اسم: #معروف جياووك#
اللقب: جياووك
اسم الأب: علي اصغر افندي
تأريخ الميلاد:1895
تأريخ الوفاة: 21-01-1958
مكان الوفاة: بغداد
رفعة عبد الرزاق محمد
نقدم في هذا المقال، صورة تاريخية اخرى، لشخصية كردية كان لها التأثير الواضح في تاريخنا الحديث، وكان لها المواقف السياسية في خدمة الدولة العراقية في سنوات تأسيسها الاولى، انه المرحوم معروف جياووك.
ولد معروف علي اصغر جياووك عام 1885 – وقيل 1884 في بغداد في اسرة كردية معروفة ، تنتمي الى عشيرة (بالك) التي تستقر في قرية (سيرشمه) في منطقة راوندوز، كان جده الحاج مولود سعدي من كبار العلماء وسماه الناس ببديع الزمان، اما ابوه ويدعى (علي اصغر افندي) فقد كان اماما عسكريا لصنف (الاوردو) في الجيش العثماني ببغداد ، اكمل معروف جياووك دراسته الابتدائية والاعدادية في بغداد سنة 1902 ثم ذهب الى عاصمة الدولة (اسطنبول) لاكمال دراسته واثر الدخول الى المسلك الوظيفي والدراسة في وقت واحد، غير ان الاحداث التي وقعت في اسطنبول بعد الانقلاب، الدستوري سنة 1908 القت بظلالها على مسيرة جياووك فقد وقف موقفا عدائيا من اصحاب الانقالاب، حزب الاتحاد والترقي، وانضم الى حزب الاحرار الذي اسسه الامير صباح الدين، احد المستائين من الانقلاب لكونه من اسرة الخليفة العثماني.
وعندما قامت العناصر المناوئة للاتحاديين بحركتها التي سميت بالحركة الرجعية سنة 1909 بدأ الاتحاديون بتصفية خصومهم وملاحقتهم فاختفى جياووك في دار زوج عمته (يوسف باشا العلوي) وكان عضوا في مجلس المبعوثان، واستمر اختفاءه ستة اشهر بعد ان علم ان السلطة قررت تقديمه للمحاكمة، وعندما اعلن العفو العام عن السياسيين، غادر الاستانة بسرعة، لعدم ثقته بالاتحاديين فعاد الى وطنه واستقر ثانية في بغداد، واكمل دراسة الحقوق في مدرستها، وقد ذكر بعض مترجميه انه اصدر جريدة سياسية باسم (الحقوق) سنة 1912 ولكن لم اجد عنها خبرا في كتب الصحافة العراقية.
عاد الى الوظيفة ثانية وهو يحمل شهادة عالية، فعين مديراً لناحية (تدمر) في سورية (1912) ثم مالبث ان عين معاونا لمدير دار المعلمين في البصرة سن 1913 وعندما اندلعت الحرب العالمية الاولى، انخرط في حركة المجاهدين لمحاربة الانكليز غير ان السرعة التي احتلت بها بريطانيا منطقة البصرة بسبب عدم وجود مقاومة عثمانية حقيقية، اوقعت معروف جياووك اسيرا بيد الانكليز، فنفي مع مجموعة من الاسرى من العسكريين والمدنيين الى (بورما) في انحاء الهند الصينية، وبقي في الاسر زهاء الخمسة اعوام، اصيب خلالها بمرض (الحمى الدماغية) وظل طريح الفراش زهاء العامين.
وفي عام 1919، اطلق سراحه واعيد الى وطنه محطما، هزيلا لا يقوى على المشي، حدثني المرحوم محمد سعيد الجاف بطريقته المحببة، في معسكر الهنيدي – الرشيد حاليا- جرى تسليمه الى اهله الذين لم يتبينوا شخصيته لما طرأ عليه من ضعف وهزال وخور وكادوا يعودون من حيث اتوا لولا انه شاهدهم واخذ يصيح عليهم باللغة الكردية: (يابه .. دايه.. منتان نه ناسي منم ماروفم) فاخذته امه وهي تصرخ: واى رو.. داي رو..
