=KTML_Bold=الصراع الطائفي المذهبي ..هل سيغزو الساحة الكوردية أيضاً .؟!!=KTML_End=
#بير رستم#
منذ بداية الأحداث في المنطقة العربية وعلى الأخص في سوريا دق ناقوس الخطر من استفحال الحالة المذهبية الطائفية والتي لها جذورها التاريخية في ثقافة المنطقة حيث الصراع عائد إلى يوم اجتماع السقيفة وإبعاد “آل البيت” عن الخلافة وذلك من خلال
حركة ذكية من عمر بن الخطاب بإشعال الفتنة بين جماعة الأنصار وإذكاء نار الشقاق والقبلية بين كل من أوس والخزرج؛ المكونان الأساسيان لجماعة الأنصار في المدينة وبالتالي التفرغ لجماعة (آل البيت) والمتمثلة حينذاك بشخصية علي بن أبي طالب علماً ودرجة قرابة “للرسول” ومعروف قصة هجوم عمر على بيت علي وفاطمة بنت “الرسول” حيث كان اجتماع “آل البيت” ومن بينهم العباس عم الرسول والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وغيرهم من أهل البيت وهو يهددهم بالقول التالي “لتخرجنّ إلى البيعة أو لأحرقنّها على من فيها!” وهو يهدد بحرق البيت وبمن فيها إن لم يبايعوا أبا بكر ..
وقد كانت بعدها قصص وحكايات ومؤامرات وفظائع أخلاقية تندى لها جبين الإنسانية كقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان وموقعة الجمل بين جيشي عائشة “زوجة الرسول” من جهة وعلي بن أبي طالب “بن عم الرسول” من الجهة الأخرى.. وإلى أن كانت معركة صفين بين كل من جيوش علي ومعاوية بن أبي سفيان وقصة “قميص عثمان” وكان التشيع بكل قصصها الحالية والصراع المذهبي الطائفي الذي نجد تبعاته إلى تاريخنا الحديث.
إذاً للمشكلة جذورها التاريخية وقد بدأت مع موت “الرسول” وقضية الخلافة ومن يستلم قيادة المسلمين من بعده؛ حيث الأنصار طالبوا بها كونهم هم الذين احتضنوا الاسلام يوم ضعفها كمهاجرين لديهم وقد قويت شوكة الاسلام بهم وبالتالي فيحق لهم أن يقودوها من بعد رحيل مؤسسها الأول ونبيها (محمد بن عبد الله) وكان يقودهم في ذلك الصحابي سعد بن عبادة وعندما رمى عمر بن الخطاب الفتنة بين جماعة الأنصار والتي هي _كما قلنا_ مكونة من قبيلتي الأوس والخزرج ولها ثارات قبلية قبل الاسلام، انهار حلف القبيلتين وتم استبعاد منافسة سعد بن عبادة لأبي بكر الصديق مما جعل الأول يمتنع عن مبايعته إلى يوم مماته.. وهكذا فإننا نجد بأن الصراع على السلطة والنفوذ بدء مع موت “الرسول” وبدء الكل يبحث عن الغنيمة وكانت الطوائف والأحزاب والتشييع والمذاهب الاسلامية المتعددة والمتصارعة إلى حد القتل وما أكثر الجرائم والمؤامرات التي ارتكبت في الاسلام وباسمه وتحت مسميات شتى، فما هو المذهب وما هي الطائفة.
إن المذهب أو ((تعريف المذﮪب الفقﮪي: أ_ المذهب في اللغة هو الطرق و المسلك. ب_ وفي الإصطلاح الفقهي: أطلق في بداية ظهور المدارس الفقهية الكبرى على ما ذهب إليه إمام من الأئمة من الأحكام الإجتهادية ليطلق عما بعد على ما قاله الإمام هو و أصحابه على طريقته ونسب إليه مذهبا لكونه يجري على قواعده وأصله الذي بنى عليه مذهب وليس المراد ما ذهب إليه وحده دون غيره من أهل مذهبه.
