هل يعيش الشرق الاوسط في ظروف المرحلة الاجتماعية الواحدة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4670 - #23-12-2014# - 21:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
العصر الجديد، يتسم بمجموعة من الصفات يدعنا ان نفرق بين المناطق المختلفة من العالم وفق خصائصها و سماتها المتعددة رغم التاثير المتبادل فيما بينها جميعا. الا ان الشرق الاوسط او هذه المنطقة التي نعيش فيها تحوي من البلدان القريبة من بعضها والتي لا يمكن ان تتشابه في ظروف المعيشة و الواقع السياسي الاقتصادي الاجتماعي المتشابه مع بعضها، و عليه لا يمكن ان نتصور بان ينتقل من هم موجودون في هذه المنطقةجميعا معا الى مرحلة جديدة بينما يمكن ان نجد مفارقات او اختلافات و قد تقفز مجموعة بشرية في منطقة او مجموعة بمفردها الى المرحلة المقبلة .
لو دققنا كثيرا و بجدية كاملة و بتمعن و بعمق لمعرفة التمييز بين كل بقعة او على الاقل الواقع الاجتماعي لكل بلد، و بعد ان نتابع ما يجري في كل منه من اجل مقارنتهم مع البعض، و ان يكون لدينا ما نعتمد من المقياس و الخلفية العلمية المعلومة عن كيفية التطور و التنقل من المراحل المتسلسلة في حياة البشرية و التي هي حتمية و لا تحمل الجدال، لوجدنا حقا فروقات شاسعة في هذه المنطقة على الخلاف مع الشرق الاقصى بشكل ما او مع الغرب بشكل اكثر .
هناك من المناطق المنعزلة غير متاثرة بالوسائل الجديدة و هي تعيش في ظروف يمكن ان نعتبرها اقطاعية كاملة الاوصاف و ربما توجد فيها مزايا العبودية التي تخلفت عن الركب بقت ثابتة و لازالت شعوبها متمرغة فيها، كبعض مناطق و زوايا المملكة العربية السعودية و مناطق دول الخليج رغم الغنى و مؤثرات البترودولار . فهل من المعقول ان نجد من المرحلة المشاعية بظروف و سمات اخرى في عمق المناطق المنعزلة في بعض هذه الدول رغم انكارها من قبل السلطات. و لكن يمكن ان نقول ان هناك مناطق تجمعت فيها ميزات المراحل كافة من المشاعية الى العبودية و من ثم الاقطاعية و من ثم الراسمالية بمضمونها الشرقي و ما اثرت عليها الافكار والفلسفات الشرقية من الدينية و المذهبية . و لا يمكن ان نتكلم عن الشام و المصر من هذه الزاوية بنفس الرؤى، لانهما توارثتا مزايا الحضارات التي تمتعتا بها .
رغم اختلاف ما مر به العراق و هو مهد الحضارات الباهرة منذ العهد السومري التي اعتبرت بداية مرحلة جديدة في المنطقة الا انها استقبلت من المؤثرات التي خلفته او اعاقته من المسيرة من جانب و منعت مناطق عديدة منه من التواكب و بقتها على حالها دون حراك من النواحي الاجتماعية والثقافية و السياسية و الاقتصادية من جانب اخر . فهناك السمات الدينية المؤثرة و المتاثرة بخصائص القومية و المؤثرة بشكل ثنائي على الوضع الطبقي، اي هناك تخبط و مزج يمكن ان يكون منفردا فيه عند دراسة الوضع العراقي منذ الفتوحات الاسلامية التي اصبحت عالة عليه، و هناك ما يماثله و ليس كمثله ما موجود في المناطق القريبة منه كالاردن الذي تتواجد فيها المراحل المختلطة بشكل واضح و يمكن ان نشير فيها الى مناطق معينة تدلنا الى الخلط التي نعنيه يالذات .
فهل يمكن ان نتوقع ان تتواصل المنطقة بهذا الشكل ام يمكن ان ان نعتقد بان حادثة اجتماعية سياسية كاسحة و في مدة معينة تفعل على مقاربة الاوضاع و يمكن ان تجعلها تتساوى تقريبا او تتقارب مع البعض خلال التفاعلات التي تحدثها و تبقي المنطاق المتقدمة على حالها متريثة و يحدث تقدم في المتاخرين ليصل الى التقارب الممكن و الاستقرار على مميزات و سمات و خصائص مرحلة معينة خلال مدة زمنية غير معروفة الان .
اننا يمكن ان نقول، نحن لم نخرج لحد الان من متطلبات العصر القومي في اكثر المناطق الشرق الاوسط و الطبقية لم تفرض نفسها لعدم تكامل ظروف تواجدها او لم تتخصب ارضيتها، وهي على انتظار ما تفرضها من العوامل الضرورية لبروزها .
و عليه، يمكن ان نعترف بان المنطقة لا تتحمل تقيما علميا دقيقا جدا وفق المقاييس العلمية من كافة النواحي و خاصة الاجتماعية، و هذا ما يدلنا على اننا نعيش هنا في مرحلة تتسم بتخبط او خلط في الصفات و الخصائص، و لا يمكن ترتيبها و تعريف مرحلتها على ما تدلنا عليه النظريات العلمية الاجتماعية.[1]