عطاءْ
لاتحزني أيتها الفَراشة
لعمرك القصير
لأنّك وفي الغمضة تلك
منحت طولاً لعُمر الشعر
لم يعطه حتّى نوح
فلا تحزني.. أيتها الفراشة
الجذرْ
في الغابة هذه
يوم قلتُ: إني الشجرة الوحيدة
التي يأكل منها الله
بَعدَها
نشبت الحروب!
في الجبال هذه
يوم قلتُ إني الجبل الوحيد الشامخ
الذي تشرق عند ذروته شمس الحياة
مذ ذاك
نشبت حرب الجبال.
بين الجياد هذه
يوم قلتُ: إني الجواد الوحيد
ذو الصهيل الأصيل
بَعْدَها
نشبت حرب الجياد!
يبدو ان الدماء هذه لن تنطفئ حتى
أوقدُ حقيقة داخل رأسي:
إني لستُ وحدي الجمال والالوان كلها.
إني لستُ وحدي الشمس والأشعة كلها.
إني لستُ وحدي الجياد والصهيل كلها.
الصرخة
ليسَ عَبثاً بياضُ الثلجِ
ولم يتلوّنْ بلونه اعتباطاً..
إنهُ دَموعُ وَحْدةِ الإله
تتجمدُ في الغُربة.
ليست هَباءً وَلْوَلةُ الرِّيحِ.
ولا تَصْرُخُ مِن تِلقاءِ ذاتِها
بل إنها امرأةٌ شَرقيةٌ مُشعَثةُ الشّعرِ
ومذعورةٌ
يطارِدُها رَجُلٌ في هيئةِ سكين
تَحِيَّة
حَيَّتِ الرِّياحُ شَجَرَةً
فأجابَتها بِهَزّةٍ من رأسِها،
حَيّا الطَيرُ ماءً
فابتَسَمَ لهُ الماءُ في الضِّفَةِ الأُخرى،
حيّا الماءُ زَهْرَةً
فردّته بتغنُّج.
وعندما حيّتهم الفتاةُ الجَميلة
ركضت الشَّجَرَةُ للُقْياها
وحَطّ الطَيرُ على كَتِفِها
واحتضَنَها الماءُ،
أما الزّهرةُ فَتَسَلَّقَتْ قامَتَها
لَتسَتَقرّ في شَعرِها
وتُزَيِّن جَدائِلَها. [1]