ريبازمحمد جزاء- إن سلطة اللغة في النصوص الشعرية، نوع من الحياة الكوكبية فى #عالم الأدب#، ويستحق تزايد هذه السلطنة الكونية في مرآة الشعر لأجل تبني الخلود في كتابة القصائد، وهذه السلطة ليست سلطة وقتية أودنيوية أو ماتريالية، بل سيف لإنقاذ القرون والأزمان البشرية نحو مدارس أدبية خارج أنماط الدوغمائية،
وهو المجال الواسع لترابط حول تأريخ الشعر بدون أفتراق وابتعاد عن المعانى التقليدية تستخدم في اللغة اليومية البسيطة وهو سلطة قراءتها صعب جداً ويحولنا لطيران بداخلها وأعماقها من كلماتها لولادة أدبية قريب من خرق المعجزة السماوية.من هنا نرى أن المقايس لا تتجدد فقط بشكل غير مرئي وغير ملموس ،بل (إيسوتريكية- إستنباطية) ولذا قراءة على هذا المستوى لهذا النص المفتوح يحتاج إلى قارىء راقي ومستنتج في تحولاته القرائية الى قراءة منتجة في حقول المعرفة، لأن هذا النص الذي نقرؤه يحمل معرفة متنوعة وذات خلفية قوية في بنيانه، يحتاج لقراءت متعددة لأنه يبحث عن البوادر الجديدة والقديمة من جميع فروع الأنتاج البشرية. القراءة في كل مستوياتها من وضع البنياتية والمفروق ومتفاوت يوصلنا الى عالم غير شخصي وفي هذه القصيدة (السدرة والزيتون والتفاح) يندمج بعالم فلسفي في المرتبات المتنوعة والرفيعة في عالم القصائد الشعرية الكونية:
شَكِّكْ ..انقطعَ نَسيجُ التفكير
(انكسرتْ في لحظةِ الشَّك، مرآة الروح....)
)التفكير في الشكل جديد للكتابة، فتغيير التفكيرالفلسفي بظهور الوجودية، وتغيير التفكيير النقدي بظهور البنيوية، وتغيير الشك) .
1 بظهور بوادر في كتابة جديدة القصيدة الكونية التي تحمل في دفتيها صور الوجود: (لأول المرة، في التأريخ، فيدور من حول الأرض في مركبته الفضائية العجيبة تحت إعجاب العالم المتحضر وإنبهاره معاً).
2 عالمٌ لتجسيد الفنطازيا عند الإنسان المعاصر لأجل الكشف والتحقيق(الذات والوجود والكون) بعمومياتها وإشكالياتها المتنوعة، من هنا يجد فراغاَ كونياَ بين الأزمان ولهذا ضرورة المرسل لترابط عالمين المتفرقين كزمان منقطع من أصلهم:
(أن يكون الشخص هو الفرد المسجل في البلدية، والذي له حالة مدنية، والذي يولد فعلاً، ويموت حقا) .
(نجوم الفكرِ أَثمرتْ ببرعم اللازمنية /
بذورُ الأَجناسِ تُعيدُ الحاضر للبداية
غَسَّلتْ مرآةُ الفلسفةِ اللاجنسَ/
(شُتِلَ الإِنسانُ بسقوط التفاح ) في أكثر الأوقات أقول عن هذا ياربي كم صعب كتابة الشعر والقصائد ،لأنه يدعونى إلى الحقيقة ويدخلني إلى مدينة جمالية كي يملىء الكلمات من الداخل في قصوراتها و تشظياتها المفتوحة على التأويل...من هنا يتكون شر، كشر النسيان أو الذاكرة، وتكرار التساؤلات العظيمة عن ماهية الأنسان من الجانب الفلسفى وباللغة الفلسفية وكامل الشعرية التي تمنحني استمرارية مع الأزل والقبالة الحتمية بريح الحياة والموت. ثم الكاتب لابتداء الحياة، وفهم السلطة، ويواجهني الموت ويربطني بالخلود ويكتبه كي يثبت الكتابة كنوع من مفهوم الخلود. كما يشير الشاعر الكوني صلاح جلال :
)أَمسَكتْ تفاحة الفلسَفةِ الزمن)؟أَنا وأَنتَ كُنا تفاحاً مَسموماَ للوجود واللاوجود/
وصلنا إِلى سَماء العدم .
يؤكد جوليا كريستيفا فى كتابه: (معنى ولامعنى لتمرداً)،على تصوره كأدب سفر مثل الغيوم غير مرئية، في حالة من هذا الفلسفة كمعرية يتجول عن التكاملية والحقيقة تضافر لملكية الأنسانية وهكذا فى بعض الأحيان تصادف الأظطرابات وطال يستنتج فى كل الأبعاد الحياتية !!كما يشير (صاحب القصيدة الكوني السدرة والزيتون والتفاح-الشاعر صلاح جلال) :
)وصلتْ غيمة القطِ العلميِّ إِلى القمر) /
غرقَتْ مدينة الروح في سُمِّ اللحظة /
(نشرتْ دغدغة الحليب بسُمِّ الروح) فى قصائد كهذه تنعكس مرايا الوجود واللاوجود في أقمار أنعكاسات الفلسفية :
)ان علينا مواجهة حقائق المسئولية فعليا) 4 .
