ان مسألة دولة كوردستان المستقلة هي الهدف الأسمى لكل فرد من افراد شعب كوردستان، و الكل ينتظر بفارغ الصبر الجهود التي يبذلها السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان في هذه المرحلة الحساسة و التأريخية، ويشدد القوميون على الموقف الثابت ازاء هذه المسألة بضرورة انشاء دولة كوردستان مستقلة، وخاصة ان الظروف التأريخية مواتية في الوقت الحاضر، و للحديث عن هذا الجانب الحيوي زارت كولان السيد علي سام آغا في مدينة السليمانية حيث اشار في معرض اجاباته عن الأسئلة الموجهة اليه الى اهداف اقامة هذه الدولة و ابعادها القومية.
ترجمة/ بهاءالدين جلال
ان مسألة دولة كوردستان المستقلة هي الهدف الأسمى لكل فرد من افراد شعب كوردستان، و الكل ينتظر بفارغ الصبر الجهود التي يبذلها السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان في هذه المرحلة الحساسة و التأريخية، ويشدد القوميون على الموقف الثابت ازاء هذه المسألة بضرورة انشاء دولة كوردستان مستقلة، وخاصة ان الظروف التأريخية مواتية في الوقت الحاضر، و للحديث عن هذا الجانب الحيوي زارت كولان السيد علي سام آغا في مدينة السليمانية حيث اشار في معرض اجاباته عن الأسئلة الموجهة اليه الى اهداف اقامة هذه الدولة و ابعادها القومية.
* كيف تقرؤون الآن الأوضاع في كوردستان من حيث تهيئة الأجواء لأقامة دولة كوردستان المستقلة؟
- استجدت الآن فرصة تأريخية كبيرة لشعب كوردستان حيث اننا بحاجة ماسة الى ضرورة توحيد المواقف و الأفكار لنتمتع كما الشعوب الآخرى بدولة مستقلة لشعب يبلغ عدد سكانه 40-45 مليون نسمة، الشعب الكوردي أحد الشعوب العريقة في العالم حيث كان يتمتع بدولة مستقلة حسب المصادر التأريخية في عام 700 قبل الميلاد و تعيش في ظلها شعوب أخرى بحرية و أمان، وفي الوقت الذي كان للكورد دولته المستقلة نرى انّ الأوروبيين كانوا يخافون من البحار و كأنها تحوي الجن، ولكن نجدهم يتمتعون بدولهم المستقلة و ينطلقون الى الكواكب و الفضاء و نحن لازلنا من الشعوب المهددة و المضطهدة.
* وحول اهمية توحيد البيت الكوردي، كان الكورد في عهد الزعيم الراحل مصطفى بارزاني موحدة صفوفهم، ما اهمية هذا الموقف الموحد في مرحلتنا الحالية؟
- تحدثتَ عن الزعيم الراحل ملا مصطفى، اريد ان احكي لك في هذا اللقاء عن موضوع خاص، لقد التقيتُ به لأول مرة حيث زار سيادته في 1964 قرية آوكورتي خلف ناحية ماوةت بمحافظة السليمانية، وكان يفصلها عن شرق كوردستان نهر صغير، وكنا منتمين الى جمعية حرية و احياء كوردستان(كازيك) وكنّا نطالب يومها باستقلال كوردستان وعندما دخل القرية كنتُ برفقة الشاعر احمد هه ردي ، وكان جمهور كبير في استقباله، ولكننا لم نحشد مع الجمهور المستقبلين بسبب الأزدحام و وقفنا عن بعد، وكان أغوات ميراودلي يستقبلون البارزاني الراحل بحفاوة بالغة، وكان يمتطي فرساً، وبعد نزوله من الفرس سأل سيادته ابن عمي حسن من هم هؤلاء؟ وأرسله لرؤيتنا، وعندما دخلنا عليه كان الغرفة تعج بالحاضرين، و السيد علي سنجاري جالساً بقربه، و قد تأجل لقاؤنا به حتى الليل و جاء الموعد وفوجئنا بوجود عدد من الضباط العرب جالسين بقربه، وهم من الشيوعيين الذين كانوا في السابق من مؤيدي عبدالكريم قاسم، وكان البعث قد طاردهم بعد الأنقلاب ولجأوا الى الثورة الكوردستانية و المكتب السياسي، وقد تحدثتُ في حضور سيادته، وقد استقبلنا بحفاوة كريمة، وسألنا هل انتما منتميان الى البارتي؟ أجبنا، كلاّ، بل نحن من (كازيك) وقال ما هدف جمعيتكم؟ شرحنا له اننا نسعى الى انشاء دولة كوردستانية مستقلة، وقال انها امنيتنا جميعاً ولكن هل هذا ممكناً في الوقت الحاضر؟ فأجبنا: نعم لو نظرنا الى تأريخ نضال الشعوب لوجدنا أنّ الأعداء مهما كانوا لم يتمكنوا من اخماد أية ثورة أو حركة تحررية للشعوب،الاّ اذا خان البعض و ارتمى في احضان الأعداء و اذا كنا موحدين نستطيع تحقيق هذا الهدف، وفي معرض اجابته قال لنا الراحل مصطفى البارزاني اذهبا وناضلا فنحن معكما و ندعم تحقيق ذلك، لذا أجد الفرق بين البارزاني الراحل وأي قائد آخر هو أنّ البارزاني كان يؤمن بالكوردايتي فقط، وقد قضى جل حياته بين كهوف و وديان كوردستان من اجل انْ يكون للكورد كيان مستقل و هويته الخاصة، أما الآن كلنا أمل في شخصية السيد مسعود بارزاني ليواصل نهج البارزاني الراحل ذاته لتحقيق هذا الهدف المنشود.
* المهمة الكبيرة في هذه المرحلة وقعت على عاتق الرئيس مسعود بارزاني، وهذه بحاجة الى دعم وتعاون الشعب الكوردستاني برمته وصولاً الى هدف تحقيق دولة كوردستان، كيف يمكن مساعدة الرئيس البارزاني في هذا المجال؟
- لقد بلغتُ من العمر 80 عاماً و انني من اهالي السليمانية، اقول و بكل تأكيد ان عموم سكان سليمانية يؤيدون استقلال كوردستان و هم مع الفكر القومي و التحرري، و لهذا انهم يؤيدون الرئيس البارزاني في هذه الخطوة، وبأعتقادي أنّ كل افراد الشعب الكوردستاني يدعمون سيادته للمضي في تحقيق الهدف المنشود، لأنّ هذه الفرصة لم تأتِ من خلال الحوارات و المفاوضات، لأننا لانستطيع تحقيق هذا الحلم عبر المفاوضات و لو انتظرنا ل 200 سنة أخرى، و قد أثبتت الأوضاع الحالية أنّ صراعنا ليس مع الوجوه، لقد جاء العديد من رؤساء الوزراء و عاشرناهم جميعاً ، لذا هذه الفرصة تتطلب منا الحذر و الجهود ولا نضع مطاليبنا على الطاولات المستديرة، لآن المحتل لايرحم الشعب المضطهد، و الشخص الوحيد الذي يحمل الفكر القومي و يهدف الى انشاء دولة كوردستانية هو الرئيس مسعود بارزاني.
* لقد استجدت ظروف تأريخية في اقليم كوردستان، ولكن للأسف لم تسنح للبارزاني الراحل يومها الفرصة لأعلان دولة كوردستان المستقلة، ولكن ما يسرنا الآن هو ان الرئيس مسعود بارزاني يتعامل بكل منطق مع تلك الظروف التأريخية، واستطاع حشد تأييد دولي، وعلى الصعيد الداخلي استطاع ايجاد موقف موحد بين صفوف القوى الكوردستانية، كما تمكن من ترسيخ أسس قوية لأقتصاد مستقل في اقليم كوردستان ، باعتباركم من القوميين الأصلاء كيف تقرأون جهود الرئيس البارزاني في هذا المجال؟
- قبل كل شىء فإنّ بناء اسس قوية لأقتصاد مستقل من شأنه أنْ يصبح عماداَ قوياً لأنشاء دولة مستقلة، لنرى أنّ تركيا تنقل الآن نفط كوردستان وهذا هو أحد الأسس لمصلحة مشتركة بين الأقليم و تركيا،ونرى ان الأقليم تحول الى عنصر فعال في معادلة الطاقة العالمية، وهذا يدفع العالم الى الأعتراف بدولتنا المستقلة، لأن العلاقات الدولية تبنى على اساس المصالح المشتركة، المخاوف الكبيرة تكمن في مواقف الدول التي قسمت عليها اجزاء من كوردستان، لقد تغيرت الأوضاع في الوقت الراهن حيث ان كوردستان تملك الآن اكبر مصدر للطاقة، ولكن كل هذه التغييرات متعلقة بما يجري بيننا من توحيد الصفوف و المواقف داخل البيت الكوردي، لأن ذلك سوف يؤدي الى كسب تأييد الدول من اجل اقامة دولة كوردستان المستقلة، اعتقد ان الرئيس مسعود بارزاني يحافظ الآن على البيت الكوردي، المهمة الشاقة بالنسبة له الآن هي الأستمرار في توحيد الصفوف بكل منطق و يحث الخطى نحو بناء دولتنا المستقلة.
