر فوراً: دون أن أزعم أنني مواطن المملكة السالفة الذكر مطلقاً. إنني أموت... أموت وفي كينونتى حسرة من كردية معلومة هنا، وأموت... أموت مضاعفاً، حسرة من كردية، تنادي طيَّ غياب ما.
ما يشدني صوب ما هو موقَّع اوزونياً، وفي نطاق المعلوم باسمه هنا، يشدني إلى سواه، كما هو المعلوم باسم سواه وخلافه، وأنا اسمٌ بين أسماء، اسم زمكاني، في زمن، لا أطلق عنانَه، في فضاء المطلق، تعميماً، وإنما بوسعي القول، أنه زمن، يسهل على أي كان، كثيراً كثيراً، عندما يجد في نفسه، ما لذ وطاب، من أطايب المقامات في اللغة، في الكتابة، في تمثيل الكردية، اعتباراً قيمومياً زلفى، دونما شهود حق، في الكتابة الفعلية الناطقة باسمه الفعلي، وجهه الفعلي... بقدر ما أطلق العنان،ودائماً في حدود الممكن الثقافي، الأدبي، النقدي، كما لو أنني القارىء الوحيد والمستشار الذاتي الوحيد لنفسي، والمقوّم الوحيد، والناقد والمنقود الوحيدين، علَّني، أستطيع الكتابة، إلى ما شاء قانون البقاء الكوني داخلي، تاركاً سواي، في أمر سواه، أمر نفسه، تعميماته وما أكثرها، تخصيصاته وما أقل أقلها، وما يمكن أن يقوله سواه فيه، ليس تعالياً، أو تباهياً، وإنما، بغية القدرة على القراءة والكتابة، والتشكل في مهادهما قيمياً، ما بقي في الجسد دفق دم أخير، وفي النفس، خفق هواء أخير، أو هسيس نفَس ٍ.
إذ يمكن أن يشدني سواه إليه، مع فارق في نسبة حضور الاسم، حضور محقق الاسم ثقافياً وأدبياً، كائناً من كان، تحفّزني إلى معرفته، كينونتُه الجادة بوجهيها الصرفي والحرفي معاً.
كتبت ما كتبت عن اوزون،ليبقى اوزون، في مكان مختلف، كما هو الحال مع المختلف في كل منا، إن روعي فينا، هذا التنوع بجدارة المكاشّف فينا، كتبت في حدود الممكن، ليكون لغيري، دون أن أسمّي، ذلك الطواف، والنطاف، والاستشراف: قولاً وكتابة.
ثمة بواعث تعنيني، وتعينني في كل ما أثرت حتى الآن، بصدد اوزون وغيره، مثلما تكون لغيري بالمقابل، تصورات، تهيؤات، محسوبيات قول، حسابات مدفوعة رمزياً، وإذ أقول هذا، فلكي أوضح ما يجب تحديده، وهو هذا الخلل الذي يسميه أي كان، دون تعيينه زمكانياً، خللنا، فيما نقول ونكتب، وإذ أعمم، فلكي أستفهم، وأسمي، من لا يريد تسمية، ليبقى الاسم الوحيد...
أسمي اسمي، بكامل بطانته أخطاء وعثرات، توهمات، وتوعكات صحية في المسلك والكيان، مكابدات ومكايدات لا يمكن نزع يقينها الواقعي، حيث الصرورة القائمة، في الكتابة، كما في التعريف بالمقامات العائمة، تبيح المحظورات، في تعيين الخروق هنا وهناك، كما هو المألوف في الكثير مما أثرت وأظهرت.
لكم أرتكب أخطاء، لكي أعوّل على الأنا، شراً لا بد منه، لأن لا استغناء عنه، كونه الفاعل القولي والكتابي، ومنه وإليه يكون السؤال والتساؤل والمساءلة، لا حباً بذاتي، وإنما محاولة تعريف بها في كل مرة، فأنا قاطرة لا نهائية من الأسماء والمسميات التي تخصني،طالما أكتب وأنوع كتابةً.