فالقصائد الكونية التبشيرية مليئة بمخططات في نجوم تنبؤات لمستقبل البشرية يجعلنا امام حركات تاريخية في ازمان غابرة سحيقة كالطوفان ستجد في لحظة لانعرف شيئا عنها ولاندرى كيف يعصف هو فقط تسجيل روحي في تاريخ جيل يجب ان (نسجله في رؤيانا وكيف نفكر في الحقيقة واليقظة... (
)تسجل الأنتقال من حالة البراءة إلى حالة التجربة ،..وتعالج الفرق بين الظاهرة والحقيقة) 5 .
(في هذه القصيدة نحي ونولد ونعدم في تجليات صورة مائية الشعرية بامواجها الخلقية) :
((عند خلق الجمال أساسا في معالجته لما هو داخلي وباطني)) 6 .
هنا صحراء في التفكير كيف يتجول القارئ؟ اينما يشعل ضوئا فلسفيا لطرس اسمه في عدميات اللامنتهي في التاريخ:
(فاالحياة مليئة باالمعنى لكن المعنى المظلم المرتبك أو المربك) . 7
الشاعر في محيطه الفكري يصور لنا هذه المغامرات عبر شفراته ويضئ بمصباح فكري في مجرى الحياة والعدم :
)جِئتُ مِن نارٍ ناصعةِ البياض...) /
بدرٌ أَمطرَ عليه تفاحَ الفلسفة /
الفضاء لوَّنَ كتابَ تفاح الفيزياء/
(زخرفَ هذا الليلَ بياقوتِ الروح...)
(أَسقطَتْ دموعُ التفاح شَّك الموت)
بل كاتب القصيدة يختار الحياة كسرمدية أو خلودية في طول وأمددها أثناء القصيدة الشعرية كمرآة فلسفية للحياة :
(إذن لايعقل أن يفكر المرء خارج إطار اللغة، فهو لايفكر، إذن ،إلا داخلها أوبواسطتها...) 8 .
واللغة يسقط في سدرة والزيتون كاداة معرفية تأتي من غيوم المعارف لا كاستخدام الكلمات بل تختبط بمنظومة فكرية شغلها فلاسفة التاريخ وتنسج باديان المقارنة و تطوف بايجاد طوفان التساؤلات الفكرية لعصرنا ولأجيال القادمة(لأن اللغة هي المعرفة) 9 . (الكونية بنسبة الشاعر (صلاح جلال)كان يسميه ب(كوكب))
)الكونُ تطَعَّمَ بتفاح الأَتوم)
لوَّنَ عصرَ الشَّك بشيطان/
أصبحنا ناراً لبشر عصر الجمل/
جَففَ محيط القطةِ ماءَ الثنائية/
في المرآة ديناصور وتفاح السُمِّ/
تورق سمندل الروح/
نجومُ القبرِ أَمسكتْ ورقَ ملك ورد الزمَن/
غطى فوتون الموت جغرافيا الوجود/
(طقطفت المدينة ببذور الروح)
(حملَ فضاء الزمَن صورتكَ من المطر)
هذه التصاوير تاتي من الماء وتدفن وتولد في اساطير الوجود وهو الماء والماء حي وهكذا يرتبط التاريخ والوجود والكينونة والخلق في منظومة فكرية في مستوياتها اللغوية للشاعر الكوني صلاح جلال:
)والحق إن مسالة المستويات اللغوية داخل). 10
الشعر لاتولد من فراغ المعرفة، بل تولد من فراغ معرش بالمعرفة لكي نفتح ابواب لم نشاهدها من قبل ولم نشاهدها في عصرنا بل مستقبلنا لاجيالنا بانهم مصورون في وجهنا ونحن نصور فيهم وهذا يسمى صلاح جلال الوجود البشري تصاوير نحن والاخر ولم ننفى ولا ينفى الغابرون، نلتقي كلنا في محيط الصور، )القصيدة تعنى المذهب النقدي المتسامح) 11
كقصيدة تبنى ارضا خارج هذه الأرض ووجودا غير هذا بل يصور هذا بذلك في انعكاسات اقمار التفكير:
)إن كاتب القصيدة عليه أن يستعمل جملة من المستويات اللغوية) 12
ومن هذا الارتباطات الخلقية في اللغة الكونية يجد لنا ادبا مشابه رقميا في اللغة المشتركة في الفكر والخلق والنظر والأستدلال:
)مربوط بلغة كونية شاملة وصعبة .الزمن أو الأزمان (شبح الوهمي المخوف 13(هو في التصور الفلسفي ،ولدى افلاطون...تحديداً كل (مرحلة تمضي لحدث سابق إلي حدث لاحق. 14) أما القصيدة:
)فيبدو إنها تحظى بحرية مطلقة ...والعمل المفتوح. 15)، فتعدد المعاني ،بالأخص قصيدة (سدرة الزيتون والتفاح )تمثال نموذجي لهذه المسألة لأنه (انسجام الذات مع الخارج يوجد نمطا من الايمان يمكن الركون اليه. 16) )اخضرَ الزمَنُ عن إِنسان ذهبي العصر...)
