يقول سياسي آيسلندي إن كوردستان عراق ديمقراطي وقوي يعزز المسألة الكوردية في كل مكان، في تركيا وفي روجآفا وفي إيران، لهذا نرى هذه الهجمات التي تنتطلق من إيران، ولهذا أيضاً نرى الضغوط التي تمارسها تركيا على كوردستان العراق.
السياسي الآيسلندي أوغموندور يوناسون، الذي تبوأ في السنوات الماضية مناصب رفيعة في بلده، شارك في برنامج (حدث اليوم) الذي يقدمه نوينر فاتح على شاشة رووداو وتحدث عن العوامل التي تقف وراء الضغوطات التي تمارس ضد إقليم كوردستان.
حيث قال أوغموندور يوناسون: إن كوردستان عراق ديمقراطي وقوي يعزز المسألة الكوردية في كل مكان، في تركيا وفي روجآفا وفي إيران، لهذا نرى هذه الهجمات التي تنتطلق من إيران، ولهذا أيضاً نرى الضغوط التي تمارسها تركيا على كوردستان العراق، ولهذا نجد بغداد تعمل لإضعاف كوردستان العراق، القصد من هذا ليس لإضعاف القائم هنا، بل بسبب دوره في في المسألة والملف الكورديين في المنطقة بأكملها.
أدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع السياسي الآيسلندي أوغموندور يوناسون:
رووداو: سؤالي الأول هو عن تعرفك على المسألة الكوردية، كيف كان ذلك؟
أوغموندور يوناسون: في الواقع، كان هناك دائماً انتباه ومعرفة بالمسألة الكوردية في آيسلندا، فنحن الأيسلنديون كنا جزءاً من مملكة الدانمارك وكنا نسعى للاستقلال إلى أن نلنا الاستقلال في 1994.. حصلنا على استقلالنا وثبتناه على أساس جغرافي وثقافي ولدينا تفهم جيد لكل شخص يسعى لنفس الشيء حالياً. حين كنت شاباً قرأت الكثير عن المسألة الكوردية، وكان يوجد حينها أشخاص آيسلنديون من كل الأطياف السياسية من اليمين إلى اليسار يدعون للمسألة الكوردية، كان شقيق جدي أحدهم، وكان من المحافظين، ثم كانت عندنا جريدة يسارية تكتب الكثير عن الكورد، ثم كان عندنا إيرلاندر هارالدسون.
رووداو: عن أي سنة نتحدث؟ السبعينيات؟
أوغموندور يوناسون: الستينيات
رووداو: الستينيات!
أوغموندور يوناسون: أجل الستينيات، أنا من مواليد 1948، ولهذا كان ذلك في وقت كنت متلهفاً لكل شيء، وإيرلاندر هارالدسون الذي أصبح أستاذاً بجامعة آيسلندا فيما بعد، كان واحداً من المتحدثين باسم كورد العراق في ألمانيا في الستينيات، وزار البارزاني أيضاً وأصبح صديقاً له، زاره في الجبل، ثم ألف كتاباً وقرأت الكتاب، وكنت أقرأ الكثير من المقالات، وهكذاً كنت أعرف أصلاً. ثم عندما توفي إيرلاندر هارالدسون وقبل سنوات من الآن بعد زيارته للبارزاني، البارزاني الإبن قبل سنوات، كنت واحداً ممن حملوا نعشه عند دفنه. أتعلم، ليس لأننا كنا متفقين سياسياً، فنحن لم نكن كذلك، بل لأن نقطة واحدة كانت تجمعنا، كنا كلانا نساند الكورد، لهذا كانت مساندة الكورد وفهم المشكلة الكوردية حاضرين معنا دائماً في آيسلندا.
