تقرير/ هايستان أحمد
روناهي/ قامشلو: في حفلٍ متواضع وبحضور مُحبي الأدب وخلان الكاتب “عبد المجيد محمد خلف”، تم توقيع روايته التي تحمل اسم “الصوت المخنوق”، الرواية التي تُحاكي الواقع المُعاش في المنطقة عن طريق توظيف الخيال ومزجه بالواقع ورسمِ شخصياتٍ اُستلهمت من عمق معاناة الأفراد.
الرواية هي فنٌّ من فنون الأدب، تتضمن سرداً طويلاً للأحداث، ويكون غالباً من وحيّ الخيال عن طريق شخصياتٍ خيالية يرسمها الكاتب بمخيلته، أو واقعية أو مزيجاً من كليهما، والرواية أطول من القصص وأكبرها حجماً، وتتميز بتعدد الشخصيات والأبطال، وهذا النوع من الأدب المكتوب الأكثر جاذبياً للقرّاء، حيث يميل الإنسان إلى الخيال الجامح والسرد الروائي، ومن هنا بدأ الكتّاب الكرد بجمع شتات أفكارهم بعد سنواتٍ من التهميش والخوف من النظام المستبد الذي حرم الكثير من المبدعين والكتّاب والمثقفين الكرد بالتعبير عن خوالجهم وإخراج مواهبهم بحرية، فدنوا من ساحات الأدب بكل أنواعه ومنهم من تميّزَ بقلمه ومنهم من يحتاج إلى المزيد من التقدم والتطور ومنهم من لمع نجمهم في أصداء العالم بأكمله.
الكاتب الكردي “عبد المجيد محمد خلف”، الذي أبدع في كتابة روايته “الصوت المخنوق”، والتي شاركت بمعارض كتابٍ عديدة في الوطن العربي، ونالت جائزة في “الشارقة” بالإمارات، وهذه الرواية كُتبت منذ عام 2009م، وأحداثها تبدأ من قريةٍ في مدينة عامودا، والمكان مشترك بين المدينتين “قامشلو وعامودا”.
إيصال صوت المجتمع المُختنق إلى العالم
وكان الكاتب يأمل أن يتم توقيع روايته في مدينته وبين خلانه، وقد تحققت أمنيته وقام بتوقيع روايته في مدينة قامشلو في الرابع عشر من الشهر الجاري، وذلك في مبنى اتحاد مثقفي روج آفا كردستان، ضمنَ حفلٍ وحضور أهل الكاتب والمثقفين وأعضاء من مؤسسات الإدارة الذاتية، والكاتب تحدث بشكلٍ مفصل عن روايته التي كُتبت بطريقة مختلفة بعيدة عن تسلسل الأحداث النموذجية، فأحداث الرواية تنقطع لتكتمل بجزءٍ آخر، والرواية تتكون من عشرة أجزاء، وتدور فكرة الرواية عن الحرية بمقامها الأول حرية التعبير والعيش والتخطيط للمستقبل، فالكاتب عاش في منطقة عانت من الظلم والتعتيم بحكمه “كردي”، وأراد أن يوصل صوت الأمل، ذلك الصوت الذي اختنق في خوالج الشخصيات الروائية لإيصال صوتهم إلى العالم أجمع، والرواية تحاكي واقع المجتمع وقريبة منها كثيراً، فبطل الرواية يحب العزف على الطمبور كثيراً ووالده يرفض هذا الأمر بشكلٍ قاطع متحججاً بالدين، وهو كان مهرباً قبل أن يصبح متديناً يمثل الدين ولكنه لا يمت بالدين بأي صلة، وهو شخصٌ متسلطٌ قاسٍ وظالم، ولكن البطل “شيراز” المحب للعزف استطاع الهرب منه وأًصبح فناناً مشهوراً.
الرؤية الاستشراقية المُتمعنة
وتتميز الرواية بكثرة المونولوج الداخلي أي الحديث مع النفس، واستعان الكاتب بأقوال الكثير من الكتّاب والمثقفين والفلاسفة من عرب وكرد وعالميين بما يناسب الأحداث والفكر في الكتاب، وقد تحدث عن الغربة والغرق ودجل المهربين ومعاناة المغتربين وهذا ما يعطي أهمية الاستشراق التي تنبأت بأحداثٍ أصبحت واقعاً في المنطقة بالفعل على الرغم من طول مدة كتابة الرواية والأحداث التي تدور في المجتمع من حالة الهجر والنزوح والغرق، وهذا ما يثبت تمكن الكاتب من ملامسة الواقع والحياة الاجتماعية وصواب نظرته المستقبلية.
وبعد التحدث عن الرواية انتهت الحفلة بنقاشٍ بين الكاتب “عبد المجيد محمد خلف” والموجودين من الذين قرأوا الرواية وطُرحت بعض التساؤلات وبشكلٍ عفويٍ حر أجاب عنها الكاتب.
لابد من إننا بحاجة إلى المزيد من الكتّاب الذين يتمتعون بالشفافية والقرب من الحياة الاجتماعية وسرد الواقع والتنبؤ بالمستقبل عن طريقِ عملٍ أدبي متميز. [1]