خمسة أسباب تمنع الأوروبيين والأمريكيين الإعتراف بفيدرالية غرب كوردستان
بيار روباري
1- الرفض التركي الشديد لمثل هذه الخطوة وتهديدها للأوروبيين باللاجئين السوريين.
إن أكبر عقبة تقف أمام تحرر الشعب الكوردي من نير الإستعمار ونيل حريته وإستقلاله ووحدته منذ أكثر من (500) خمسمئة عام، كانت الدولة العثمانية المحتلة لكوردستان ومستمرة في ذلك من خلال وريثتها تركيا الكمالية العنصرية الحالية المحتلة ل#كوردستان# .
الدولة العثمانية تخلت عن كل مقاطعاتها وأقاليمها وتأقلمت مع ذلك بسهولة، ولكنها لم تقبل نهائيآ التخلي عن القسم الشمالي والشمال الغربي من كوردستان الذي سيطرت عليه العثمانيين على أثر إنتصارهم في معركة “چالديران” التي واجهوا فيها بقيادة السلطان “سليم ياوز الأول” القوات الصفوية بقيادة إسماعيل الأول، وإنتهت المعركة بانتصار القوات العثمانية وإحتلالها مدينة “تبريز” عاصمة الدولة الصفوية وذلك بتاريخ: 23 أغسطس (1514م). والكمالين إتبعوا نفس النهج والسياسة التي إتبعها العثمانيين تجاه الشعب الكوردي وولاية كوردستان، أي عدم التخلي عن #شمال كوردستان# تحت أي ظرفٍ كان، بعد سقوط حكم العثمانيين ونهاية سلطنتهم الإجرامية، وإنشاء الجمهورية التركية الحالية من قبل عصابة الترقي والتعالي بقيادة مصطفى كمال.
السؤال: لماذا كل هذا التشدد تجاه حرية الشعب الكوردي وإستقلال شمال و#غرب كوردستان# ؟؟
السبب بسيط جدآ، لكنه مهم للغاية إلى حد ينسف وجود الدولة التركية الغير شرعية من أساسها وأساس الدولة العثمانية اللقيطة والدولة السلجوقية أجداد العثمانين، وجميعها أقيمت على جماجم الشعب الكوردي ودماء أبنائه، وأرضه بالقوة عن طريق الغزو والإحتلال السرطاني. لأن جميع أراضي الكيان التركي الحالي أراضي كوردية، وتاريخ الكورد في هذه الأرض يعود إلى (200.000) مئتي الف عام بحسب الإكتشافات الأثرية التي تمت في كهف “گاليه گرس” الواقع إلى شمالمن مدينة “ماردين” وسكان سلسلة جبال توروس “التوروسيين” أسلاف الشعب الكوردي، والذي ينحدر منهم سكان مدينة گرچتل ومملكة كوتاهي وكانيا والهيتيين والگوزانيين والخوريين.
من هنا أبدى العثمانيين شراسة لا حدود لها ضد طموحات الشعب الكوردي في نيل حريته وإستقلاله، وحاربوا الكورد بوحشية مماثلة للشعب الأرمني، لأنهم كانوا يدركون، أن إستقلال الكورد وكوردستان يعني موت سلطنتهم ونهاية العنصر السلجوقي التتاري الدموي في وطن الكورد ولنفس الأسباب مارست عصابة المقبور أتاتورك سياسة القتل والذبح والتهجير والإنكار تجاه الشعب الكوردي، لأن مصطفى كمال وعصابته كانوا يدركون أن الإعتراف بدولة كوردستان تعني نهاية الكيان التركي الذي أقامه، وهذه السياسة الإجرامية – العدائية – الإنكارية مستمرة لليوم من قبل العصابة الأردوغانية الإخوانية الإرهابية.
النظام التركي الحالي بقيادة القاتل وراعي الإرهابيين اردوغان يهدد الدول الأوروبية الغربية الفاعلة ومن ضمنها: فرنسا، المانيا، هولندا، بلجيكا، السويد، النرويج، إيطاليا، إضافة لبريطانية بموجة ثانية وأكبر من اللاجئين السوريين، وخاصة يعيش الأن في تركيا أقل من (4) أربعة ملايين لاجئ سوري. إضافة إلى تهديدهم بالسوريين الذين يعيشون في إدلب وأفرين المحتلة وكريه سبي وسريه كانية، والباب گرگاميش وأزاز، أي فتح الحدود أمامهم ليتجهوا بالملايين صوب اليونان.
