دولة كوردستان ..من الحلم إلى الواقع!!
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4927 – 2015 -09-16
المحور: القضية الكردية
سؤال الموقع (موقع الحزب الديمقراطي الكوردستاني_العراق): هناك دعوات مليونية لإعلان استقلال كوردستان …..؟ والرئيس بارزاني يدعو الامم المتحدة للتعاون في اجراء الاستفتاء للمناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم. ما هو رأيكم…..؟.
بالتأكيد حلم الدولة الكوردية مطلبٌ شعبي لعموم أبنائنا وهو مطلب يراود حلم كل الكورد قيادةً وقواعد حزبية سياسية وفي المقدمة هو حلم الرئيس مسعود بارزاني أيضاً وهذه الدعوات المليونية ليس إلا دلالةً وإشارات سياسية لذاك المطلب/الحلم وهو ليس ببعيد المنال عن التحقيق وخاصةً بعد المستجدات الدولية والإقليمية في المنطقة، بل يمكن القول بأن هناك إشارات عدة ومن دول إقليمية وخارجية في هذا المنحى حيث _ومن جهة_ هناك عدة إشارات من تركيا وآخرها كان على لسان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية في تركيا حسين سيليك: حيث قال في تصريح صحفي “في الماضي كانت (فكرة) إقامة دولة كوردية مستقلة سببا للحرب (بالنسبة لتركيا)، لكن لا أحد له هذا الحق حاليا”. وقال سيليك أيضاً: “في تركيا حتى كلمة كوردستان تثير توتراً لدى المواطنين، لكن الواقع أن اسمها كوردستان” وذلك بحسب ما نقلته وكالات الأنباء وأضاف كذلك في تصريحاته: “إذا انقسم العراق، وهذا أمر حتمي، فهم أشقاؤنا.. ولسوء الحظ الوضع في العراق ليس جيداً، ويبدو أنه يتجه للانقسام”. وهي تصريحات مباشرة _وللمرة الأولى في حياة تركيا_ بهذه القضية الحساسة بالنسبة لها.
وهناك أيضاً الموقف الإسرائيلي المتقدم حيث أُعّلِن وعلى لسان عدد من المسئولين الإسرائيليين دعمهم لقيام الدولة الكوردية وكان آخرها ما قام به وزير الخارجية الإسرائيلي، أڤ-;-يگدور ليبرلمان، وذلك عندما أخبر نظيره الأمريكي جون كيري مؤخراً أن “قيام دولة كوردية أمر محسوم”. وكذلك فقد أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعمه ومساندته لقيام دولة كوردية يوم الأحد الماضي متبنياً بذلك موقفاً متقدماً على الولايات المتحدة وذلك بإبقاء العراق موحداً في هذه المرحلة وذكر وكالة فرانس برنس أن نتنياهو قال في معهد (I.N.S.S.) البحثي والتابع لجامعة تل أبيب بأن “هناك انهياراً في العراق وغيره من مناطق الشرق الأوسط التي ترزح تحت صراعات بين السنة والشيعة”. وأضاف أيضاً “علينا.. أن ندعم التطلعات الكوردية من أجل الاستقلال”. وتابع نتنياهو أن الأكراد “شعب مناضل أثبت التزامه السياسي واعتداله السياسي ويستحق الاستقلال السياسي”.
وكذلك علينا أن لا ننسى بعض التصريحات والزيارات لمسئولين أوربيين مثل تصريح وزير خارجية فرنسا السابق برنارد كوشنر حيث قال: “سأذهب الى أربيل للمشاركة في مراسم الدولة الكوردية”. حيث كان هو الآخر صرح للصحافة يوم الأحد الماضي بأن: “حكومة إقليم كوردستان ستعلن قريباً استقلال كوردستان وسيذهب هو الى أربيل للمشاركة في مراسم الاعلان”. وذلك في كلمة القاها في مراسم احياء ذكرى الدكتور عبد الرحمن قاسملو في المعهد الكوردي في باريس. وكذلك فإن زيارة كل من وزيري الخارجية الأمريكية جون كيري والبريطانية وليم هيغ وتصريح الأخير بأن “الحكومات العراقية خلال السنوات الأخيرة فشلت في توحيد العراقيين لتجاوز الخلافات الطائفية، ودعا إلى تشكيل حكومة شاملة في بغداد لمواجهة المخاطر التي تتهدد البلاد” وكذلك نظيره الأمريكي.. إلا إشارات قوية لدعم حكومة الإقليم مما أجبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يقبل التنحي وهو الذي كان يمهد الطريق لولايته الثالثة لرئاسة الحكومة.
وبالتأكيد إن كل هذه الأحداث والتطورات تصب في خدمة المشروع والحلم الكوردي في إعلان دولتهم المستقلة والقيادة الكوردستانية تعمل على ضوء ذلك وإن زيارة الرئيس مسعود بارزاني للكنيسة _مؤخراً_ لم يأتي عن عبس وفراغ وتعلمون مدى قوة الكنيسة في العالم الغربي وتأثيرها على الرأي العام.. لكن مشكلة القضية الكوردية تتعلق بعدد من دول المنطقة _وليست فقط بدولة مثل تركيا، بل ربما تكون هذه الأخيرة أكثر تفهماً لقيام دولة كوردية وذلك لقضايا النفط ومصالحها عموماً_ وهكذا فإن المسألة الكوردية مرتبطة بعدد من دول المنطقة ومصالحها وتقاطعها مع مصالح واستثمارات الغرب وأمريكا في تلك البلدان؛ حيث تقسيم كوردستان بين عدد دول المنطقة جعلت القضية الكوردية من أعقد قضايا الشعوب والتي ما زالت راضخة للاحتلال واستعمار الأجنبي وبالتالي تأجيل معالجتها وما موقف أمريكا بخصوص التريث في الإعلان عن قيام الكيان الكوردي المرتقب إلا نتيجة لمصالحها الدولية وعلى الأخص فيما يتعلق بالملف الشرق الأوسطي ولا تريد أن تجعلها ورقة ضغط بيد إيران من أجل استثمارها وبالتالي إجبار الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع عدد من الملفات وعلى الأخص ملفها النووي وكذلك كل من ملفي سوريا والعراق.
ولكن ورغم كل ذلك فإنني أقول _وأعيد القول المأثور_ بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وأن الكورد _ورغم كل ما ذكرنا من الواقع المأساوي لشعبنا في باقي أجزاء كوردستان_ قد خطى الخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم الكوردي في إقامة دولتهم ولذلك فإني قائلٌ مع القائلين؛ بأن كوردستان ربما ليس اليوم أو خلال أيام كما يتوقه ويتوقعه الكثيرون من القراء والمحللون بل يكون القادم من الأيام هو عراق أكثر ديمقراطيةً ومشاركةً سياسية وتقليماً لأظافر الاستبداد الطائفي.. لكن وبكل الأحوال هي قادمة _أي دولة كوردستان_ وسوف يأتي حينها كوشنر _مع حفظ الألقاب_ وغيره أيضاً بحقائبهم وبدونها أيضاً وذلك لمباركة الوليد الجديد؛ دولة كوردستان.. وإن دعوة الرئيس بارزاني الأخيرة للأمم المتحدة للتعاون في اجراء الاستفتاء للمناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم ليس إلا الخطوة العملية _القبل الأخيرة_ للانتقال بالدولة الكوردية من الحلم إلى الواقع العملي.
[1]