رووداو: أي أن رقعة جغرافية اسمها كوردستان معروفة عند الناس في آيسلندا؟
أوغموندور يوناسون: نعم يعرفونها. طريقة تعاملي مع المسألة الكوردية في السنوات الماضية، كان من خلال عملي في ستارسبورغ والمجلس الأوروبي، وهناك التقيت الكثير من الكورد وأغلبهم من الجزء الذي في تركيا، هناك أصبحت جزءاً من مبادرة دولية، الحرية لأوجالان، السلام في كوردستان. حينها زرت تركيا عدة مرات، زرتها خمس مرات في هذا الإطار وتعرفت على كثيرين يعملون للمسألة الكوردية، وأنا الآن هنا في كوردستان العراق تلبية لدعوة من المؤتمر القومي الكوردي (كَنَكَه)، زرنا الكثير من الأطراف السياسية هنا واتصلنا بجميع الأحزاب السياسية، أنا هنا للحصول على فهم لسياسات هذا البلد، وتعقيداته الجغرافية أيضاً. كان مثيراً جداً أنني فعلت هذا.
رووداو: أي أن الغرض من الزيارة هو إقامة علاقات مع الأطراف السياسية.. أعتقد أنكم اجتمعتم مع جميع الأحزاب السياسية خلال الأسبوع الماضي هنا في كوردستان؟
أوغموندور يوناسون: أجل. وكذلك لفهم الوضع، تعلم أنه مما رأينا في تركيا، حيث رأينا سجن الآلاف من الأكاديميين والمحامين والصحفيين وأغلبهم من الكورد، ثم في الآونة الأخيرة شهدنا تصاعد العنف في روجآفا وعلى الحدود بين كوردستان العراق وتركيا، ونحن قلقون للغاية بهذا الصدد ونريد أن نعرف كيف يمكن إيقاف هذا، لأن هذا بالتأكيد لا يهدد فقط الناس المعرضين للتهديد بل يهدد المنطقة كلها، لهذا نحن هنا لكي نفهم التعقيدات الجيوسياسية.
رووداو: السيد يوناسون. من خلال محادثاتك مع مختلف الأحزاب السياسية والتي لكل منها سياساته ورؤاه السياسية التي تميزه، هل تعتقد أن إقليم كوردستان العراق يتعرض لتهديد كبير، هل لمست هذا في محادثاتكم؟
أوغموندور يوناسون: أجل، وبشكل كبير. أعتقد أن هذا هو جوهر المشكلة، فكل الذين التقيناهم يريدون السلام، وكلهم يريد نهاية للوحشية التي يمارسها الجيش التركي في المناطق الحدودية، سواء أكان هنا في هذا البلد أم في روجآفا. هكذا يتعرف المرء خطوة فخطوة على التعقيدات الجيوسياسية. ما أقوله هو ما يعلمه الجميع، وهو أن كوردستان عراق ديمقراطي وقوي يعزز المسألة الكوردية في كل مكان، في تركيا وفي روجآفا وفي إيران، لهذا نرى هذه الهجمات التي تنتطلق من إيران، ولهذا أيضاً نرى الضغوط التي تمارسها تركيا على كوردستان العراق، ولهذا نجد بغداد تعمل لإضعاف كوردستان العراق، القصد من هذا ليس لإضعاف القائم هنا، بل بسبب دوره في في المسألة والملف الكورديين في المنطقة بأكملها.
رووداو: هذا يعني الصورة الأكبر!
أوغموندور يوناسون: أعتقد أن كل مراقب صريح يلمس هذا..
رووداو: أي أن المستهدف ليس هذا الجزء لوحده؟
أوغموندور يوناسون: لا.
رووداو: بل الصورة الكبرى على الخريطة؟
أوغموندور يوناسون: أجل. ثم السؤال هو كيف، نحن نرى طريقاً مسدوداً وهذا الطريق المسدود قاتل، قاتل للناس المعرضين للهجمات، وقاتل لكونه يهدد السلام في عموم الشرق الأوسط وفي عموم العالم، في عموم العالم. لذا فإن المهمة هي العثور على طريق لكسر هذا الانسداد، وهنا نعود إلى التاريخ، نعود إلى العامين 2013 و2015 عندما كانت عملية السلام قائمة وبفضلها كانت أبواب إمرالي مفتوحة وكان بمستطاع عبدالله أوجالان المشاركة في عملية السلام، أعتقد أنه في حال استئناف هذا فسيكون له تأثير مزدوج، تبدأ وسيكون له تأثير على عموم المنطقة. أعتقد أن هذا هو الطريق الوحيد لكسر الانسداد هذا. لهذا أرى أن مشاكل كوردستان كونية لكل الكورد، لكل المناطق الكوردية.