* ولكن يقول البعض انه لم يحن وقت لأعلان الدولة المستقلة ، ماذا تقول لهؤلاء؟
- انا كشخصية قومية اوصف هؤلاء بأنهم يعارضون تحقيق امنيات الكورد و اعتبرهم من محتلي كوردستان، ولكن المهم هو الرأي العام حيث ان 99.9% من شعب كوردستان يؤيدون اقامة الدولة الكوردية المستقلة، وهم يدعمون جهود الرئيس البارزاني، وهو يعتبر الآن بطلاً قومياً كما كان في الماضي قائداً فذاً و محنكاَ، و اصبح الآن محط آمال ذوي الشهداء و المؤنفلين، ان اقامة دولة كوردستان المستقلة لا تخص شخصاً معيناً بل تتعلق بارادة الشعب الكوردي، ان اوروبا غيرت من مواقفها كما هي امريكا التي سوف تؤيد هذا الأجراء بعد تحقيقه، لقد آن الآوان لندعم و نؤيد الرئيس مسعود بارزاني في خطاه الحثيثة نحو تحقيق هذا الهدف النبيل.
* انتم تحملون الفكر القومي، السؤال هو ما الفرق بين الفكر القومي الكوردي و بين القومية الغربية والقومية العربية؟
- الفكر القومي ليس الفكر القومي التركي أو الفارسي او العربي، ولا هو القومية الغربية، لأن كل هذه القوميات المذكورة تحمل أفكاراَ محتلة، ولكن الفكر القومي الكوردي هو تحرري، تلك القوميات هدفها اذلال و اضطهاد القوميات الأخرى، اما الفكر القومي الكوردي فهو يهدف الى التحرر، القوميات المذكورة تريد احتلال أراضي شعوب اخرى و تطمع في الآخرين، نحن نريد ارساء دعائم السلم و التآخي، ولكن لانريد التآخي مع الشعوب المحتلة، وقد اثبتت التجارب ان الرئيس البارزاني كان يقدّر و يحترم من كان له الفكر القومي، كما ان القائد الراحل ادريس بارزاني كان موقفه ازاء(كازيك) موقفاَ ايجابياً، أود أنْ أقول نحن حملة الفكر القومي نعتبر الرئيس مسعود بارزاني بطلاً قومياً، حيث يواصل مسيرته و يبذل قصارى جهوده من اجل استقلال كوردستان، اسمحوا لي ان أقول: انّ احدى مآثر البارزاني الراحل هي مسيرته عبر آراس الى الأتحاد السوفيتي السابق و الذي استطاع من خلاله عبور أراضي ثلاث دول محتلة حتى وصل الى الأتحاد السوفيتي، ان هذه المسيرة انْ لم تكن بمستوى مسيرة ماوتسي تونك الكبيرة فأنها لن تقل عنها شيئاً، ولكن انظروا ان مسيرة بارزاني الراحل لم تتحول الى حدث عالمي و السبب هو ان الصين لها دولتها اما نحن الكورد لانملك دولتنا المستقلة، لذا أتوجه الى الرئيس مسعود بارزاني الى مواصلة نهج البارزاني الراحل ذاته و اعلان دولة كوردستان المستقلة.[1]