قليلٌ وكثير أنا، وحيد ومكتظ بأطيافي، لا مدحاً في الذات، وإنما رغبة في التواصل الضمني، كما هي الكتابة باعتبارها مجرة درب التبانة في لا تناهي مكوناتها.
لماذا كل هذه الإطالة، في مقدمة، لنص حاولت ترجمته، وقد كان من السهولة، تقديمه، فقط، من خلال وضع اسمي لاحقاً، باعتباري مترجمه، من باب تحمل المسئولية ليس إلا؟
لأن المدوَّن ينعطف على ما تقدم بصدد اوزون، وغيره، مما تنوع َفي القول توضيحاً ونقداً.
ولأنني، أريد أن أصرّح، ربما، بما لا يستطيع كثيرون، على الجهر به، وهو أنني أكثر من كثيرين، جهلاً بهذه اللغة التي نسبتني إليها، منذ ولادتي الرحمية بفعل فاعل طبيعي مقدَّر طبعاً، أو وجدتني مرفوعاً بعلامتها الإثنية، أكثر أمية، من كثيرين، بُلغاء فيما لو تكلموا، حكماء فيما لو استفهموا، إنما في الأقل الأقل الذي يبقي حكمتهم ضالة المؤمن غير المعلن عنهم كثيراً.
أخطىْ لأتعلم، في الكتابة، في الترجمة، حيث لا مفردة بديلة، لوضعها، تري أن الوصول إلى الترجمة ( الفعلية)، يتطلب قطع مسافة، تُعلَم بمقاييس معترَف بها هنا وهناك.
وما يخص اوزون، في النص الذي توقفت عنده، في كرديته المكشوفة، يشكل أكثر من مَعلَم ثقافي، يدركه من لهم صلة باللغة، الكردية هنا طبعاً، وما تعنيه صلات الوصل كينونةً.
أترجم، بقدر ما أعلم، وللآخرين، من حكماء الكلمة المحبوسة، أن يدلوا بدلوهم، أن يؤكدوا بلاغة الكردية فيهم، بصمت لا يُشك في بلاغته الجانبية، بالتواري أو بالتداري أو بالتماري.
أخطىء وأصحح، أصحح وأنقح، أنقح وأعاود التصحيح، فأنا أكثر تلعثماً من كثيرين، لا يشق لهم غبار قول أو تشكيل كلمة، لكن حسبي أنني في الضوء، وهذا هو المدح الوحيد واليتيم لنفسي.
إذ وسط هذا الكم الكبيرمن الكردية المحبوسة طي صفحات لا تحصى، تخص ممن عاشوا ومضوا، ممن لا زالوا أحياء، ولا يقال فيهم، أ ي عنهم، إلا كما يتحدث أحدهم وسط دردارة، وخصوصاً في الآن الراهن، رغم أن مفردة خصوصاً صالحة لكل زمن يشير إلى كرده هنا وهناك، إنما مع فارق الدلالة والإحالة في المعنى والمستثار.
ربما، لا تكون ترجمتي، كما يجب، ولكن حسبي مجدداً، أنني أحاول، أن أمنح الكردية داخلي، الحد الذي أستطيعه، لأستحق قيمة انتماء، وقيمة تفاعل،وانتظار الثمر الداني .
نص اوزون:
طويلة، هي حكايتي أنا والكتابة الكردية، إن استطعتُ، ذات يوم سأتناولها بتوسع، لكنني أقول الآن، على أن طريق قدَري لو لم يُيمَّم شطر بلاد الغربة، لما كان في استطاعتي، أن أباشر الكتابة الأدبية الكردية بتوسع، أحياناً يصبح ما هوسيء سبباً لفعل ما هو جيد( رب ضارة نافعة. توضح آخر من المترجم).
سنة 1976، كنت في سجن أنقرة. حينها كنت مسئولاً عن مجلة تصدر بالكردية والتركية، لهذا السبب تم اعتقالي، إلا أنني عندما أُطلِق سراحي، توجهتُ فوراً إلى بلاد الغربة.
