حاورها/ غاندي إسكندر
روناهي/ كركي لكي شاعرة جزراوية شغفت الشعر منذ صغرها، فأدمنت على تفاصيل الحروف والصور والإيماءات ليكون لها لون خاص من الشعر تضمنتها إبداعها “نبض الياسمين”.
فادية شيخموس امرأة جزراوية من مدينة السنابل، الحسكة، ترعرعت، وكبرت، ونهلت من ينابيع الخابور، متيمة منذ نعومة أظفارها بقراءة الكتب، صدر لها في العام 2007م أول عناقيد شعرها تحت مسمى نبض الياسمين، وفيها تمتزج أحاسيس الأنثى الشاعرة بمشاعر الرومنسية الهادئة، حول الشعر ولا سيما الأنثوي وأوجاع أصحاب القوافي كان لروناهي معها هذا الحوار:
كيف بدأت علاقتك بالشعر؟
الشعر هواية محببة لدي ألفتُ مجموعتي الشعرية الأولى عام 2007م، أحببت أن يكون ميلادها في شهر نيسان شهر الحب وأسميته “نبض الياسمين” نظراً لخصوصية هذه الزهرة بحياتي، وعبيرها الملتصق بجزيئاتي، بداياتي كانت من الدراسة الإعدادية، والتي تأثرتُ فيها بأسلوب مدرس اللغة العربية معلمي الأستاذ الشاعر منير محمد خلف، الذي كان بطبيعته شاعراً معطاءً لقد تأثرت بديوانه الذي كان يحمل عنوان “شيرين”، كنتُ أتطلعُ بشوقٍ لواجهة مكتبة الحي، ومكتبة المدرسة أترقبُ أي إصدارٍ جديد كي أتفرد بتذوقه، ومطالعته كنتُ أعتمد كتابة مذكراتي بأسلوب شعريٍّ بشكل يومي إلى أن غدوتُ مدمنةً لتفاصيل الحروف، والصور، والإيماءات.
أين، ومتى تكتب الشاعرة فادية شيخموس قصائدها؟ هل من طقوس وأوقات خاصة للكتابة لديكِ؟
ليس هناك وقت محدد لإرغامُ ذاتي على حمل الورقة، والقلم، بالنسبةِ لي تأتيني الدفقة الكتابية عند كل موقفٍ يلامسني من الداخل، وأتأثر به، عند ممارسة التفاصيل اليومية قد لا تكون ذات أهمية لغيري لكني أهتم بها، لكن الليل، والشموع ، المطر، والضباب ، الوحدة، والألم، الغروب، والشروق من الأجواء المحفزة المحببة لي لكتابة الشعر.
ما هو الطابع الذي يلون كتاباتك؟ أم تضيفين إلى كل بستانٍ وردة؟
لكل مرحلة لون من النضج، لكل ليلٍ نجمة.
تكتبين الشعر الحر لماذا تفضلين هذا اللون من الشعر؟
الشعر الحر، أو الشعر المسترسل “النثر” كقوس قزح يعطي أكثر من لون ووجه، يمنح مساحات شاسعة من الحرية من خلال السلاسة، والعفوية عبر الرموز، والإيحاءات، والصور، والتشابيه، الأمر أشبه بالتنقل من رحيق زهرة لزهرة من كلمةٍ لكلمة للحصول على الشهد العذب، والجميل في الشعر الحر هو تعدد الخيارات والعطور.
ما هو انطباعك عن المشهد الثقافي النسوي الكردي، وهل استطاعت الأديبة الكردية أن تتجاوز تبعات العادات والتقاليد؟
حقيقةً أعتقد أن نسائنا الكرديات الأديبات معظمهنَّ لم يصلنَّ إلى ملامسة الأفق الأحلى، والأجمل من الانفتاح الثقافي الثري رغم صعود معظمهنَّ منابر المجد، والعلو وتدافعهنَّ البهي في الساحة الثقافية إلا أننا ما نزال متأثرين بالعادات، والتقاليد المتراكمة في العقل الباطن عبر السنين، والتي تذوقها الإنسان الكردي في منطقة الشرق الأوسط بالملعقة، والسكين نتمنى للحركة النسوية الكردية الثقافية كل المجد والنور، والضوء ،الأديبة الكردية قوية بما فيه الكفاية لتحقيق كل أهداف أمتها واختراق حدود السماء بشجاعتها، هي في محاولة دائمة لإنماء ثقتها بذاتها من الأعماق، وتكسير جميع القيود، والأسوار والانطلاق بإبداعها، ومجتمعها إلى الأمام كل الحب والتقدير للمرأة الكردية البطلة أينما كانت أحر تحياتي لها.
لو طلبنا منك أن توجهي رسالة للشاعرات الكرديات فماذا ستقولين؟
أتوجه إلى المرأة الكردية الشاعرة، وأقول لها أنت بطلة ثورية، واسحقي العادات البالية سخري حرفك البهي لخدمة المجتمع، والإنسانية، والإبداع، والعطاء أنتِ قوية بما فيه الكفاية كي تحققي كل الانتصارات، والإنجازات.
لو توغلنا إلى عوالم مجموعتك الشعرية نبض الياسمين فماذا سنعثر عليه؟
الانعتاق من الأغلال، والقيود البالية التي تمارس الاستبداد على الأنثى، نبض الياسمين ثمرة مخاضٍ طويل وصراع مع المستحيل ليحيله بطاقة الإبداع إلى أملٍ محقق ولو بداخل هذا العالم الشعري البهي “نبض الياسمين” ثورة الحب والحياة، ثورة الانتصار على التسلط، و الاستبداد المجتمعي.
هل كتبت فاديا القصيدة التي يشتهيها فؤادها؟
في كل مرة يتجدد الشاعر فيه من خلال الزمن، ويحلم بكتابة الأجمل طموحه متجدد بالنسبة لي أتوق لسماءٍ أعلى أنقب فيها عن نجمةٍ أثقبُ بها قلب الكلمات، وأصنع عقداً “أبيضاً” بحبر الاشتهاء.
في كلمة واحدة ما لذي تعنيه لك المفردات التالية (الغربة، الحسكة، الحب، النجاح، الخيبة، الأمل)؟
الغربة هي نافذة، الحسكة: الحنين، الحب: الحياة، النجاح: ضرورة، الخيبة: انكسار، الأمل: الشمس.
في الختام هلا زودتي قراء روناهي بأبيات مما خطه قلمك؟
شيء ما يسيل مني
تسيل روحي مثل الندى
تود الخروج
يتسلق روحي إحساس غريب
ينهرني . . . يتطفل جاثماً على صدري
يشد شعري . . . يرهق أعصابي
يتسرب بطيئاً . . . فهل يا ترى هو الموت ينال مني
يجتاحني بطريقته. . . بلغته. . . بلعنته
ليسكن عظمي، ويتخذه سريراً
ويهرول بعروقي الضيقة
بحثاً عن حرية تفي بالوعود لساحة أوسع
وعداً تلو وعد… كدمي الشاحب
هي مسافة شاسعة
السير فيها لا ينفع
والجري فيها لا ينفع
كلانا يحمل أحزانه بمنقاره
مثل “المالك الحزين”
كلانا يحمل أتراحه في غيابة صدره
كسمكةٍ صغيرة تمخر قاع المحيط[1]