رووداو: هنا في كوردستان. تحدثتم عن الهجمات، إيران تهاجم كوردستان بحجج لا أساس لها!
أوغموندور يوناسون: أجل.
رووداو: ما الذي يمكن فعله، خاصة من جانب المجتمع الدولي لقطع الطريق على قيام إيران بشن هجمات مشابهة من جديد؟
أوغموندور يوناسون: علينا أن نعلم أن تركيا ليست الطرف الوحيد الذي يقع عليه الللوم، بل كل جبهة الغرب وناتو والاتحاد الأوروبي، هؤلاء كلهم متورطون في هذا. نحن نتحدث عن نظام إمرالي، الذي يعتقل أوجالان منذ ربع قرن، هذه طريقة ليقال من خلالها للأشخاص الكورد إن هذا قد يحل بك أنت أيضاً، ويمكن أن يحل هذا بكل من لا يكون إلى جانبنا، أعتقد أن الاتحاد الأوروبي والأمريكيين وناتو، كلهم لهم أدوارهم التي يمارسونها هنا، فمن الممكن أن يمتد هذا إلى وضع حرج في كل الشرق الأوسط. من اللافت أننا أصبحنا نسمع مؤخراً عن الهجمات الإيرانية، وتجري تغطيتها في الإعلام الغربي على نطاق واسع، لكن الذي لم تجر تغطيته كان نفس هذا النوع من الهجمات في الأشهر الماضية، لا يخبروننا شيئاً عن الإجراءات التي تتبع في بغداد لإضعاف سيادة كوردستان العراق، كل هذا يجب أن يعلن عنه ويجب أن يعلم الغرب أن هذه مسؤوليته... ألقى الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت آيزنهاور خطاباً سنة 1952 قال فيه إن الأمر الذي يجب أن تحرص عليه بشدة هو أن لا تفقد السيطرة على مجتمع المؤسسات والصناعة العسكرية، ونحن الآن نفقد السيطرة على ذلك وهذا هو الذي يحكم العالم ويجب إيقافه، وسنعود نحن إلى أوروبا وأعود أنا إلى آيسلندا وسننشر هذا الكلام بين الناس بأن المسؤولية هي مسؤوليتنا جميعاً.
رووداو: عندما نتحدث عن آيسلندا، أنتم شعب صغير حجماً لكنكم نجحتم في الدفاع عن أنفسكم، ما هي التجربة التي يمكن للكورد أن يستمدوها من الآيسلنديين؟
أوغموندور يوناسون: سر قوتنا كان إيماننا بأنفسنا، نحن 400 ألف شخص فقط، لكننا لسنا أبداً متأكدين تماماً من كوننا 400 ألف أم 400 مليون نسمة، فنحن نعلم أن هذا لا يهم، وندرك أن المهم هو إيماننا بأنفسنا. وأقولها إن الشعب الذي يحافظ على ثقافته ولغته ويعمل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ليس ممكناً أن يهزم. لكن إن سمحت لآخرين بسرقة ثقافتك، وسرقة لغتك منك، وسرقة تراثك، حينها ستكون هزيمتك ممكنة.
رووداو: الثقافة والبقاء.. لا تزال الثقافة واللغة الكورديتان مهددتين وممنوعتين، فمثلاً الدساتير تحظر الدراسة باللغة الكوردية في إيران وتركيا وسوريا. كيف استطعتم في آيسلندا حماية ثقافتكم ولغتكم؟
أوغموندور يوناسون: لأننا أردنا حمايتهما. أتعلم، لا تحدث الأمور من تلقاء نفسها، بل هناك دائماً من يحدثها، هناك دائماً أناس ينجزون الأعمال، وطالما كنت مقتنعاً بأنك قادر وتعمل من أجل شيء ما، عليك أن تفعله. أعتقد أن من الأمور المهمة لنا أيضاً هو الوحدة داخل المجتمع، ففي العامين 2008 و2009 وقعنا في أزمة مصرفية كبرى، ولكننا خرجنا منها، كيف؟ عندنا في آيسلندا مثل يقول عندما تكونون في عرض البحر وتسوء الأحوال وتواجهون المشاكل عليكم أن تمسكوا جميعاً بالمجذاف وهكذا ستنجون، لكن يجب أن تكونوا في قارب واحد. لهذا لا يمكن أبداً أن تنفصل فكرة الوحدة الاجتماعية عن العدالة الاجتماعية، ويجب أن يكون هذا جزءاً من الحزمة..