رفَ نسيجُ الجنسِ باللاجنس
أَينعَ سحر سنبلةِ الشعير بتفاحة
(فالزمن هو السيد الذي يعجز البشر أمامه) . 17ولابد أن يكون الشاعر جريئا وشديدا وصاحب قضية فلسفية ولغوية ومن فوقها الشعرية وتوجه لكلماتها الشعرية بلون كمثل اللغات الكونية وحارس منها. وهي فلسفه تعتمد الجدل والأسطورة ،والمنهج والمعنى والحلم ...) 18 وهكذا من عين الوقت جمالية وماورائية وعميقا وواسعا من مجالات أُخرى (فان الجمال الحيوي هو المثاليفي تميزه عن النمطي لكن هذه المثالية تستدعي أن يكون ..الشاعر ملما بالفضائل والواجبات التي تقترن بمخلوق ما) 19 فلغة العصر التي تعتمد التريبة المنطقية .. والاستدلالات. 20 (أمامفرداته فهي ذهنية غالبا ،وصورة أكثر ميلا لكل ماهو حسي او ملموس ..فالعواطف والأنفعالات تكاد تختفي من اللغة). 21
(تعالوا نعودُ إِلى محيط الزمَن...)
(غرقنا في عصر أَىِّ أَهريمن؟)
في النهاية (إن رحلة الناقد للبحث والكشف رحلة اشكالية لأن الطريق إنتهت حيث بدأت الرحلة ..رحلة البحث عن المعلوم المستحيلة وممكنة لأرتياد آفاق المجهول بداهة ،يكون البحث عن الغياب لاعن الحضور).22
الشاعر صاحب لغة المتعالي صعب لحدما مرطب ومنسق وفلسفي في الكوكب لغة والأزمنة المستحيلة والصعبة للشعر ....الشعر يكتب الشاعر ليس الشاعر من يكتب، بل الشاعر يستنزف بدمه ويفدي الكتابة الخالدة من محيطه الابداعي والثقافي كغيوماً لمطر توهج الشعر، ويختار الحياة من هذا السطر إلى أبعدها عن الحياة التقليدية والعدمية والمادية ويحولها من مكان إلى مكان آخر ومن كوكب إلى كوكب آخر، ومسكنه اللغة بمعنى الهايدجرية، تستكين دئماً يطير يطير من أجل يقين..... السدرة والتفاح والزيتون، منشورة في سدرة الحسين ديوان شعري للشاعر صلاح جلال الطبعة الرابعة 2012
( 1 في النظرية الرواية بحث في تقنيات السرد تاليف د.عبدالملك مرتاض ،سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب -الكويت دارالمعرفة 240-شعبان 1419ه -ديسمبر/كانون الاول1998ص53
( 2 نفس المصدرص62
( 3 نفس المصدر ص85
( 4 نظرية الرواية علامة التعبير بالواقع)،تاليف(موريس شرودر،جون هولبرن،جورج هنري رالي )ترجمة (د.محسن جاسم الموسوي)منشورات مكتبة التحرير -بغداد -1986ص13
(6 نفس المصدرص14
(6 نفس المصدر ص50
(7 نفس المصدرص148
(8 في النظرية الرواية بحث في تقنيات السرد تاليف د.عبدالملك مرتاض ،سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب -الكويت دارالمعرفة 240-شعبان 1419ه -ديسمبر/كانون الاول1998ص107
(9 نفس المصدرص111
(10 نفس المصدرص120
(11 نفس المصدرص120
(12 نفس المصدرص120
(13 نفس المصدرص199
(14 النص الروائي تاليف بيرنارد فاليط ،ترجمة د.رشيد بنحدو نشورات ص29than paris1992
(15 عصرالروايةمقال في النوع الادبيتاليف الدكتور محسن-مطبعة الديواني-منشورات مكتبة التحرير بغداد -العراق 1985الطبعة الاولي ص29
(16 نفس المصدرص17
(17 نفس المصدرص19
(18 نفس المصدرص53
(19 نفس المصدرص63
نفس المصدر ص 71
(20 نفس المصدرص71
(21 البنيوي والنص الروائي نماذج تحليلية من النقد الادبي -المنهج البنيوي -البنية الشخصية ،تاليف محمد سويرتي الطبعة الثانية 1994افريقيا الشرق 1991 ص54.
[1]
نفس المصدرص63.