#شه مال عادل سليم#
كنت احد شاهدي تلك الجرائم البشعة ...ورأيت بام عيني الموت الحقيقي و رايت الذي لا يمكن نسيانه ابدا ... ابدا ...ابدا .... ابدا ..
كنا مهددين حقا بالموت ... شهدت ماساة شعب باكمله ... ولن انسى اولئك الاطفال الذين ماتوا في الطريق عطشا و جوعا .....
لن انسى الاطفال الذين تركتهم عوائلهم التي لم يبق بيدها حيلة او امل ... ........
كنا محاصرين بقوات الجيش و القوات الخاصة و بالجحوش (1) لا نعرف ماذا نفعل ... كانت القافلة تسير ولكن الى اين ...كان شبح الموت يطاردنا من قرية الى قرية و من جبل الى جبل .....
نعم الانفال ...كانت يوم القيامة .. يوم الحشر و الحساب ... يوم الاخرة ... كما كان القرويون البسطاء يعبّرون ....كانت همجية ووحشية صدام – على الكيمياوي .... الذي قصفونا وضربونا بالسلاح الكيمياوي ... وتسببوا باستشهاد الكثيرين و بحرق الاخرين .........
الانفال كانت جريمة العصر ولطخة من لطخات العار الكبيرة في جبين هؤلاء القتلة و قائدهم المعدوم و كل الدول التي زودت النظام البعثي بالاسلحة الكيمياوية .... لقد استخدم الصداميون في هجماتهم ...غازات .. الخردل و السيانيد و الهايدروجين و التابون و السارين و الاعصاب ......
... في شهر اب عام 1988 بدات عمليات عسكرية شرسة و بالأسلحة الكيمياوية و بحشود عسكرية عيراقية كبيرة في منطقة بهدينان شملت القرى و الاقضية التابعة لها و دمرت العديد من القرى عن بكرة ابيها و احرقت البساتين و فجرت الينابيع ... كانت يوم قيامة حقيقية للشعب الكوردي ....
( المواجهة )
بهدينان ....
اب ....1988......
الساعة الرابعة عصرا
اطلقت الطائرات صواريخا معبئة بالغازات القاتلة ....
الشفاة متيبسة ....
الوجوه متشققة ....
تسربت الى انوفنا روائح ( التفاح الفاسد والثوم الفسيخ) ( 2 ) .....
بداء الناس يتقياون
اطفال يرفسون الارض بارجلهم الصغيرة كالطيور المقطوعة الراس ....
السم .....
السم ....
السم ....
ينتشر مع الهواء ....
الموت يتسلل الى كل بيت ....
الاطفال ...
اه ....الاطفال .... ناموا وهم جالسون .....
عوائل سقطت بجانب موائد الطعام .....
انها الانفال ...
الانفال ....
الموت للجميع ....
الموت للحيوانات .... للطيور ... للحشرات ....
اباء ارادوا ان يحموا اطفالهم وحاولوا ان يصدوا الغازات السامة ....
ولكن ......
سقطوا ولم يتاح لهم الصمود امام هذه الكابوس المخيف ....
فناموا نومتهم الاخيرة في متحف بهدينان ....
الطائرات فوق البيوت ....
قنابل ........
دمار...........
انفجارات .........
خراب .....................
اشلاء ممزقة ..........................
قصف مستمر ... .......................
الطيارون فخورون .........................
فخورون .............................................
ف ...خ ...و ...ر....و....ن ...
ف...خ ....و ...ر... و....ن ...
ف...خ ...و ... ر... و... ن ...
اللعنة على حملات الانفال ...
اللعنة على حملات الانفال ...
اللعنة ..
اللعنة ....
(1) افواج الدفاع الوطني ... ..او الافواج الخفيفة .... سميت ب الجحوش ... ماخوذة من كلمة الجحش وتعني ( ولد الحمار) ...بعض من قادة العاشر الكوردية شكلوا افواجا من افراد عشائرهم تابعة للنظام العراقي عدد منتسبيها اكثر من (450 ) الف مسلح (وفق صحيفة الثورة الصدامية في نوروز21-3-1985 ) اي اكثر من 50 فوج حسب تصريح المتهم سلطان هاشم المتورط في جريمة الانفال ... هؤلاء كانوا مسلحين اكراد يخدمون صدام حسين ونظامه الفاشي ,كانوا يتسلمون اموالا طائلة من النظام لمحاربة قوات البيشمركة .... وكانوا يقومون بدور الدليل للقوات العراقية اثناء معاركهم في جبال ومناطق كردستان الوعرة استخدمهم الحكومة العراقية لمحاربة ابناء جلدتهم في صفوف الحركة الكوردية ..... كان لهم دورا كبيرا و مشهودا في عمليات ابادة تعرض لها الشعب الكوردي .... ومنها الانفال و قمع الانتفاضات و استخدمهم الحكومة كقوة ضاربة و كادلاء خيانة في عموم مناطق كوردستان و لو لاهم لما كانت الخسائر بهذه الحجم .....وبعد انتفاضة اذار المجيدة 1991 اصدرت القيادة الكوردية قرارا بالعفو عن جميع قادة و افراد تلك الافواج في اطار المصالحة الوطنية .... ومن الجدير بالذكر ان مجموعة من الشباب من ذوي ضحايا عمليات الانفال بدؤا موخرا بقيادة حملة كبيرة لجمع التواقيع من مواطني كوردستان وبالتحديد من مواطني منطقة ( ﮔﺭميان) المنكوبة والمتضررة جدا .... بهدف تقديم مذكرة الى البرلمان الكوردستاني لاصدار قانون خاص باحالة عدد كبير من مستشاري تلك الافواج الى محاكم محلية لدورهم في الارشاد القوات العراقية ومساهمتهم الفاعلة في تدمير القرى الكوردستانية اثناء معاركهم في جبال ومناطق كوردستان خلال سنوات النضال التحرري الكوردي ضد النظام البعثي الساقط ولدورهم التخريبي والمخزي في اطار عمليات الانفال ... ......
(2) رائحة السموم .
كوبنهاكن
يوم صدور الاحكام بحق كبار المدانين في جرائم الأنفال ..[1]