زين احمد النقشبندي
ربما كانت الصدفة او شئ اخر وراء اللقاء الوحيد اليتيم مع الشخصية الوطنية العراقية سكرتير الحزب الشيوعي السابق المرحوم #عزيز محمد# في اربيل عام 2007 اثناء حضورنا ومشاركتنا في فعاليات مهرجان المدى في ذلك العام في قاعة فندق شيراتون ومما تركه في نفسي هذا اللقاء مع هذه الشخصية التي كان لها ما لها من ادوار وتاثيرات في العديد من الاحداث التي وقعت بالعراق في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي
- ومما دار من حديث معه كما اذكر انني سالته عن الكتاب المفقود - والمعنون - فهد بين الاعشاب - والمفصود ب (فهد) مؤسس الحزب الشيوعي العراق - وهذا الكتاب كما ذكر لي عنه الاستاذ المرحوم محمد عبد الكريم بيارة - انه طبع في لندن في الاربعينات القرن الماضي وهو في الاصل كان لقاءا صحفياً لمؤلفه الانكليزي مع فهد ببغداد فبل ان يتم اعتقاله واعدامه مع رفاقه - والكتاب هوباللغة الانكليزية ووضعت على غلافه صورة لفهد في الاحراش للتمويه وخداع السلطات الامنية - التحريات الجنائية التي كان يرئاسها بهجت العطية - لاستيراده وتوزيعه من قبل احدى المكتبات - وعلى الاكثر مكتبة مكنزي - ومن الاشخاص الذين ذكروا هذا الكتاب ايضا المرحوم جرجيس فتح الله - وبعد ان ذكرت له كل هذه المعلومات وقلت له هل لديه من زيا دة او هل شاهد اواطلع اوقرأ هذا الكتاب فابتسم وقال لي لازم انت انكليزيتك قوية واضاف هذا الموضوع يحتاج لقاءا خاص و(كعدة) وكذلك سالته عن رأيه بصدام حسين وذكرت له ما قال الدكتور كما مظهر احمد عنه فكرر نفس الاجابة السابقة - هذا الموضوع (يرادلة) لقاء خاص و(كعدة) وكان من المفروض ان التقي به مرة اخرى حيث ابدى استعداه ولكن حدثت امور حالت دون ان يتم هذا القاء حتى وفاته.
والحقيقة ان الموضوع ليس له أي صلة سياسية بل كان لاغراض توثيقية، وقد افهمت الاستاذ عزيز محمد باني مهتم بتاريخ الكتب والمكتبات وقد اصدرت مؤلفا بهذا،و ارسلت اليه فيما بعد نسخة منه.وقد علمت ان الاستاذ عزيز كان وديعا رقيقا للغاية ولا يريد التحدث بالتفاصيل الى سائليه لئلا تكون احاديثه مدعاة انزعاج الاخرين وحتى خصومه السياسيين منهم. وقد ذكر لي من قابله من الباحثين وطلبة الدراسات العليا
ان الاستاذ عزيز محمد لا يريد التحدث بالتفاصيل على الرغم من انه يعتقد ان الكثير من الاحداث قديمة وتجردت من جوانبها الشخصية والسياسية واصبحت في ذمة التاريخ. ولا ادري هل كانت في نيته ان يكتب مذكراته ويضمنها مايريد او يرد على اللذين وجهوا اليه بعض النقدات من كتاب المذكرات؟..
واذكر اني سالته ايضا عن مصير وثائق الحزب الشيوعي العراقي التي صادرتها السلطات عند القاء القبض على قيادات الحزب الشيوعي العراقي في الاربعينيات، وهل اعيدت للحزب بعد ثورة 14 تموز 1958، فاجابني ان الحزب سعى بعد الثورة لاستردادها ولم يحصل الا على شيء صغير، اذ استمرت دوائر الامن بعدم كشف وثائقها ومصادراتها.[1]