فاروق حجي مصطفى
كُردستان باتت حرة
اتجه الكُردستانيون إلى الصناديق وقالوا نعم؛ وحسب المراقبين أنّ الإقبال كان كبيراً إلى حد لم يتوقع أحد. الكثيرون منهم لم يناموا في عشية الاستفتاء، انتظروا الشمس، أي نور الحريّة، والكثير منهم ركبوا سياراتهم صالوا وجالوا أربيل وشوارع المدن الأخرى دهوك ، زاخو، السليمانية ، خانقين وكركوك قلب كردستان كما سماها الخالد الراحل مصطفى ملا بارزاني. وشاهد كاتب السطور أن عائلات أرفقوا معهم أطفالهم الصغار ليشاهدوا كردستان وهي تتحرر.
لم يبال الكردستانيون أي صوت يعكر صفوة استقلالهم، وهم يصوتون ، بينما الأخبار تركز على المعابر، فكردستان وللمرة الأولى الكردستانيون يدلون بأصواتهم ولم تغلق باب المعابر. كل المعابر مفتوحة من قبل حكومة كردستان، والوضع كان عادياً مفعماً بالحرية.
النسوة أصرن على ارتياد زيهنّ الكردي التقليدي، وظهرن أكثر جمالاً. الصحافيون كانوا أكثر حماساً تماما مثل فعاليات المجتمع المدني وإلى جانب الحزبيين والسياسيين.
الرئيس هو من فتح باب الاستقلال، ويسجل التاريخ له على أنّه رسم خط الاستقلال بإرادته، إعادة الكرد إلى يوم مهاباد، وهو حمل همّ تحقيق الحلم، ولعله كان قدر المهمّة. لم يعد الرئيس منذ أمد رئيس حزب، هو الصورة المصغرة عن الكرد، استطاع بإرادته وبحنكته القومية وبكاريزميته أن يلم الجميع على أن يقول نعم حتى معارضته صارت في موقع أكثر إحراجاً أمام رغبة الرئيس، فالمعارضة استطاعت اللحاق بالتاريخ وأن تكون جزءاً من المصير!
لا نتحدث هنا عن المستقبل، فالمستقبل هو حامل الحرية مهما كان الثمن، فمثل ما قال الرئيس بارزاني إنّنا أمام خيارين من الحياة، حياة تحت الاحتلال، وحياة فوق الاحتلال، وحتى إن كانت حياة فوق الاحتلال وترفض الخنوع والذل وبالرغم من مخاطره إلا أن الكرد اختاروا أن يكونوا أحراراً، ولذلك صاروا أحراراً بإرادة قادتهم ورئيسهم.
ألف مبروك.. كردستان حرّة منذ الآن[1]