تعريف الفقه: أ_ الفقه في الأصل اللغوي معناه فهم غض المتكلم من كلامه. ب_ وفي الإصطلاح: هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية ، قال الإمام أبو حامد الغزالي (الفقه عبارة عن علم و الفهم في أصل الوضع ، يقال فلان يفقه الخير و الشر أي علمه وهمه ولكن صار بعرف العلماء عبارة عن العلم بالأحكام الشرعية الثابتة لأفعال المكلفين خاصة)).(المنتدى البوابة _ محمود حامد الزناتي).
وأما الطائفة فهي ((مفهوم مشتق من (طاف، يطوف، طواف، فهو طائف) فالبناء اللفظي يحمل معنى تحرك الجزء من الكل دون أن ينفصل عنه بل يتحرك في إطاره وربما لصالحه.والطائفية هو انتماء لطائفة معينة دينية أو اجتماعية ولكن ليست عرقية فمن الممكن ان يجتمع عدد من القوميات في طائفة واحدة بخلاف اوطانهم أو لغاتهم.. ثم مزج مفهوم “طائفية” ذات المكون العددي مع مفاهيم أخرى ذات مضمون فكري أو فلسفي أو عرقي أو مذهبي فتحول إلى ما يشبه “المصدر الصناعي” كما يضيف العلواني ليفند معنى الفاعلية الخاصة بالأقلية العددية والمنفصلة عن فاعلية الأمة، وبذلك أصبح مفهوم الطائفية يستخدم بديلا لمفاهيم “الملة والعرق والدين” التي كانت سائدة قبل ذلك، واختلطت هذه المفاهيم جميعا في بيئة متزامنة فكريا وسياسيا فأنتجت مفهوم “الطائفية” باعتباره تعبيرا عن حالة أزمة وتعيشها مجتمعات عربية مثل العراق ولبنان حيث أصبحت الطائفية مذهبا وإيديولوجيات وهوية حلت محل الهويات الأخرى والانتماءات الأعلى بل وبدأت تتعالى عليها وقد تبدي الاستعداد لتقاطع معها وأخذ موقعها وهذا كان يحدد وحدة العراق اليوم)). (موسوعة ويكيبيديا).
واليوم نجد بأن سوريا تعيش الحالة؛ الانقسام الطائفي والمذهبي وبأبشع صورها وجرائمها وويلاتها _وبالتأكيد إن النظام السياسي الأمني في البلد يتحمل الحزء الأكبر من المسؤولية_ ولكننا نعتقد بأننا نحن الذين نعمل بحقلي الثقافة والسياسة نتحمل جزءاً من تلك المسؤولية ولما آلت إليه الأمور والحالة في البلد وذلك بسكوتنا عن المكبوت أو محاولة مداراته والتغاضي وإغماض العين عنه ودون البحث والنقاش حول النار المؤججة تحت الرماد وبالتالي طرحه وبحثه وتداوله بجدية وجرأة وموضوعية في محاولة لقراءة الواقع والوقوف على مخاطرها وخاصةً أن تاريخ المنطقة وواقعها عاشت _وما زالت تعيش_ تلك الصراعات المذهبية والانقسامات الطائفية ..
وهنا أتذكر إني في إحدى مداخلاتي في انعقاد جلسة المجلس الوطني لقوى اعلان دمشق الأولى والأخيرة قد طرحت هذا الموضوع أو لمحت لمسألة الطائفية في البلد فهب العديد من الإخوة في وجهي كوني ذكرت مصطلح الطائفية وبأنه لا يوجد في سوريا شيء اسمه طائفة أو الطائفية وأعتقد إننا في ذلك كنا نجاري ادعاءات السلطة والنظام السوري والذي كان وما زال يخاف من هذه الكلمة مع أن هو الذي إشتغل عليها ونفخ فيها إلى أن كانت الأزمة الأخيرة في المنطقة العربية وضمناً سوريا.