المحاكمات الخاصة كانت تستمر، وما كان لدي رغبة في أن أُعتفَل ثانية. عندما وصلت إلى السويد، إلى ستوكهولم، موطني في المنفى، اتخذت، قرارين من أجل حياتي الجديدة:
الأول: ما كنت سأنسى أبداً، حياتي في الوطن، وكنت سأرجع ثانية، والثاني، هو أنني كنت سأجدد نفسي، أطورها، أقدم شيئاً مفيداً، منذ ذلك اليوم، وحتى الأن أفكر دائماً هكذا. إن الذي يبقى لأسباب سياسية، فكرية، ثقافية، دون تحديد زمن، ويترك وطنه، عليه أن يجدد نفسه في كل ظرف ومستجد، وعليه في الحالة هذه، أن يقدم ما هو مفيد، من أجل لغة وطنه وثقافته وأدبه وفنه وسياسته، والانسانية كافة. بمعنى أن عليه أن يحوّل آلامه وأوجاعه إلى غنى انساني .لأنه عندما يعود الانسان المنفي إلى وطنه، سيسأله أناسه عما فعله خلال هذا الزمن في بلاد الغربة، خدمة للغته، لشعبه ووطنه، وللانسانية.
كنت أعلم أنني عندما سأعود يوماً، سيسألني أي كان، ويقول لي يا محمد اوزون، ماذا فعلت خلال هذا الوقت هناك، خدمة للغتك وشعبك ووطنك؟، لقد تسلسلت حياتي كاملة، بدءاً من سنة 1977، حتى اليوم، للإجابة على هذا السؤال. إن أي شيء فعلته، كان من أجل الإجابة على هذا السؤال. إن حياتي التي أمضيتها في الغربة، وكل نتاجاتي التي هي أمامكم، تشكل جواب هذا السؤال.
من جهة، جددتُ نفسي، تغيرت، من جهة أخرى، لم أنس مطلقاً، ترابي، وطني، شعبي، لغتي وأدبيات الآباء والأجداد. لقد زدتُ اقتراباً من لغتي وتراثي الثقافي، بمساعدة كل شيء جديد، اطَّلعت عليه. تركت كل شيء، ليمكنني العمل بتحقيق الأهداف هذه،لأجل هذا، ولكي أتمكن من اعتماد لغة، تمتلك إمكانيات أكثر، في بلاد الغربة، وأمارس الكتابة، اعتمدت على لغة الآباء والأجداد، وكتبت بها. نعم، كانت إمكانات اللغات الأخرى، أكثر توافراً من تلك التي للكردية، كان يتوفر كل ما يخطر في بال الانسان من إمكانيات وقدرات وأساليب.
قبل الآن بأربعمائة عام ، قال أحمد خاني صارت سوق اللغة الكردية كاسدة، والواقع ما زال هكذا أيضاً، إنما ما هدفت إليه وسؤال العودة، كانا في ذاكرتي باستمرار، عندما كنت أعود، بماذا كنت أجيب على سؤال أناسي؟
من أجل أناسي، لترابي ذاك، لنهري دجلة والفرات البعيدين كثيرين، في بلاد مظلمة كثيراً وشمالية، في واقع معتم كثيراً، ووسط صمت عميق مميَّز، باشرت الكتابة باللغة الكردية، وكتبت مجريات أحداث دجلة وصرخاته باللغة الحلوة والعريقة لنهر دجلة. في البداية، كان كل شيء صعباً، والصعوبات هذه، من جهة كانت ثقيلة الوطء، ومن جهة ثانية أيضاً، كانت لا تحصى، ما كان أحد يصدّق أنه في وسع اللغة الكردية، أن تمثل أدباً جميلاً وانسانياً. كان كل واحد، يطلب مني، في أن أكتب بلغة أخرى، ذات إمكانيات، لكنني لم أعمد إلى ذلك، كتبت بالكردية، وبإصرار، رغم كل المصاعب، لقد كان ما قلته بداية، كلاماً.