ويهدد اردوغان ونظامه المجرم الأمريكان القوة العظمى، بالتوجه نحو روسيا والتحالف معها ومع نظام الملالي الفارسي الأوسخ منه. هذا إضافة حرمان أمريكا من قواعدها العسكرية وفي مقدمتها قاعدة إنجرليك في شمال غرب كوردستان.
هذا إلى جانب ضرب المصالح الغرببية الإقتصادية والتجارية الهائلة مع الكيان التركي الغير شرعي، المقيم على أرض كوردستان. وهذه المصالح تقدر مئات المليارات من الدولارات سنويآ، إضافة كونها خط عبور بري مهم لأوروبا، ومحطة مرور أنابيب النفط والغاز للقارة الأوروبية. وبالنسبة للأوروبيين مصالحهم الإقتصادية أهم من الشعب الكوردي وكل الشعوب المحتلة أرضه والغير محتلة أرضه أيضآ. ولا ننسى أن الأوروبيين الغربيين، كلهم كانوا مستعمرين ومحتلين وسراق ولصوص ومجرمين، وهذا الروح لا تزال في فكرهم وسياساتهم، الذي تغير فقط هي الوسائل، ولو إستطاعوا لعادوا وإحتلوا العالم من جديد. هم بالأساس حاولوا تقسيم شمال وغرب كوردستان فيما بينهم بعد الحرب العالمية الأولى، ولكنهم فشلوا في الإحتفاظ بحصصهم وإضطروا للإنسحاب من مما يسمى زورآ اليوم (تركيا). بمعنى أنهم كانوا يريدون شمال غرب كوردستان لأنفسهم وليس للشعب الكوردي وهم ليسوا بأفضل من المحتلين الأتراك.
وبالنسبة لأمريكا كقوى عظمى تجري خلف مصالحها الإقتصادية والسياسية، ولا يهمها شعب ولا دولة في العالم ولا حقوق الإنسان، ولا حتى حلفائها مثل بريطانيا وفرنسا. أمريكا هي التي أجبرت هاتين الدولتين العظمتين سابقآ، الإنسحاب من منطقة الشرق الأوسط وحلت محلهما. عندما يتوافق أو تتقاطع إستقلال كوردستان مع المصالح الإستراتيجية الأمريكية، عندها هي بنفسها ستسعى لذلك وتعمل جاهدة لإقامة دولة كوردستان المستقلة وتفرض ذلك على الجميع بما فيهم القيادات الكوردية الوضيعة والفاسدة. ورأينا كيف فرضت أمريكا مشكورة مع بريطانيا الحظر الجوي على قسم كبير من جنوب كوردستان، وثم فرضت الفيدرالية على الشيعة والسنة في الكيان اللقيط والغير شرعي (العراق). والمثال الثاني، عندما تقاطعت مصالحها مع مصالح الشعب الكوري في غرب كوردستان تعاملت مع جناح حزب العمال الكوردستاني في غرب كوردستان، رغم أنه حزب مصنف من قبلها كتنظيم إرهابي، وتخطت كل ذلك وتجاهلت الجعجعة التركية.
وبفضل التعاون الأمريكي-الكوردي، في غرب كوردستان أثمر عن تبلور كيان كوردي فيدرالي، وإن لم يحصل بعد على الإعتراف الدولي والسوري الرسمي، لكن بقناعتي سيحصل ذلك، لكن يبقى السؤال متى وكيف وحدود ذاك الإعتراف. وخرجت القضية الكوردية في غرب كوردستان من عنق الزجاجة، وأيضآ بفضل الدعم الأمريكي.
2- رفض الأوروبيين والأمريكان المساس بالحدود الدولية القائمة.
كلا الطرفيين الأوروبي والأمريكي، ليسوا مستعدين في الوقت الراهن تغير الحدود القائمة في منطقة الشرق الأوسط لأسباب عديدة منها:
تخوف الأوروبيين أن ينتقل عدوى الإستقلال والإنفصال إلى دار الأوروبيين وخاصة العديد من هذه الدول تعاني هي الأخرى من قضية القوميات مثل: بريطانيا، أسبانيا، سلوفاكيا، بلجيكا، ايرلندا الشمالية، تشيكيا، إيطاليا، … إلخ. لكن الكورد في غرب كوردستان لا يسعون لتشكيل دولة مستقلة وإنما يطالبون بحكم فيدرالي لا أكثر ومع ذلك يتخوفون من هذا المنحى.
