صورة اصبحت رمزا للمظلومية خلال القصف الإيراني لمقار أحزاب كوردية معارضة في إقليم كوردستان، شخصياتها الرئيسية طفلة ذات عامين وشاب ذو 17 عاماً.
هاينا سامراد الطفلة التي اغلقت اذنيها خوفا من دويّ الصواريخ البالستية الإيرانية، لوحظ تكرارها نفس الحركة من حين لآخر خلال زيارة فريق شبكة رووداو لمنزلها، حيث لم يزل الخوف من عينيها بعد.
فاطة الرزازي، والدة الطفلة هاينا روت لشبكة رووداو الإعلامية تفاصيل وقوع الحادثة وقصة الصورة التي انتشرت في انحاء العالم، وقالت: تمزّق حذائي واصيب قدمي، استنجدت بأمانج لينقذ هاينا، وانا مسكت يديّ ساينا وصديقتها سيلينا التي لم تتمكن من العثور على والدتها، وتوجهنا نحو السهل، مضيفة: وصلنا الى المكان المقصود حتى وصلت السيارات وتم انقاذنا.
في الصورة، خلف هاينا والشاب تظهر والدة الطفلة وشقيقتها ساينا مع صديقتها، وسردت ساينا ابنة ال 11 عاما كيف قصفت الصواريخ مدرستها خلال تلقيها درساً اللغة الانكليزية.
وقالت لرووداو: كانت الحصة الرابعة، كان لدينا درس اللغة الانكليزية، تلقيه علينا المعلمة مهابات، كنت اريد رفع يدي لأطرح سؤالاً حينها سقط الصاروخ، اغلب الطلاب هربوا وارتفع الدخان، مضيفة: كنت خائفة جداً، هربنا مع المعلمات، هن طلبن منا ان نتوجه نحو السهول ولا نبقى بالمكان.
التقطت صورة هاينا بواسطة هاتف المعلمة شونم همزيي، إحدى معلمات مدرسة روژهلات بمخيم آزادي في قضاء كويسنجق، خلال قيامها بإنقاذ الطلبة، فهي لم تسمح بمرور اللحظة دون توثيق.
شونم همزيي قالت لرووداو: توجهنا نحو السهول والمناطق الخالية لإنقاذ ارواح الأطفال، رأيت آمانج قادماً من بعيد وبحضنه تلك الطفلة تغلق اذنيها بيديها، مبينة ان هذا المشهد كان جذاباً بالنسبة لي رغم كونه مؤثراً، ورأيتها فرصة ان احتفظ بصورة من المشهد.
آمانج حسين طالب في الصف الثالث المتوسط، كان منقذ الطفلة هاينا، ذكر كيف كان قلقا لحظة وقوع القصف وكيف انقذ الطفلة ذات العامين.
وقال: عندما لم اعثر على والدتي خفت كثيرا وانتابني شعور سيء جداً، عندما رأيتهن تخيلت والدتي وشقيقاتي، ذهبت حملت الطفلة وانقذتها.
كان من بين المصابين بالقصف تلميذان من مدرسة روژهلات في مخيم آزادي، والتي تحولت الى خرابة وتوقفت الدراسة فيها.
ولا يزال مصير 190 طالباً في المدرسة مجهولاً، وهم يطالبون العالم بعدم الصمت وانهاء الدمار واصوات الصواريخ الإيرانية التي تدوّي بين الحين والآخر في المخيم منذ ثلاثين عاماً.[1]