وحينها، عندما باشرت الكتابة، تلمست بسعادة، ترى ماذا تمتلك اللغة الكردية من غنى وإمكانات، في كل وقت، كنت أغوص في عمق اللغة، ومع كل وقت، كنت ألتقي بغنىً مميَّز، منذ البداية كان لدي إيمان باللغة الكردية، نعم، والكتابة بدورها، أثبتت لي، لأرى على أن اللغة الكردية ليست دون أي لغة أخرى، إن لم تكن أكثر منها، أدركت أن لغتنا القديمة التي هي إحدى اللغات الأكثر قدماً في العالم، مرنة، عندما يتعامل الانسان معها، بحميمية وحب، هي بدورها ستكشف له كل موجوداتها وأشكال غناها الخفية. الصعوبات التي كانت في البداية انقلبت إلى حِكم، إمكانات، وغِنىً، انفتح أمامي عالم جديد، جميل، قوي، مقدَّر، ملوَّن. اكتشفت أن تلك الأكاذيب والتخرصات التي كانت تحاك حول اللغة الكردية، تافهة،فاسدة.
حينها، أدركت، أن اللغة هي روح البشرية، اللغة روح الأمم.
وإذا رغب المرء في أن يبلغ روح انسان، أو أمة، عليه بالتعمق في اللغة، لأن كل ما يفعله الانسان، ما تفعله الأمة، يكون الانسان والأمة في قلب غنى اللغة. بدءاً من الإرث الثقافي، حتى الذاكرة والشعور العالميين، بدءاً من القيام والجلوس، حتى التاريخ والحافظة.
لن أتحدث أيضاً، دون شك، عن نشاطي المتعلق باللغة الكردية وكتابة الرواية الكردية. لكن علي أن أقول، أنه في كل نشاط لي، كان ثمة خصوصية طبيعية مستقلة، تعني اللغة، التجديد والتحديث للغة، استخدام لغة متضامنة، باتجاه تطوير انسانية لغة، بلغة كهذه، تجلو خاتمة الانسان المضَّطهد، في مواجهة الكذب والظلم، والذكريات والاعتقادات الرسمية، والسلوك، دائماً كان القاعدة. حينها، أدركت، أنه بكتابة اللغة الكردية المتعلقة بهذا النوع الذي تحدثت عنه، ليست هي الروح فقط، إنما باستمرار، هي القيمة أيضاً، قيمة الانسان من ناحية، وقيمة الأمة من ناحية أخرى.
لماذا أتحدث الآن عن هذه الأمور؟ لأنني أريد أن أقول، بمناسبة هذه الجائزة، هنا، بجوار نهر دجلة الشاهد على كل تواريخنا، أن اللغة الكردية، لغة غنية ومؤثرة، عليكم ألا تخجلوا من لغتكم، بالعكس، افتخروا بها، واحرصوا عليها في كل آن وحين، احيوا بها، وأدّوا أعمالكم بها، عليكم أن تعرفوا أن بأس لغتكم وعزيمتها قويان كثيراً، أو لا، ما كان ممكناً، أن اللغة هذه، منذ الآف السنين ولاحقاً، تحيا، وتستطيع الاستمرار إلى هذا اليوم دون ذلك.
علينا ألا نخدع أنفسنا، عندما لا نحرص على اللغة الكردية، أن ننسى مسئوليتنا الأخلاقية، وندعها تتلاشى، عندها، سيبقى كل شيء نقوم به، دون روح ، بدءاً من السياسة حتى الفن والأدب.
وإن لم تكن معدومة التقدير تماماً، فإنها ستكون محدودته.
إن الآفة الكبرى التي يمكن أن تنزل بالانسان، والوطن والأمة، هي: ضياع الروح والقيمة، وعلينا أن نمنع من أن تنزل الآفة هذه بانساننا، ووطنا، وأمتنا. عندها سيتملكنا العار، إزاء كدّ نزلاء الجنة: شهدائنا، وعملهم، عرقهم ودمائهم.
