=KTML_Bold=كوردستان.. وجنوب السودان.؟!!=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4940 – 2015-09 -29
المحور: القضية الكردية
..لما نعم لدولة جنوب السودان و”لا” لدولة كوردستان أمريكياً.
يطرح الصديق العزيز شيروان عمر في صفحته الفيسبوكية سؤالاً جميلاً _ولو بلغة لا يخلو من بعض الفكاهة_ يقول فيه: (هل بوسع أحد من الأصدقاء الأعزاء أيجاد ثلاثة فوارق بين الصومال و بين أقليم كوردستان العراق من كافة الجوانب و على كافة الأصعدة بأستثناء أمرين و هما كالتالي: 1_ الأسم. 2_ الثورة العمرانية ” التركية ” في ” أقليم كوردستان العراق”. فلا شك لو كانت الصومال جارة لتركية لشهدنا الأمر مماثل).
إنني أقول له وبلغته؛ إن تلك جنوب السودان وهذه “شمال العراق” ألا يكفي؛ لكن هذه تقع تحت البند الأول وبالتالي لا تكفي.. ولكن وإن وضعنا الفكاهة جانباً ونظرنا إلى الموضوع بجدية أكبر عزيزي شيروان؛ فبالتأكيد هناك فوارق حضارية ووجودية اعتبارية وكذلك مادية امتيازية ومصالحية عدة صديقي؛ ومنها مسألة الدين _فعلينا أن لا ننسى_ ما زالت الكنيسة تملك قوتها وسلطتها على الشارع وبالتالي السياسة الأوربية وإن زيارة الرئيس مسعود بارزاني للكنيسة _مؤخراً_ لم يأتي عن عبس وفراغ وتعلم بأن الكورد مسلمين بينما جنوب السودان هي مسيحية وفهمكم كفاية.. لكن الفارق الأهم هو أن القضية الكوردية تتعلق بعدد من دول المنطقة _وليست فقط تركيا، بل ربما تكون تركيا الأكثر تفهماً لقيام دولة كوردية_ وبالتالي مصالحها وتقاطعها مع مصالح واستثمارات الغرب وأمريكا في تلك البلدان؛ حيث تقسيم كوردستان بين عدد دول المنطقة جعلت القضية الكوردية من أعقد قضايا الشعوب والتي ما زالت راضخة للاحتلال واستعمار الأجنبي وبالتالي تأجيل معالجتها وما موقف أمريكا بخصوص التريث في الإعلان عن قيام الكيان الكوردي المرتقب إلا نتيجة لمصالحها الدولية وعلى الأخص فيما يتعلق بالملف الشرق الأوسطي ولا تريد أن تجعلها ورقة ضغط بيد إيران من أجل استثمارها وبالتالي إجبار الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع عدد من الملفات وعلى الأخص ملفها النووي وأخيراً في كل من ملفي سوريا والعراق.
ولكن ورغم كل ذلك فإنني أقول _وأعيد القول المأثور_ بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وأن الكورد _ورغم كل ما ذكرنا من الواقع المأساوي لشعبنا في باقي أجزاء كوردستان_ قد خطى الخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم الكوردي في إقامة دولتهم ولذلك فإني قائلٌ مع القائلين؛ بأن كوردستان .. قادمة _ربما ليس اليوم أو خلال أيام كما يتوقه ويتوقعه الكثيرون من القراء والمحللون_ ويكون البديل في قادم الأيام هو عراق أكثر ديمقراطيةً ومشاركةً سياسية وتقليماً لأظافر الاستبداد الطائفي.. لكن وبكل الأحوال هي قادمة _أي دولة كوردستان_ وسوف يأتي حينها كوشنر _مع حفظ الألقاب_ وغيره أيضاً بحقائبهم وبدونها أيضاً وذلك لمباركة الوليد الجديد؛ دولة كوردستان.
[1]