د. هادي حسن عليوي
السليمانية.. مدينة الحب والجمال والثقافة والمصايف، تقع في شمال العراق، وهي احدى المحافظات التي تكون اقليم كردستان العراق، كانت عاصمة لامارة بابانتبعد عن بغداد شمالاً بنحو (330)كم، وتضم عدة اقضية، اهمها: قضاء بنجوين، الذي يعتبر منفذاً الى ايران،
وقضاء حلبجة، وقضاء جمجمال، كما انشئ في خمسينيات القرن الماضي، فيها، سدان كبيران،هما سد دوكان، وسد دربنديخان.
جولة في المدينة
يمكن للسائح التجول في مدينة السليمانية انطلاقاً من وسطها، الذي يبدو مثل وردة كبيرة تتفتح تواً للصباحات الجميلة، فالجبال تحتضن المدينة من كل ناحية، وتلتقي في الجنوب الغربي بمضيق طاسلوجة المؤدي الى وادي بازيان الممتد الفسيح، وفي جنوبها الشرقي تتصل بمدخل شهر زور المترامي الاطراف.ويتسلق المرء جبل ازمر، ففي ايام العطل الرسمية والجمع يترك سكان المدينة بيوتهم نحو الوديان الممتدة ما بعد جبل ازمر، وهي عادة كردية اصيلة، حيث تقضي هذه العوائل عطلتها الاسبوعية على حافات مياه الوديان والشلالات، بدبكاتها واغانيها وموسيقاها الاصيلة..على بعد خمسة كيلومترات من وسط المدينة يقع (بناري كويزة)، و(جبل ازمر)، وهما مرتفعان جميلان، الطقس فيهما معتدل وصاف، يرتادها السواح في فصل الشتاء للاستمتاع بمنظر تساقط الثلوج، وفي فصل الصيف للاستمتاع بجوها المعتدل ومناظرها الخلابة، فيها الطرق معبدة بصورة هندسية بديعة، وعين الماء الموجودة في أزمر معلم سياحي منذ القدم، يضم مرافق سياحية ومشاريع سياحية عملاقة.
واذا اردت ان تنحدر فهناك قلة جولان (قلعة جولان) التي تقع بجوارها عين ماء تدعى (كاني اسكان) اي (عين الغزلان)، وكان الامراء البابانيون الموجودون في قلاجو، يأتون الى هذه المنطقة لصيد الغزلان، التي كانت ترتوي من هذه العين التي مازالت موجودة الى الان..واذا ما اجتزت هذه القلعة حتى تنفتح امامك الارض واسعة مزهرة بالمياه والالوان والمفاجآت الصورية، وتنبسط على طرفي الطريق القرى واحدة اثر الاخرى، فهناك قرية سركلو التي تشكل جزءاً مهماً من اودية (الجاف)، الذي يضم في ثناياه بساتين كثيرة، ومصادر مياه تضفي على المنطقة ملامح سياحية بديعة، تقع هذه المنطقة شمال شرقي مدينة السليمانية بالقرب من (قلاجولان) وبالقرب من شمال غربي سورداش، اما قرية (ميركة بان) فتقع خلف جبل (بيرة مكرونة) على بعد (50) كلم غرب مدينة السليمانية، تكسوها كمية هائلة من الثلوج في فصل الشتاء، وتبقى مخضرة طول فصل الربيع، وبالقرب من قرية (قزلر) يمر طريق متموج يصل الى (رنو)، وفي فصل الصيف يقوم عمال الثلج في هذه المنطقة بجلب القوالب الثلجية الى القرى المحيطة بالمنطقة.ولابد من زيارة ينابيع سرجنار الصافية، التي تقع على بعد (5) كم جنوب شرقي مركز السليمانية، وعلى طول الينابيع ومجراها تنتشر المطاعم والمقاهي العالية وملاعب الاطفال وحدائق متنوعة انها مصيف خلاب تثير اعجاب ودهشة السياح..وهناك حديقة نوروز في مصيف (سرجنار) التي تضم مطاعم وقاعات واماكن استراحة وحديقة حيوانات وكل متطلبات السياحة والراحة..اما منطقة احمد أوا، التي تقع على مسافة (84) كلم شرق مدينة السليمانية وعلى مقربة من قضاء خورمال فهي من اجمل مصايف وشلالات السليمانية، حيث تنتشر الكابينات والمقاهي السياحية عند ضفتي مجرى مائي ينحدر بحرية وبقوة فوق الصخور، هنا تجد العوائل العراقية من كل مدن العراق تتجمع في الصيف يشكلون العراق باجمعه، وحيث يتحلق الشبان والشابات حول عازفي الطبل والمزمار لاداء الرقصات الكردية باسلوبيها البهدناني والسوراني.الطريق الى منابع المياه، الى الشلالات غير معبد، والطريق المتعرج المحاذي لوادي سحيق مكسو بالاشجار العالية والمنحدرات المائية، لا يعرف اسراره سوى سكان المنطقة. واذا ما تسلقت الصخور نحو القمة، حيث تنفتح في جدار الجبل الصخري الصلب ثغرة كبيرة تعرف باسم (زلم)، من هذه الثغرة تنطلق المياه قوية جبارة، وكأنها تعبر عن سعادتها بتحررها من قيود الجبل لتنطلق الى الطبيعة بكل ما فيها من قوة ترافقها اصوات ارتطام المياه في الصخور وكأنها انشودة للحرية الابدية..