إن العلاقات بين الاتحاد الأوربي وتركيا، يجب ألا تخدعنا، ألا تضعِف عزيمتنا. إن واقع اللغة الكردية، بالطريقة هذه، لا يمكن أن يتحسن، صحيح أنه كان ثمة محظورات كثيرة، على اللغة الكردية، واليوم، هي غير موجودة، لكن النظام، يظهر، في كل الحالات، أنه لم يستغن عن السياسة الاستئصالية للغة الكردية، ولو أن الكرد يريدون خداع أنفسهم بالخيالات المريضة، ولا يولون الاهتمام الأتمَّ للغتهم الكردية، ولا يتلمسون في لغتهم، بمثابة الروح لوجودهم واحترامهم، حينها ستكون الأيام المقبلة لهم أياماً سوداء. لهذا، آمل منكم جميعاً، ليحدث ما يمكن أن يحدث، عليكم جميعاً، ومعاً، بكل قوتكم، احرصوا على اللغة، من أجل حماية اللغة وتطويرها، اعلنوا النفير العام والأقصى، الواسع، والطويل المدى، والعميق.
مع كلماتي هذه،في الوقت نفسه، يتم التعريف بي ومن أكون أيضاً. ثمة أشياء كثيرة تقال عني وتكتب. كلٌّ يقول شيئاً، بحسب موقفه ومعتقده، ويريد شدَّ اسمي نحوه جيداً أو سيئاً، لكن ، نعم، أنا بمفردي، أعمل في خدمة اللغة الكردية المنجرحة. أنا لست برجل صراع، وإثارة المشاكل بين الكرد، حيث لن أقف مخاصماً ومحارباً طرفاً، أو قوة، أو تنظيماً، أنا مثل امرؤ همُّه الأدب، مشغول بروح الانسان الكردي والشعب الكردي. كل بأسي وهمتي يخصان الروح، حيث الجميع يلتقون فيها. ولو أنني أفلحت في جَبر هذه الروح المنجرحة، والتي تكون روح كل واحد، حينها سأجد نفسي سعيداً تماماً.
نعم، ليقل أي كان، ما يريد أن يقوله،لقد رجعت، أنا الآن هنا، وإذا شئتم أو لم تشئوا، هم يسألون: يا محمد اوزون، حتى الآن، ماذا عملت من أجل ترابك، ووطنك، وشعبك، وأناسك؟، وأنا بدوري، أعطي جوابكم، في هذه المناسبة المباركَة،. لقد أوجدت كل هذه الكتب والمؤلفات. تفضلوا، أعلنوا عنها، تناولوا هذه الكتب والمؤلفات. لأنها تخصكم. نعم، هي ظهرت تحمل اسمي، لقد أديت هذه الخدمة، لكن أصحابها هم أنتم. إنها تراب الآباء والأجداد. إنها نهرا دجلة والفرات العريقان...
لهذا السبب، فإن هذه الجائزة التي أستلمها الآن، هي بالنسبة لي، الجائزة الأكبر، الجائزة هذه، هي جائزة تراب الآباء والأجداد، جائزة دجلة والفرات، جائزة أناسي المضطَّهدين، لكنها قيّمة ورفيعة، إنني فخور جداً بهذه الجائزة، وفي حضوركم، أتوجه بشكري للبلدية الكبيرة في ديار بكر، لرئيسها، لرؤساء بلدياتها الأخريات، لأهل ديار ديار بكر، ولوطني.
شكراً جزيلاً، ودمتم دائماً.
ملاحظة: بتاريخ #16-11-2005# ، وفي دياربكر، مع بدء أيام المهرجان الأدبي، منَح رئيس البلدية الكبرى في ديار بكر، ورؤساء بلديات منطقة ديار بكرهذه، محمد اوزون، جائزة، على جهوده ونشاطاته في مجال اللغة والأدب الكردينن. والكتابة السالفة، هي نص المحاضرة المرتجلة لمحمد اوزون، بمناسبة استلامه الجائزة هذه.
---------
ملاحظة : هذا النص مستل من موقع ( nefel. Com) الالكتروني الكردي.
[1]