وفي بغداد، استعاد معروف جياووك صحته، ومعها استعاد نشاطه الفكري، فعمل في المحاماة ثم دخل ساحة القضاء حاكما في كركوك سنة 1923 واربيل سنة 1924 والديوانية 1925 والحي سنة 1926 والمسيب سنة 1927 ومنذ ان قامت الدولة العراقية، اخذ جياووك بدعم مواقفها بمقالات سياسية كان لها الشأن الكبير والاقبال الواسع، وعندما طرحت قضية الموصل تجلت وطنيته بابهى صورها، فكان قلمه شديداً على المزاعم التركية فدحضها واثبت زيفها، وقد جمعت بعض تلك المقالات في كتابه الموسوم (القضية الكردية) انتخب نائباً عن اربيل سنة 1928 ولعل اشهر مواقفه في هذا المجلس معركته الكلامية مع رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون ومن مواقفه الطريفة في مجلس النواب هجومه على لابسي (السدارة) المصنوعة في ايطاليا، ودعوته الى لبس السدارة) العراقية المصنوعة من (الجبن) وظل يرتديها الى النهاية.
اعيد تعينه حاكما في كربلاء سنة 1931 وكركوك سنة 1933 ومفتشا عدليا سنة 1936 ونائب رئيس محكمة بداءة الحلة سنة 1936 ثم مفتشا عدليا ومدعيا عاما سنة 1938 ومدونا قانونيا سنة 1941 وعضو محكمة التمييز سنة 1942 وفي سنة 1944 صدرت الارادة بتعيينه متصرفا للسليمانية حتى احيل الى التقاعد في اذار 1946 غير انه اعيد الى الخدمة مديرا عام لانحصار التبغ في آب 1946 الى ان اعتزل الخدمة في كانون الثاني 1947 وقد توفي ببغداد يوم 21-01- 1958 ونقل جثمانه الى اربيل – حسب وصيته – ودفن في مقبرة (الشيخ جولي) وترك من الاولاد: بوتان، سامان، سوزان بيمان ، هوشيار.
وقد شق نعيه على الكثيرين من عارفي فضله وقدره، فاقيم له احتفال تأبيني مهيب في بغداد، القيت فيه كلمات الاساتذة: محمد الخال، محمد جميل، بندي الروربياني، عبد المجيد لطفي وغيرهم) ورثاه عدد من الشعراء الكرد كالاستاذ محمد علي مدهوش، والشيخ سلام وارخ وفاته شعرا الاستاذ نجم الدين ماموستا في جريدة (زين ) بقوله: كهبي بيرسي داد
ي مه زلوومين
محكمه ي ته مييز زوير
بووه عنه مكين
وترك لنا من المؤلفات المطبوعة:
1- القضية الكردية: طبع ببغداد سنة 1925 واعيد طبعه سنة 1939 .
2- نيابتي 1928 – 1930 طبع ببغداد سنة 1937.
3- هه زاربى زوبه دامزراو وكو كرده وى، طبع ببغداد سنة 1938 .
4- الحقائق الثابته في كراسة عن نوري السعيد، طبع ببغداد سنة 1948.
5- مأساة برزان (بغداد 1954).
لقد طبعت بعض كتب الاستاذ معروف جياووك ضمن مطبوعات (نادي الارتقاء الكردي) الذي حصل جياووك على اجازة تأسيسه عام 1930 في بغداد وقد حضر حفل افتتاحه جمهرة كبيرة من وجوه المجتمع في بغداد وكان شعاره يحمل صورة القائد صلاح الدين الايوبي، وقد اصدر هذا النادي عددا من الكتب الخاصة بالثقافة الكردية ككتاب (ذكرى بيره ميرد) للاستاذ علاء الدين سجادي، وبعض كتب جياووك.
المصادر:
ج التآخي ليوم 23 -06- 1971، دليل مشاهير الالوية العراقية، معجم المؤلفين العراقيين، لقاء مع المرحوم محمد سعيد الجاف.[1]