رووداو: لديكم دولة وليس للكورد دولة، في هذه الحال كيف يستطيع الكورد حماية لغتهم وثقافتهم وهم شعب بلا دولة؟
أوغموندور يوناسون: في الماضي لم يكن للكورد دولة ولكنه استطاع حمايتهما، استطاعوا ذلك بدون أن تكون عندهم دولة. لكن الأسباب ليست من فعل الكورد أنفسهم عندما تضيع لغتهم أو ثقافتهم، بل الآخرون يكرهونهم ويضغطون عليهم، وهذا يجب أن يتوقف. هنا، يتحمل العالم كله المسؤولية، التقيت ذات مرة بناشطين في آمد، كان ذلك سنة 2017، قال أحدهم شيئاً لن أنساه، قال: لا تحمل همنا، فنحن سنتحرر وسنقاتل حتى النهاية، نحن لن نهزم، اهتم بشؤونكم، اهتم بأوروبا، اهتم بسائر أنحاء العالم وأنقذوه من الذل. لهذا فإننا هنا من أجل التحرير من الذل، وننشر هذا الكلام، وقد سعينا من أجل هذا في السنوات السابقة. كانت لي اجتماعات كثيرة في آسلندا، اجتماعات عامة مفتوحة، كتبت الكثير من المقالات، وفعل آخرون ذلك أيضاً، أعتقد أن هناك شيئاً بدأ يتغير الآن، هذا ما أراه، أرى أننا لو نظرنا إلى إسرائيل وفلسطين، لو نظرنا إلى أوكرانيا. ستجد أنهم كانوا إلى الآن يخبروننا بأن التاريخ بدأ في شباط 2022 مع الاحتلال الروسي غير المبرر، كما يصفونه. لا تاريخ في إسرائيل، وقد بدأ منذ 7 تشرين الأول، لكن لكل تاريخه، أوكرانيا أيضاً لها تاريخ. الآن وقد أصبحت الأمور جدية في الشرق الأوسط وأوكرانيا التفت الناس إلى التاريخ واهتموا به. الآن يتحدث الناس عن سيفر أكثر، ويتحدثون عن لوزان أكثر، عن العام 1920 أكثر من ذي قبل. أتعلم، إن العالم بدأ يصحو ويلتفت إلى أهمية التاريخ، وهذا في صالح الكورد والمسألة الكوردية، لو علمنا كم أن الكورد شعب كبير وكيف يتم إرغامهم على التخلي عن لغتهم وثقافتهم، أعتقد أن الأمور ستتغير. الآن توجد فرصة أفضل من أي وقت آخر، لكن في نفس الوقت من المهم جداً، ومن الضروري جداً أن ننتبه إلى ضرورة استئناف عملية السلام.