تخوف الأوروبيين من إندلاع نزاعات وحروب مسلحة في المنطقة، وتغزوا أوروبا موجات هائلة من
اللاجئين.
تخوف الأوروبيين والأمريكان من إرتفاع أسعار النفط والغاز، وهذا سينعكس سلبآ على الإقتصاد العالمي ومن ضمنها الإقتصاد الأمريكي والأوروبي.
تخوف الأوروبيين والأمريكان، من أن يمتد تلك النيران إلى إسرائيل مدللتهم.
تخوف الأوروبيين والأمريكان من تدخل الروس في تلك الزعات وبسط نفوذهم على المنطقة، وطرد الغربيين منها.
تخوف الأوروبيين والأمريكان من أن يؤثر كل ذلك على قواعدهم العسكرية وما أكثرها في المنطقة.
تخوف الأوروبيين والأمريكان من سقوط الأنظمة المتحالفة معهم، وهذا ليس في صالحهم.
تخوف الأوروبيين والأمريكان من نشوء كيانات وأنظمة معادية للغرب ومصالحه في المنطقة.
خوف الأوروبيين والأمريكان من ردة الفعل التركية والفارسية المتشنجة، في حال إعترافهم بفيدرالية غرب كوردستان.
3- الصراع الكوردي-الكوردي في غرب كوردستان، والصراعات الكردستانية حول غرب كوردستان.
أولآ، خلاف كورد روزأفا فيما بينهم:
صراع جماعة حزب العمال (ب ي د)، مع جماعة البرزاني (المكنسة)، هو في الأساس صراع بين حزب العمال وعائلة البرزاني لأسباب لا مجال هنا لبحثها، ولربما نتناولها في مقال قادم وبشكل مفصل.
وبسبب صراعهم إنتهج كل فريق نهج مختلف عقب إندلاع الثورة السورية في العام (2011م).
جماعة اوجلان في غرب كوردستان، إنتهجوا سبيل خاص بهم، وتجنبوا الإصطدام المسلح مع النظام السوري لأن النظام الأسدي سلمهم المناطق الكوردية مع بعض التسليح الخفيف والأموال لردع تركيا التي كانت تدعم الجماعات المتطرفة الإسلامية السورية وعلى رأسهم جماعة الإخوان الشياطين.
ولاحقآ مع تطور الأزمة السورية وبروز تنظيم القاعدة وداعش في سوريا دفعت الأمريكان للتحالف مع الجناح العسكري لتنظيم (ب ي د) أي قوات الحماية الذاتية، وبفضل هذا التحالف تمكن الكورد من تحقيق إنجاز مهم لحد الأن وهو إقامة إقليم غرب كوردستان والسيطرة عليه وحكمه. وبرأي يجب أن يبنى على ما تحقق بالدماء والدموع. وحزب (ب ي د) جماعة نشيطين جدآ، ومنظمين ومنضبطين ولديهم هدف واضح ويعملون لأجله، وهو سوريا فيدرالية والإعتراف بالشعب الكوردي والحفاظ على قوات قسد، وأنا أدعمهم في هذا المطلب الشرعي.
الموالين للبرزاني أي جماعة (المكنسة)، إختاروا التحالف مع المحتل التركي وطريق العمالة والإرتزاق والإرتهان لجماعة الإخوان الشياطيين، ودعموا إحتلال أفرين، گريه سبي، سريه كانية، باب، گرگاميش،
أزاز، منغ، إدلب، وفي النهاية حصدوا السراب وسواد الوجه.
ثانيآ، صراع حزب اوجلان مع حزب برزان:
في الواقع هذا الصراع يدور على النفوذ، الزعامة، وأخير دخل على الخط المال، النفط والغاز، وليس له علاقة له علاقة بمصالح الشعب الكوردي ومستقبله وكوردستان. هذا الصراع قديم ويعود إلى نشأة حزب حزب العمال ومعادته لجميع القوى الكوردستانية، وإتسع حتى يشمل غرب كوردستان بحكم وجود أتباع ومريدين لكلا الطرفين هناك. وكل طرف منهم حاول ومازال يحاول إستخدام غرب كوردستان كورقة في وجه الأخر، وحتى في وجه تركيا وتحديدآ من قبل حزب العمال. الحل حاليآ غير وارد وليس ممكنآ ولن تسمح به لا تركيا ولا النظام الأسدي ولا نظام الملالي الفارسي.
