#شه مال عادل سليم#
دروس وعبر من الماضي القريب :
الصورة أعلاه هي من الصور النادرة التي أهداني إياها صديق طفولتي الرفيق دلزار, أبن الكادر الشيوعي المعروف كريم عزيز قبل يومين , والتي ايقظت في مخيلتي وبدون استئذان ذكريات وشجون لإيام جميلة كانت تجمعنا بأهل وأحبة وأصدقاء ورفاق ورفيقات وشخوص وذوات عشقناها نحن طلائع الشيوعي العراقي , اشخاص يبقون في أعماق الذاكرة وبين حنايا الوجدان يمثلون أجمل الكنوز التي لا يأتي عليها غبار النّسيان .
ونحن تلاميذٌ على مقاعد الدراسة في مرحلة الابتدائية في اربيل عام 1976 انتمينا طوعاً إلى فرقة الاطفال الفنية التابعة لمنظمة إقليم كوردستان للحزب الشيوعي العراقي في اربيل ,وكانت الرفيقة النصيرة (مژدة فتاح توفيق و النصيرالرفيق شيرزاد قاسم) يديران الفرقة التي كانت تشارك في احتفالات ميلاد الحزب والاحتفالات الوطنية على سبيل المثال عيد نوروز واعياد ومناسبات واحتفالات أممية . وكان الرفيق (شيرزاد قاسم) عازف الفرقة ايضاً , واثناء البروفات كان يغني معنا ويعزف على آلة اكورديون وهي معلقة على صدره بحمالتين.
ومن الجدير بالذكر ان اطفال كوادر الحزب في اربيل كانوا في المقدمة واعضاء في الفرقة كما تظهر في الصورة المرفقة ومنهم (شه مال وهه ڤال عادل سليم , شوان قادر رشيد , هوگر فاتح رسول , أرام فتاح توفيق المعروف ب ملا حسن , لقمان قادر طه , هه ڤال قاسم والشهيد دارا كريم عزيز واخرين).
و خلال السنوات القليلة من عمر فرقتنا التي كانت من انشط الفرق في المدينة , قدمنا اعمال واغاني وطنية واممية وغنينا للسلم والسلام ولاطفال فلسطين ولضحايا مخيمي صبرا وشاتيلا و للمناضلة العالمية المعروفة أنجيلا إيفون ديفيس ولاحرار شيلي ونيكاراغوا وفيتنام وللعمال والفلاحين وللمرأة العراقية الباسلة والطفولة وللفقراء الذين يحلمون بالحرية قبل الخبز .
كنا نشارك في المسابقات الثقافية والفنية ,حفظنا قصائد لكبار الشعراء الوطنيين منهم الشاعر الوطني الكبير الرفيق النصير احمد دلزار منها قصيدته المشهورة (شاكرداني فه هدين نحن تلاميذ فهد) وقصيدته الخالدة (دارى ئازادى شجرة الحرية) وقصائد بابلو نيرودا وناظم حكمت ورفيق صابر وسامية شاكر صادق ومظفر النواب واخرين .
كنا نلتقي في العطل المدرسية في مقر الحزب الشيوعي العراقي الواقع في محلة العرب الجديدة وسط مدينة اربيل لمشاهدة أفضل الأفلام الوثائقية عن نضال الشعوب من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية ونضال الحركات التحررية في العالم. وكنا نعمل بكل طاقتنا ونحافظ على حديقة المقرات ونزرع الورود مع رفاقنا ونعمل في مقهى المقر وكنا نقدم القهوة والشاي للضيوف .
تعلمنا الكثير من خلال سنوات عملنا في الفرقة الفنية وبجهود المشرفين والمعلمين من امثال الرفيقة النصيرة (مژدة فتاح توفيق والنصير الرفيق شيرزاد قاسم) واخرين . لقد تجاوزنا منذ صغرنا حدود ادياننا , الواننا , طبقاتنا , وهويتنا الجنسية وانحداراتنا الطبقية , وكنا نعمل بيد واحدة وكان مذهب الانسانية يجمعنا .
في العطلة الصيفية كنا ننظم مسابقات ودوريات ومهرجانات , منها مسابقة في لعبة الشطرنج , تلك اللعبة الذهنية التي تعلمنا من خلالها دراسة الخطوات قبل القيام بها, كما كنا نقوم ببيع صحيفة طريق الشعب في شوارع المدينة.
وفي بعض المناسبات كنا نستقبل الوفود العالمية والمحلية ونعمل بروح الفريق الواحد اثناء المناسبات والاعياد الوطنية . تعلمنا الكثير من خلال فرقتنا الرائعة واصبحت معلوماتنا العامة واهتماماتنا أكثر تنوعاً واتساعاً من أقراننا العاديين .
تعلمنا في مدرسة الشيوعي العراقي بأن القائد الشيوعي يجب ان يكون هو وعائلته في مقدمة الجماهير وفي مقدمة المسيرة . وان المسؤولية هي أمانه وتكليف والعمل بين الجماهير الثورية واكتشاف الاشكال المناسبة لتنظيمها وقيادتها ، وليست مفخرة وتشريف وجاه ووجاهة والمشاركة في سلب ونهب المال العام وامتلاك القصور والسيارات الفارهة والاموال والارصدة والسفر والايفاد والإقامة في الابراج العاجية وغرف المقرات المغلقة والمظلمة .
نعم ..هكذا كنا وهكذا عملنا عندما كنا طلائع في مدرسة الشيوعي العراقي .
تحية لكل من علمنا حرفاً في مدرسة الحزب الشيوعي العراقي , المدرسة التي تعلمنا فيها ونحن صغار ان نقف بشموخ ضد جميع أشكال التفرقة المبنية على الجنسية أو القومية أو الأساس العرقي أو الدين أو اللغة أو أي سمة أو إختيار فردي.
وتحيةً لكل من زرع فينا الايمان والاصرار والثبات وحب الناس والولاء والانتماء لوطننا .
تحية إلى أساتذتنا في مدرسة النضال , الذين علمونا بأن الإنسان هو أثمن رأسمال في الوجود.[1]