رووداو: عملية السلام.. هل تلمح في تركيا أي فرصة لاستئناف عملية السلام وحل المسألة الكوردية؟
أوغموندور يوناسون: أعتقد أن الأمر بحاجة إلى ضغط من الخارج، أعتقد أنه بحاجة إلى ضغط من أوروبا ومن أمريكا ومن ناتو. أتعلم، أنه عندما بدأ العدوان في 2015 و2016 كان لناتو اجتماع ببروكسل في نهاية الصيف، وحسب ما فهمت أضاء الضوء الأخضر لحدوث ما حدث وقد رأينا ما حدث بعد ذلك. أتعلم ما الذي حدث، أنا أيضاً أعرف ما حدث لكن الآخرين في العالم لا يعرفون، كانت هناك حاجة إلى محكمة شعب، محكمة الشعب في باريس عندما اجتمع الناس هناك للوقوف على هذه المسألة ومحاسبة الأعمال الوحشية. كنت هناك في تركيا، كنت هناك ورأيت الدمار، تشرد نصف مليون شخص، وعندها عاهدت نفسي أن لا أتوقف لحين الوصول إلى شيء عام وبعده دعوت أشخاصاً كانوا شهوداً عيان إلى آيسلندا لكي يوضحوا لنا الأمر، لكن العالم التزم الصمت، لهذا فإن الواجب هو أن تعرف الأمور التي تحدث، والآن نريد أن يعرف ماذا يجري في المناطق الحدودية لكوردستان العراق، وماذا يجري في روجآفا بسبب الهجمات التركية ونقول ذلك للاتحاد الأوروبي ولناتو ولأمريكا، كذلك للناس في أوروبا، أن نقول لهم إن هذا لا يمكن قبوله، فالضغط يجب أن يأتي من الشعوب.
رووداو: كيف تجد مستقبل روجآفا؟
أوغموندور يوناسون: لو أخبرتك كيف أرى مستقبل روجآفاف، وكيف أرى مستقبل كوردستان عامة، في تركيا وهنا وفي روجآفا وإيران، فأنا متفائل جداً بالنسبة للكورد، متفائل للغاية، لكن الأمر بحاجة إلى وقت، بحاجة إلى سنوات، لكن يمكن أن تحدث الأمور سريعاً، يمكن تغيير الأمور بسرعة، وأعتقد أننا لو استطعنا استئناف عملية السلام، سبق وأن تحدثت عن نظرية الدومينو، تبدأ من هناك ثم الآخر، وتعلم أن هذا هو التأثير وهو ماض، وبالتحدبد لا تعرف ماذا سيحدث لكنه سيكون من أجل الأفضل، سيكون أفضل للجميع.
رووداو: إن كان عندك شيء تقدمه كنصيحة، ما هي النصيحة التي يمكن لنا نحن الكورد أن نستنبطها من التجربة الآيسلندية؟
أوغموندور يوناسون: ما سبق أن قلته عن الثقافة واللغة والتراث، لا تدعهم يسرقونها منك، وحينها ستكون غير قابل للهزيمة.
رووداو: اللغة والثقافة والتراث..
أوغموندور يوناسون: كذلك وبلا شك الوحدة الاجتماعية والعدالة الاجتماعية التي تضع الجميع في قارب واحد.
رووداو: سؤالي هذا لا علاقة له بالمسألة الكوردية.. لماذا ليس بلدكم، آيسلندا، عضواً في الاتحاد الأوروبي؟
أوغموندور يوناسون: غالبية شعب آيسلندا تعارض هذا، نحن لا نريد أن نرى صيدنا للأسماك خاضعاً لسيطرة أوروبا، ونريد أن نحتفظ بالحصص لأنفسنا، هذا واحد من الأسباب الرئيسة. لكن هناك أسباباً أخرى، فكما تعلم، كان الاتحاد الأوروبي ميالاً في أغلب الأوقات للمركزية، وأرى أنه مبني بصورة مبالغ فيها على أساس التسويق، تسويق الاقتصاد، والتسويق يبعد المجتمع عن الديمقراطية، يقضي على الديمقراطية أو يحجمها. أوروبا باتت مركزية جداً وقائمة على أساس السوق بدرجة كبيرة. أسوأ فكرة في الاتحاد الأوروبي كنت أرى أنها جيدة جداً، كانت فكرة الأقاليم الأوروبية، أقاليم أوروبا وليس دولها ومناطقها، كان ممكناً أن تحل هذه الفكرة الكثير من المشاكل، كمشكلة كاتالونيا ومشكلة الباسك وسكوتلندا. فتح ذلك أبواباً جديدة. لو قام الاتحاد الأوروبي على أساس الأقاليم فإنهم كانوا حينها سيلتزمون بثقافة ولغة وإرادة الشعوب، وسيكون هناك المستقبل الذي أسانده أنا، لكن كما هو قائم الآن وأن ننضم إلى شركة تسويق مركزية، فلا، شكراً.[1]