وبقناعتي جماعة المكنسة وشيخهم الفتك مسعود، خسروا المعركة كليآ، وغرب كوردستان باتت حديقة خلفية لحزب العمال الكوردستاني، الصراخ والضجيج الذي يحدثه أيتام البرزاني من عملاء المخابرات التركية (جماعة المكنسة) لن يجدي نفعآ ولن يثمر عنه شيئ، وأنصحهم أن يكفوا عن معاداة الإدارة الذاتية ويتحولوا إلى أتراك بشكل رسمي، فرائحة خيانتهم وعمالتهم ملئت الكون.
هذا الصراع، لا شك يضعف الموقف الكوردي المتمثل بالإدراة الذاتية وقوات قسد أمام حليفتهم أمريكا والدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا، لأن جماعة المكنسة لا يفعلون شيئ سوى التهجم على قوات قسد والإدارة الذاتية وتشويه سمعتهما، ودق الأسافين في عجلة الإدارة الذاتية، بل وصلت الوضاعة بهم، إلى مطالبة الغربيين بوضع حزب (ب ي د) و قوات (قسد) على لائحة الإرهاب الأمريكية والأوروبية!!
4- رفض النظام الأسدي والمعارضين له الإعتراف بوجود الشعب الكوردي ومنحه حكم فيدرالي.
النظام البعثي-الأسدي المجرم والعنصري رفض الإعتراف بوجود الشعب الكوردي على مدى (80)
عامآ، فما بالكم الإعتراف بفيدرالية غرب كوردستان، وذلك للأسباب التالية:
بنية حزب البعث، بنية عنصرية مقيتة ولهذا مارس كل عنصريته بحق الشعب الكوردي، وخير دليل على ذلك، الحزام العربي السرطاني الذي نفذه هذا النظام الفاشي في منطفة الجزيره الفراتية الكوردية.
الإعتراف بوجود الشعب الكوردي وغرب كوردستان، ينسف نظرية هذا النظام بأن سوريا بلد عربي من الأساس.
قيام فيدرالية كوردية تعني، إنهاء سلطة هذا الحزب وعصابة الأسد الإجرامية والطائفية والمافيوية.
تمتع الشعب الكوردي بإقليم فيدرالي، يعني وقوع جميع الثروات الطبيعية وعلى رأسها النفط، الغاز، المياه، الثروة الزراعية والحيوانية في يد الشعب الكوردي.
قيام فيدرالية كوردية في غرب كوردستان يعني المشاركة على قدم الوثاق في القرار السياسي، الأمني
والعسكري والإقتصادي والمالي والدبلوماسي، الطاقي، وهذا ما يرفضه النظام والمعرضة على حدٍ سواء لذات الأسباب.
قيام فيدرالية كوردية في غرب كوردستان، يعني تسلم الشعب الكوردي كامل الحدود مع تركيا، وهذا أمر حساس جدآ ومن جميع النواحي، وخاصة طرفي الحدود يسكنه الشعب الكوردي. هذا إضافة إلى الحدود المشتركة مع جنوب كوردستان.
قيام فيدرالية كوردية في غرب كوردستان، يعني عمليآ وصول الشعب الكوردي للبحر المتوسط، وهذا له دلائل إستراتيجة كبيرة للغاية.
خوف النظام الأسدي والمعارضة العروبية العنصرية والإسلامية المتطرفة، من أن تؤدي الفيدرالية الكوردية في غرب كوردستان، إلى نشوء دولة كوردية تضم غرب وجنوب وشمال كوردستان مستقبلآ، وهذا يعني موت الكيان السوري اللقيط ومعه الكيان العراقي الغير شرعيين.
5- عدم إنفكاك جماعة (ب ي د) عن حزب العمال الكوردستاني.