اهم المعالم السياحية:
الجامع الكبير:
شيد في القرن الثامن عشر من قبل امراء بابان، يضم منارات كبيرة وعالية يوجد داخل المسجد مرقد الشيخ معروف النوديهي المعروف ب(كاكا احمد الشيخ) كما يضم مرقد الشيخ محمود الحفيد.
مرقد النبي أيوب (ع):
يقع في قرية (بردة كر) جنوب السليمانية ب(65) كم ويوجد عين مائي معدني في الوادي المجاور..
جامع مولانا خالد:
شيد في القرن الثامن عشر لمرشد الطريقة النقشبندية الشيخ خالد، المعروف ب(مولانا خالد النقشبندي).. وكان هذا المسجد مقام العديد من الشعراء والمتصوفين الكرد.
جامع محوى:
شيد عام 1883 بامر من السلطان عبد الحميد الثاني، ليكون مدرسة يدرس فيها الشاعر الكردي والمتصوف الكبير ملا محمد، المعروف ب(محوى) وبعد وفاته دفن فيه وليصبح مرقده.
كنيسة السليمانية:
تقع في وسط المدينة شيدت منذ بدايات المدينة على طراز معماري جميل، تضم قاعة كبيرة للاعياد والمراسم الدينية وحديقة جميلة يجتمع فيها مسيحيو المدينة في مناسباتهم، يزور مسلمو السليمانية تلك الكنيسة في الاعياد الدينية لمشاركة اخوانهم المسيحيين افراحهم.
مصيف سرجنار:
يقع غرب مدينة السليمانية ببعد (5) كم، فيه مساحات خضر شاسعة، مغطى بالاشجار الكثيفة من جميع الاطراف، وتضفي عليها ينابيع الماء العذب منظراً خلاباً، يجذب اليه السياح في فصلي الربيع والصيف..
سدة جق جق:
منطقة سياحية جميلة بنيت حديثاً، حيث بحيرتها الواسعة، التي تضيف جمالاً فوق جمال الطبيعة ذاتها، تضم المنطقة كابينات واماكن للاستراحة..
سفوح جبال كويزة وجبال أزمر:
مرتفعان يطلان على مدينة السليمانية لهما مناخ معتدل، في الشتاء يزوره السياح للتمتع بمناظر الثلوج، وفي الصيف من اجل هوائه النقي ومناظره الخلابة. يعتبر نبع ازمر من المناطق السياحية القديمة في المنطقة.
مصيف سرسير:
يقع على بعد (63) كم شمال مدينة السليمانية تغطيه البساتين والاشجار الكثيفة في مساحات شاسعة، ويضم عدة منابع مائية تتساقط فيه الامطار والثلوج بغزارة في الشتاء وفي الصيف يكون جوه معتدلا وبديعاً..
صخرة البطولة:
تبعد (53) كم غرب مدينة السليمانية على الطريق الرئيسي المؤدي الى مدينة كركوك، تتمتع بطبيعة ساحرة ومناظر خلابة، اضافة الى بعدها التاريخي، حيث يوجد كهف (باله كه وره) الاثري ومضيق بازيان المذكور في مصادر التاريخ القديم، بانه كان الموقع العسكري والستراتيجي، الذي اعتمد عليه اللولويين في دفاعهم عن منطقتهم ضد المد الاشوري، وهناك ايضاً (صخرة البطولة) التي قاتل خلفها الشيخ محمود الحفيد المحتل البريطاني حينها..
قويي قرداغ:
تضم قرداغ عدة مواقع سياحية وتقع جنوب مدينة السليمانية كما تشتمل على عدة مواقع آثارية اهمها:
منحوتة (دربندكاور) والمذكور في بعض المصادر بمنحوتة (نرامسين) اضافة الى قلعة (باوة كروي)، ومجموعة من صومعات الرهبان..
خورمال:
في سفوح جبل سورين، على بعد (79)كم شرقي السليمانية توجد مدينة قديمة ذكرت في كتب التاريخ ب(كول عنبر) شيدت في زمن الامير (خان احمد خان) سدة ترابية على مصب نهر زلم، بقيت آثارها الى يومنا هذا، وهي تضم نبعاً مائياً معدنياً يستحم فيه المصابون بالامراض الجلدية.
قلعة شيروانه:
بناها محمد باشا الجاف، على ما تبقى من آثار قلعة قديمة على ضفة نهر سيروان في قضاء كلار،طرازها المعماري يعكس تاريخها، انها مبنية اساساً لتكون دار ضيافة ولاستقبال من يزورون محمد باشا..
الكهوف:
تضم السليمانية عشرات الكهوف القديمة منها كهف جاسه نه، الذي يقع في قرية (كاني خان)، وكهف باله كوره في منطقة بازيان، وكهف هزارميرد وغيرها.
كما تضم السليمانية اكثر من (1000) موقع آثاري ومتاحف منها متحف السليمانية الذي يعتبر من اغنى المتاحف الاثارية في المنطقة، اضافة الى متحف التراث في السليمانية، الذي يقع على شارع نالي، وهو بيت كردي قديم يضم مجموعة كبيرة من مقتنيات القرون المنصرمة، فيها آلات وادوات مستخدمة في البيوت والاعمال..
كما تضم السليمانية عشرات الجداريات الاثارية والاثار عبر تاريخها..[1]