اعداد : الدكتور #محمد علي الصويركي# - كاتب ومؤرخ كردي من الأردن
آل الشهال: تعد من الأسر الكريمة والقديمة في مدينة طرابلس الشام، وهم يمتون في نسبهم لآل سيفا الأكراد حكام طرابلس الشام على مدى أعوام طويلة، ويؤيد نسبهم أنهم يأخذون مع بعض العائلات من ريع أوقاف آل سيفا، وبرز منهم أفراداً اشتهروا بالشعر والأدب، كالشيخ محمود بن عبد الله الشهال، وابن عمه الأستاذ محمد، والأديب فضل أفندي، والقانوني جميل أفندي رئيس محكمة صيدا.
من شعرائهم المجيدين الشاعر الشيخ محمود بن عبد الله الشهال المولود في طرابلس لبنان سنة 1252ﮪ /1835م، الذي دخل موظفاً في الدولة العثمانية، وعين مديراً في طرابلس، وعضواً في مجلس البلدية لأعواماً طويلة، عرف بحسن المحاضرة، وسعة الاطلاع، له موشحات جميلة، وله ديوان مطبوع.
آل خضر آغا.
من الأسر الكريمة في مدينة طرابلس، وهم أكراد حسبما ذكر المؤرخ حبيب نوفل في كتابه (تراجم علماء طرابلس) حيث قال: “لقد اطلعت على حجج ووثائق شرعية كثيرة ممهورة بأختام قضاة ذلك العصر ومفاتحيه، وأجلاء الشيوخ والعلماء تؤكد صحة اتصالهم بالنسب لآل سيفا (الأكراد)، وقد نبغ منهم رجال لمعوا في سماء الوجاهة والكرم، كخضر آغا بن مصطفى ضابط الراجلين المحافظين بطرابلس، ومحمود آغا رئيس بلدية طرابلس، وشقيقه سعيد آغا رئيس بلدية طرابلس.
آل العماد/ العماديون.
هذه أسرة كريمة وكبيرة ومعروفة تقيم في جبل لبنان، وذات منابت إقطاعية، تعود بنسبها إلى الجد (عماد) الكردي الذي قدم من مدينة ( العمادية) الواقعة اليوم في كردستان العراق، مهاجراً إلى جبل لبنان، فسكن في قرية (مرطحون)، ثم ارتحل إلى (الباروك)، ومنها انتقل أحفاده إلى منطقة الشوف بالجبل، واعتنقوا المذهب الدرزي الشائع هناك، وأصبحوا من كبار الملاكين، ويقال أن بعضهم اعتنق الديانة المسيحية المارونية.
كتب الدكتور سليم الهيشي عن أصول هذه الأسرة بقوله:” يمتون بصلة القربى إلى عماد الدولة الديلمي الكردي الذي حكم منطقة العمادية…”.
أما الدور البارز الذي لعبه العماديون في تاريخ لبنان عموماً، ومع الدروز خصوصاً هو تزعمهم للحزب اليزبكي… المنسوب إلى الجد الأعلى للشيخ العماد يزبك.
آل مرعب أو المراعبة.
المراعبة يعدون من أمراء منطقة عكار في شمالي لبنان، وينتسبون إلى الأكراد الرشوانية، قدم جدهم (مرعب) إلى بلاد طرابلس من منطقة عفرين الكردية من كردستان الغربية (سوريا)، وتوطنت سلالتهم سهل عكار، ثم أصبحوا من الأسر الإقطاعية العريقة في لبنان، وهم يعتنقون المذهب السني.
كتب الباحث أحمد محمد أحمد عن نسبهم في كتابه (أكراد لبنان)، يقول: “أمراء ينتسبون إلى جدهم (مرعب) أحد بكوات الأكراد في هكاريا (سلسلة جبال تمتد في المناطق الكردية الموجودة ضمن تركيا والعراق اليوم)”.
وقال حبيب نوفل في كتابه (تراجم علماء طرابلس):” بنو مرعب أكراد الأصل، قدم جدهم من بلاده، واتخذ عكار موطناً، وتملكت سلالته الدور الشاهقة، والأملاك الواسعة في تلك البلاد، وتولى منهم حكومة طرابلس، مثل الأمير شديد الذي تواقع مع عيسى حمادة سنة 1714م، وعثمان باشا المرعبي في القرن التاسع عشر، وعلي باشا الأسعد المرعبي، وتلقب أولاده وأحفاده بالبكوات، أما سائر أفراد بني مرعب فكانوا يلقبون بالأغوات، حتى أنعمت عليهم الحكومة بلقب بكوات أسوة بأبناء عمهم”.
حكم المراعبة منطقة عكار قرابة المائة عام، ولا يزالون إلى اليوم يتمتعون ببعض التأييد في قضاء عكار الذي يملكوه، وكان أحد أبناء هذه الأسرة المدعو طلال المرعبي نائباً عن المقعد السني في قضاء عكار منذ عام 1972م حتى عام 1992م، ثم أعيد انتخابه عن المقعد نفسه، وتكرر فوزه في الانتخابات النيابية لسنة 1996م.
من مفاخر بني مرعب المدعو (علي باشا الأسعد المرعبي) الذي كان رجل زمانه، خبرة، ومضاء، وعزيمة، وفارساً مغواراً، جسوراً فصيحاً. قال عنه المؤرخ (نوفل نوفل) في تاريخه (كشف اللثام في حوادث مصر وبر الشام): “أنه كان يقصده ذوو الحاجات فيقضيها، ويرجو الفقراء نوال كفه فيعطيهم، ويمتدحه الشعراء بغرر القصائد فيجزل صلتهم، وكان فصيحاً، وله مشاركة في الأدب والشعر، وفياً لأصدقائه ومن يلوذ به”.
عزله أحمد باشا الجزار صاحب عكا عن حكومة طرابلس، لكنه رجع لمنصبه، وأنعمت عليه الحكومة العثمانية برتبة الباشاوية (مير ميرانية)، وأكثر الشعراء من مدحه.[1]
صورة سراي آل مرعب في بلدة البيرة