إن عدم إنفكاك جماعة (ب ي د) عن جمهورية قنديل الإشتراكية العظمى، يشكل حرجآ للأوروبيين والأمريكيين أمام الأتراك العضو في حلف الناتو، لأنهم رسميآ يعتبرون حزب العمال الكوردستاني تنظيمآ إرهابيآ، بغض النظر عن صوابية ذلك من عدمه.
قادة حزب العمال وفروع الثلاثة، من وجهة نظري الشخصية، مجموعة من أصحابي الفكر الشمولي عفى الزمان عنه، ويمتازون بيباسة رأس ويتعبرون أنفسهم أفهم وأذكى الناس، ويملكون الحقيقة وحدهم، ولا يوجد كوردي صالح خارج منظومتهم الفكرية الشمولية العفنة، وأن التاريخ الكوردي يبدأ بهم وينتهي عندهم. ويعتبرون اوجلان إلهآ ويضعونه فوق كل شيئ بما فيه الشعب الكوردي وكوردستان تمامآ على الطريقة الأسدية البغيضة. هذا الإله الذي كان يخون كل من لا يطالب بدولة كوردستان المستقلة، تحول في ظرف ساعات إلى خادم للدولة التركية، ويخون الكورد المطالبين بإستقلال كوردستان، وتحول إلى مدافع عن البيئة ومصلح إجتماعي!! يا للسخف والوضاعة.
وتجد الجماعة في قامشلوا بمناسبة وعدم مناسبة يحتفلون بأقوال القائد، ميلاد القائد، حديث القائد، مرض القائد، إم القائد، أبو القائد، ويفرضون أفكار اوجلان المعتة وخزعبلاته على المساكين موظفي الإدارة الذاتية، ويطلبون منهم تقديس القائد وأفكاره، حفظ أقواله وتعليق صوره في كل مكان، والدعوة له بالفرج القريب، إلى أخره من هذه التصرفات الإستالينية – البعثية البغيضة. ومع كل هذا عندما يواجهون بذلك، يخرج علينا أبواقهم الأميين وينفون أي إرتباط لهم بحزب العمال الكوردستاني!!!! هم وجماعة البرزاني في سباق محموم، وكل جماعة منهم تنفخ في إلهها، وتضفي عليه صفات لم تجتمع في كل زعماء العالم المهمين والتاريخيين ولا الأنبياء.
هذا بدلآ من تعليم أبناء الشعب الكوردي أن يكونوا أحرارآ لا قطيعآ، وتعليهم مهم وحرف مثل صناعة السلاح وخاصة المسيرات والصواريخ، وما يحتاجونه في حياتهم من أدوات ومعدات وأدوية وطعام وألبسة وشراب.
وهذا يكشف زيف الطرفين، حيث همهم الوحيد في هذا الكون هو: التطبيل والتزمير للسروك، فالسروك والكروك عندهم أي عند الطرفين المهرجين، أهم من الشعب والوطن وهما فوق النقد. وإياك ثم إياك أن تنتقد الإله “اوجلان والبرزاني الأب والأبناء”، فذاك في عرفهم كفرٌ مباح على طريقة محمد الذباح. فأنا الأن بعد كتابة هذا المقال أصبحت كافرآ، ولستُ وحدي وإنما معي كل القراء الذين قرأوا هذا المقال وباتوا من الكفار.
الخلاصة:
لا وجود لإعتراف سياسي بالإدارة الذاتية من قبل الأوروبيين والأمريكيين لأجل غير مسمى، فما بالكم بالروس والصينيين الذين إرتكبوا أبشع المجازر بحق القوميات المنضوية تحت لواء دولهم، التي طالبت بحريتها وإستقلالها مثل الشيشان والإيغور.
ولن تنال الإدارة الذاتية الإعتراف السياسي الرسمي بالفيدرالية الكوردية من قبل الغربيين، ما لم تحظى بغطاء وطني سوري، وجماعة (ب ي د)، خسروا المعارضة السورية، ولم يربحوا النظام الأسدي القاتل بسبب سياساتهم الخرقاء. الخوف الكبير أن تسحب أمريكا جنودها من غرب كوردستان في حال فوز “ترمب” في الإنتخابات القادمة أو لأي سببٍ أخر، ويترك الكورد لقمة صائغة لعدوهم التركي الفاشي الذي ينتظر فرصة ليغزوا مناطق الإدارة الذاتية ويقضي على الكيان الكوردي. والنظام الأسدي هو الأخر ينتظر خروج الأمريكان لسنقض على الشعب الكوردي وإدارته الذاتية والقضاء عليها ووضع يده على المنطقة وإستعباد الكورد ونهب خيراته، وهكذا يذهب الشعب الكوردي ضحية للمصالح الدولية.
