15 آب قفزة نوعية في تاريخ كردستان والمرأة الكردية
ثورة التاسع عشر من تموز
عبد الغني أوسو
جاءت قفزة ال 15 من آب كاستجابة طبيعية لتلك المقاومة التي كانت عنوانها “المقاومة حياة” حيث بدأت مرحلة الكفاح المسلح كمرحلة جديدة لمقاومة سياسة الانكار والابادة التي كانت ترتكب بحق شعوب المنطقة عموماً وبحق الشعب الكردي على وجه التحديد، وفي هذه المرحلة التاريخية استمدت المرأة الكردية قوتها وإرادتها من معاني وقيم مقاومة السجون ومن معاني التضحية لقفزة الخامس عشر من آب.
كانت القفزة بمثابة ولادة جديدة للشعوب التواقة للحرية فلقد التحقت المرأة بصفوف الكريلا وأثبتت وجود وهويتها كإنسانة من خلال تمردها على العادات والتقاليد البالية التي ازهقت روحها، ولم تكتف بذلك؛ بل اثبتت جدارتها وفرضت ارادتها الحرة عبر مقاومتها ورفضها للذهنية الذكورية المتسلطة داخل المجتمع.
لقد كانت مرحلة مفصلية في تاريخ الحركة الكردية على مستوى الاجزاء الاربعة فقفزة ال 15من أب رسمت بداية لطريق طويل من المقاومة فلقد استمدت ثورة ال 19 من تموز 2012 استراتيجيتها من روح ومقاومة قادة قفزة الخامس عشر من آب وهنا لابد ان نذكر جهود القائد والمفكر عبد الله أوجلان في اعداد الكادر الثوري عبر قراءة صحيحة للواقع التركي والكردستاني والواقع العالمي والاقليمي فتوجهه نحو الشرق الأوسط بدلا من أوروبا، كانت خطوة رائدة تنم عن وعي فكري وفلسفي وتاريخي فكانت النتيجة هي ما نحن عليه بخصوص مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا وطرح مفهوم الامة الديمقراطية والعيش المشترك وصولا الى بناء نموذج الكادر الثوري متمثلا بشخصية الPKK التنظيمية التي اخذت على عاتقها انجاح ثورة الشعوب وثورة المرأة وبدت جلية في شخصية وحدات حماية المرأة YPJ .
قفزة 15 آب هي خطوة كبيرة ضد الإنكار والإبادة الجماعية للكرد، والإبادة الجماعية الثقافية، وإجبارهم على حياة بلا هوية وبلا شخصية. الآن هناك قيادة وقوة رائدة في الكفاح من أجل الوجود والحرية. من منظور التطور التاريخي، كان وضع حد للانهيار يتطلب دائماً الشجاعة والتضحية والقوة. في هذه المواقف التي لا يوجد فيها خيار آخر سوى المقاومة باسم حياة الإنسان، ومع قفزة 15 آب، بدأت حرب الكريلا التي هي أهم جزء في النضال من أجل الحرية.
إن حرب الكريلا في فكر القائد عبد الله أوجلان عن الحياة والحرب ليست تشكيلاً عسكريا فحسب؛ بل هي أساس أسلوب الحياة.
هذه هي معاني قفزة ال15 من آب والتي تعتبر ولادة مرحلة جديدة في تاريخ الحركة الكردستانية ونقطة ارتكاز لانطلاقة ثورية عصرية هدفها بناء الانسان قبل بناء الاوطان لان الانسان هو من يحمي الاوطان لذلك علينا ان نسير على خطى من أوصلوا هذه القفزة إلى يومنا هذا.
باختصار نستطيع القول بأن قفزة 15 آب غيرت الكثير من المفاهيم الإصلاحية البالية وقدمت بدلا عنها مفاهيم ثورية مقاومة وتمتاز بروح العصر في فلسفة العصر (فلسفة وفكر القائد عبد الله أوجلان) في الإرادة الحرة والعيش المشترك الحر والديمقراطية الحقيقية والتي أصبحت نموذجا ورمزا للكثير من الشعوب التي تتطلع لتطبيق هذه المفاهيم في مجتمعاتها والتي هي نتاج قفزة 15 آب الثورية. [1]