أكد المفكر الأميركي الشهير فرانسيس #فوكوياما# ، أنه يجب وجود هيئة نزاهة قوية في إقليم كوردستان، وأن تتمتع بسلطات سياسية حقيقية، دون حدوث تدخلات، من اجل التمكن من مكافحة الفساد.
وخلال مشاركته في ندوة خاصة بالعاصمة واشنطن، حول إعادة الثقة العامة ومكافحة الفساد، تحدّث الكاتب والمفكر السياسي الأميركي فرانسيس فوكوياما لشبكة رووداو الإعلامية، وهو يرى أن أحد أهم السبل المؤثرة لمكافحة الفساد في إقليم كوردستان هو ان تكون للكورد دولة في كوردستان، ويقصد بوجود الدولة وجود أناس متعلمين وموهوبين ونحن نطلق على ذلك قدرة الدولة، ولا يكون هؤلاء الناس جزءا من الاطراف السياسية بإقليم كوردستان، بل أفراد تكنوقراط يعينون على أساس قدراتهم ومواهبهم، ويكونوا على معرفة بكيفية إدارة مؤسسة دولة بشكل فعّال.
فيما يلي نص مقابلة رووداو مع المفكر فرانسيس فوكوياما:
رووداو: شكراً جزيلاً لك لمقابلتنا، سؤالي هو كيف يمكن لإقليم مثل إقليم كوردستان في العراق، أن يكافح الفساد وكما تعلم إن الفساد مستشري في جميع مفاصل الدولة؟
فرانسيس فوكوياما: اعتقد أن أحد أكثر السبل تأثيرا هو أن تكون لديكم دولتكم في كوردستان، اقصد بالدولة الشعب، أناس مفعمون بالعلم والموهبة، والذين نطلق عليهم نحن قدرة الدولة، ويجب أن لا يكون هؤلاء الناس جزءا من الأطراف السياسية بإقليم كوردستان، بل أفراد تكنوقراط يتم تعيينهم على أساس مواهبهم وقدراتهم، ويكونون على دراية بكيفية إدارة مؤسسة دولة بشكل فعّال، بدلاً من الأشخاص الذين يقوم السياسيون بتعيينهم كتابعين لهم، وهذا موجود في أماكن مثل كوردستان.
رووداو: توجد في إقليم كوردستان هيئة نزاهة، لكن هل تعتقد ان وجود هيئة كاف لمكافحة الفساد في إقليم كإقليم كوردستان؟
فرانسيس فوكوياما: هذا يعتمد على السياسيين، يمكن ان توجد هيئة لكن في حال عدم تمتعها بقوة حقيقية تمكنها من تعريض الأفراد للمساءلة، فلن يكون لوجود هذه الهيئة تأثير كبير، بالغالب اصحاب السلطة لا يرغبون بحصول هذا النوع من الهيئات على صلاحيات، لذلك لا يمنحونها سلطة قضائية، حيث يجب عليك التوجه الى المدّعي العام ويمكن ان يكون الاشخاص الذين تريد مقاضاتهم تابعين او مقربين من السياسيين (أصحاب السلطة)، بالتالي تفرض عليهم عقوبات مخففة. لذلك، فإن هذا يعود الى التوازن السياسي الموجود داخل الدولة.
رووداو: ما هي أفضل طريقة لمكافحة الفساد، محاربته من الأسفل الى الأعلى أم بالعكس، كيف يمكن للأقاليم والدول مثل العراق مواجهة الفساد واجتثاثه؟
فرانسيس فوكوياما: اعتقد يجب أن يكون من كلا الطرفين، يمكن ان تبدأ العملية من الاسفل الى الأعلى عندما يكون هناك أناس قد ضجروا من الفساد، كذلك يمكن ان تبدأ من الأعلى حين تكون لديك قيادة سئمت من الفساد، وعندما يتّحد الجانبان اعتقد أن ذلك سيكون مؤثراً.
رووداو: متأكد من أنك على دراية بالوضع الحالي للعراق، توجد مجاميع وأطراف مختلفة، وفيها فصائل تعمل تحت تاثير دول أخرى، الى أي مدى انت متفائل بمكافحة الفساد في دولة العراق الفيدرالية؟
فرانسيس فوكوياما: ارى انه من الضروري إحداث تقدم بهذا المسار، لأنه توجد في العراق أطراف سياسية تمنح بعض الفصائل الصلاحية بإدارة نفسها وممارسة الفساد كما تريد، لكن لا اعتقد اقليم كوردستان بحاجة الى التركيز على هذه النقطة كثيراً، بل يجب أن يكون تركيزكم على مؤسساتكم وقدراتكم على إدارة أنفسكم.
رووداو: الى أي مدى يتم دعم شعب إقليم كوردستان لقيامهم بمكافحة الفساد، وان يكون لهم دورهم ومشاركاتهم في الندوات والمؤتمرات الدولية المشابهة لهذه الندوة وغيرها؟
فرانسيس فوكوياما: اعتقد ذلك مهم جدا، انت تعرف أن كوردستان ليست دولة مستقلة، لكن من المهم ان لديكم أناس يعملون في البنك الدولي، واعتقد ان هؤلاء يقدمون لكم مساعدات كبيرة.
رووداو: شكراً جزيلاً، شكراً لقبولك استضافة رووداو
فرانسيس فوكوياما: شكرا لكم.[1]