أكبر حماقة برأي إرتكبها قادة ( ب ي د) وحزب العمال هو تحويل جميع الأطراف السورية والكوردية معها إلى خصوم لهم، وراحوا يخترعون أحزاب كرتونية وهي مجرد أسماء وعنواين لا وجود حقيقي لها مثل (حزب المستقبل) وضمها لإدارتهم، ظنآ منهم بذلك يمكنهم خداع الشعب الكوردي وخصومهم وأعدائهم، وهذا مجرد وهم.
ما لم تتغير الأوضاع بشكل درامتيكي في المنطقة ولصالح قضية الشعب الكوردي في غرب كوردستان وتقرر أمريكا ومعها أوروبا الغربية، وضع حد لجرائم نظام الملالي الفارسي وإخراجه من سوريا عبر إسقاط نظام القاتل بشار الأسد، لن تقدم أمريكا وأوروبا على الإعتراف السياسي بالإدارة الذاتية، قبل أن يعترف بها السوريين معارضة ونظام. النظام لن يفعل ذلك نهائيآ، والمعارضة أسوأ من النظام فيما يتعلق بالموقف من الشعب الكوردي وقضيته العادلة وحق في إقليم فيدرالي.
على قيادة (ب ي د) الحرر من قبضة حزب العمال، وينفتح على حزبي اليكيتي والتقدمي بشكل حقيقي وليس صوري، والإنفتاح بشكل مرن وجدي على الأطراف السورية المعارضة التي تعترف بوجود الشعب الكوردي وتؤمن بالحل الفيدرالي للقضية الكوردية في غرب كوردستان، وتنفتح على المثقفين الكورد وتحرير الإعلام في غرب كوردستان، والسعي الحثيث لإنتاج سلاح طيران الدرون والصواريخ محليآ، والإهتمام باللغة الكوردية والتاريخ الكوردي المادي، وبناء جهاز إستخبارات قوي جدآ ومتطور ليس بهدف التجسس على المنتقدين للإدارة الذاتية وإنما لمكافحة التجسس وجمع الكملومات عن الأعداء وخططهم، وسرقة التكنالوجيا التي نحتاجها لإنتاج الدرون والصورايخ.
ولا يمكن بناء قوة عسكرية، من دون إمتلاك قاعدة صناعية حقيقية كصناعة الصلب والحديد والنحاس والألمنيوم، وقطاع طاقة كهربائية قوية، وكودار علمية دارسة في أفضل الجامعات الغربية، وقوة مالية وإقتصاد قوي. لكي تستطيعوا القيام بكل ذلك عليكم أولآ وقف حشي أدمغة شابتنا وشبابنا بأفكار اوجلان المعتة، وتعليمهم: العلوم الحديثة، أسس ومقومات النظام الديمقراطي، مفهوم الحرية، القضاء المستقل، الكلمة الحرة، أهمية دور الصحافة، العدالة الإجتماعية، دور الفنون، أهمية اللغة القومية، دور الأدباء، أهمية تطوير القطاع التعليمي، تحرير المرأة، أهمية الإنتخابات، الحياة الحزبية، … إلخ. وعليكم أن تعوا أنكم لستم أقوى وأخبث من النظام الأسدي، الشعب الكوردي سينتفض في وجهكم إن إستمريتم بهذا النهج الشمولي والإقصائي، وهذا ما ينتظر العصابة البرزاني في جنوب كوردستان التي سبقتكم إلى ذلك.
أخيرآ أتمنى أن تصل رسالتي إلى عقولكم يا قادة (ب ي د) وقادة قسد وقادة حزب العمال، بأسرع وقت وبشكل سليم وصحيح، وتقومون بمراجعة كل عملكم وفكركم السياسي، بدلآ من التهجم علي، لأن ذلك لن يخدمكم، وأنا كأديب ومؤرخ كوردي، كل أتمناه وأعمل له طوال حياتي هو حرية شبعنا الكوردي الأبي وإستقلال كوردستان.[1]