وهكذا ولكي لا نعيد التجربة العربية _في كل شيء_ ومنها مسألة المذهب والانقسام الطائفي، على الساحة الكوردية وأيضاً ولكي لا نمارس لعبة السياسي والمثقف العربي في سياسة الغميضة للنعامة وبالتالي التغاضي عما يدور في الكواليس الشعبية والعامة وعلى المستوى الخافت بالمكبوت والمضمر فها إننا نعلنها للملأ والعلن ونقول: بأن هناك بعض الأصوات الخافتة _اليوم_ في الوسط الشعبي الكوردي يقول بأن هناك من يوالي النظام السوري من الكورد بسبب الانتماء المذهبي الطائفي وهاكم مثال بسيط ورد كتعليق على إحدى بوستاتنا ويقول فيه صاحبه وذلك رداً على سياسة الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وإجراءاتهم واستفرادهم بالقرار الوطني في إقليم كوردستان (سوريا) ما يلي:
“هاد مفهوم كردي لقضية يوم بين كل شي صراع ضد بعصهم بعص من اجل مصلحة حزبية يتحالفون مع اعداء من مصلحتهم شخصية يوم نرى في عفرين اعتقاﻻت بحق شبابنا كرد اسكات صوت حق هذه محاكم باطلة جملة وتفصيلا يخدم اعداء امة اناشد شرفاء كرد لوقف هذه مذهلة (أعتقد قصده المهزلة) ﻻنه يخدم نظام اسدي وهم جناح ثاني بعد حزب اللة لنظام سوري اي حركة علوية باسم كرد ويوم نرى نتائج“.. وقد تركنا تعليقه بدون تعديل وتصحيح _إلا كلمة “المهزلة“_ وذلك للأمانة وكذلك ليكون أكثر تعبيراً عن الوسط الشعبي وعن عامة الناس.
ولكن _وللأسف_ بدأ هذا الخطاب يتسرب إلى المستوى والحالة السياسية والثقافية أيضاً _وهنا الطامة والكارثة_ حيث بدأت بعض الأصوات من الوسط بالارتفاع وتدعي بأن الكورد أيضاً غير بعيدين عن الانقسام المذهبي والطائفي وما ممارسات قطبي الحركة الوطنية الكوردية (أربيل وقنديل) وانقسام الكورد بين كل من محوري السنة (تركيا والدول العربية الخليجية) والشيعة (سوريا، إيران وحزب الله) إلا نوع من ذاك الانقسام _أو بداياته على الأقل_ في الساحة الكوردية وأن حزب العمال الكوردستاني (PKK) ورغم أيديولوجيته الثورية والعلمانية وكذلك كل من جناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب الوحدة الديمقراطي الكوردي (جناح شيخ آلي) ورغم علمانية الحزبين.. هما جزء من المحور الشيعي.
وبالتالي فإن القطب الآخر وهو مجموعة البارتي أو الأحزاب التي تعرف بالحزب الديمقراطي الكوردستاني هي تحسب على المحور السني.. فهل بعد هذا أبلغ من رسالة للتعبير عن بداية أزمة وانقسام جديد في الحالة الكوردية المزرية والمبعثرة أصلاً بين انتماءات وولاءات حزبية وقبلية وأيضاً مناطقية كما رأينا من خلال المؤتمر التوحيدي الأخير للحزب الديمقراطي الكوردستاني (سوريا) وبالتالي لا ينقص شعبنا إلا هذا الانقسام الأخير الجديد _ القديم؛ المذهبي والطائفي. ………
هي رسالة نوجهها للحزبين والقطبين (أربيل وقنديل)؛ بأن الحالة الكوردية هي حالة قومية ولم ينجز الكورد بعد منجزهم الحضاري القومي في كيانات سياسية دولتية فكفاكم عبثاً بنا وإدخالنا لأنفاق ومتاهات جديدة لم ولن تخدم لا الحالة الحزبية ولا القضية الكوردية وبالتالي والمطلوب هو التوافق على حالة جمعية توافقية كوردستانية وكشف كل الأوراق للجماهير والقواعد ممن يهرب من الاستحقاق القومي ويعطل المؤتمر الذي كان من المفترض أن يعقد في أربيل بخصوص الموضوع؛ حيث أن الشعوب هي الضمانة الوحيدة لشرعية أي نهج وطرف سياسي وليس تحالفاتكم وبرامجكم وأقلامكم المأجورة والتي تنفخ في الانقسام الكوردي بعضها عن دراية ودراسة وفي أغلبها عن جهل وحماقة تاريخية.[1]