السلاح الخفي للأنظمة ضد المجتمع.. المخدرات (4)
اعترافات أفراد شبكة مخدرات تستخدم مهمات رسمية عائدة لمنظمات إغاثية وإنسانية
أحمد سمير - جيهان بيلكين
#07-06-2023#
كشف أفراد شبكة مخدرات، أُلقي القبض عليهم من قبل قوى الأمن الداخلي، معلومات مهمة؛ أبرزها امتلاكهم مهمات رسمية من منظمات إغاثية وإنسانية، تُستخدم لإدخال المخدرات إلى مناطق الإدارة الذاتية.
في إطار نضالهم ضد شبكات المخدرات، ألقت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شمال وشرق سوريا القبض في وقت سابق على شبكة مكونة من 4 أفراد، وبعد التحقيق معهم واعترافهم بالذنب والجرم الذي اقترفوه، نُقلوا إلى السجن.
أفراد الشبكة، وخلال اعترافاتهم، كشفوا آلية عمل تنظيم أفراد الشبكة وكيفية ترويج وإدخال المخدرات إلى منطقة الإدارة الذاتية.
وفق اعترافات أفراد الشبكة الذين هم في قبضة قوى الأمن الداخلي، يتزعمهم شخص يكنى ب (عبد الوهاب شراباتي) يسكن في تركيا ويتنقل بين تركيا ولبنان، ويتولى إدارة الشبكة. شراباتي الذي يوجه الشبكة، له علاقات وطيدة مع تركيا وداعش والمرتزقة الموالين لتركيا، وأُوكلت إلى الشبكة مهام إدخال المخدرات إلى مناطق الإدارة الذاتية.
ندخل المخدرات عن طريق المساعدات الإغاثية
حصلنا على موافقة إداري محكمة العدالة الاجتماعية في شمال وشرق سوريا وقوى الأمن الداخلي وإداري السجن، لإجراء لقاءات حصرية مع أفراد شبكة المخدرات.
بناء على طلب إداري الجهات المعنية وأعضاء الشبكة، نتحفظ على ذكر ونشر أسماء وهويات أفراد الشبكة المتورطين في إدخال المخدرات إلى مناطق الإدارة الذاتية.
وكشف أعضاء شبكة المخدرات بمعلومات تتعلق بكيفية إغراق مناطق الإدارة الذاتية بالمخدرات، وجعلها نقطة عبور تجارية للمخدرات (استلام وتسليم) عن طريق استخدام شاحنات تحمل مساعدات إغاثية ومهمات رسمية تتبع لمنظمات دولية ومحلية.
قبل 20 عاماً من الآن دخل (م ب)، متزوج ولديه 4 أولاد، من مواليد حلب، إلى عالم المخدرات أثناء وجوده على رأس عمله في قيادة الشاحنات.
اعتقل (م ب) من قبل القوى الأمنية السعودية أثناء تعاطيه لحبوب مخدرة، وضبطت بحوزته (300) حبة، حُكم عليه بالسجن مدة 5 سنوات، ثم أُطلق سراحه بعد عامين من اعتقاله بموجب عفو عام شمله. بعدها عاد إلى مدينة حلب مسقط رأسه، وهو الأبرز نشاطاً من بين أفراد الشبكة، مهمته إيصال المخدرات إلى مناطق الإدارة الذاتية.
نسّق (م ب) مع تاجر آخر يدعى (ح ك) مع متزعم الشبكة (عبد الوهاب شراباتي)، لإدخال المخدرات إلى مناطق الإدارة الذاتية، واتفقا على حمل كمية المخدرات (كرتونتين) في شاحنتيهما.
وأكد (م ب) أنهم نقلوا المخدرات عن طريق شاحنته التي كانت تحمل مساعدات وألبسة إغاثية وأدخلها إلى مناطق الإدارة الذاتية.
كيفية إدخال المخدرات إلى مناطق الإدارة الذاتية
انطلق (م ب) من حمص بعد تلقّيه كمية المخدرات المطلوبة إدخالها إلى مناطق الإدارة الذاتية، وأوضح: نعمل بطريقة سرية وخفية تامة، عند وصولنا إلى تل كوجر، التقينا شخصاً اسمه (أبو مهدي)، على مقربة من الحدود العراقية، أخذ البضاعة وعدنا أدراجنا.
وفي المرة الثانية، أدخل (م ب) حبوب الكبتاغون إلى مناطق الإدارة الذاتية، من وجهة انطلاق مختلفة، حيث حمل البضاعة من النبك في ريف دمشق، وبيّن: حملت 100 ألف حبة؛ لنقلها وإدخالها إلى تل كوجر، رافقني شخص اسمه (ح) كان يحمل معه برميل دواء من معمل آسيا للأدوية.
عمليات استلام وتسليم المخدرات تتم في تل كوجر
أكد (م ب) أنه لتسهيل عبور المخدرات إلى مناطق الإدارة الذاتية: نحمل معنا مهمات رسمية من عدّة منظمات وهي اليونيسيف، والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري، ونخفي المخدرات بين المساعدات التي تقدمها هذه المنظمات.
وأشار (م ب) إلى أن الحواجز الأمنية التابعة لحكومة دمشق لا تفتش الشاحنات، عكس مناطق الإدارة الذاتية التي تقوم حواجزها بعمليات تفتيش دقيقة، ونوّه (م ب): إحدى عمليات تسليم المخدرات جرت بالقرب من كازية علي آغا في تل كوجر، لشخص يسمى أبو حمزة.
كيفية التنسيق
(م ب) تطرق لعملية التنسيق فيما بينهم: بعد إدخال المواد المخدرة إلى مناطق الإدارة الذاتية، نتلقى المعلومات عبر الهاتف من عبد الوهاب شراباتي، والذي يعطينا سير عملية تسليم المواد المخدرة لأعضاء الشبكة بالتفصيل. بعد إتمام المهمة يستلم (م ب) المال من شراباتي.
(ح ك) أحد المتورطين، متزوج ولديه 5 أولاد، مقيم في مدينة حلب، يعمل مع (م ب) في إدخال المخدرات إلى شمال شرق سوريا.
كشف (ح ك) سير خط نقل المخدرات التي يقومون بإدخالها إلى مناطق الإدارة الذاتية، وأوضح أنها قادمة من لبنان إلى حمص، ثم يتم إدخالها إلى شمال وشرق سوريا وتسليمها ل أبو حمزة (وهو اسم مستعار يستخدم ككلمة سر فيما بينهم)، والذي يقوم بدوره بتوزيعها في المنطقة وإدخالها إلى العراق عبر طرق التهريب.
أدخلت 89 كيساً من الحبوب المخدرة إلى شمال شرق سوريا
أدخل (ح ك) خلال شحنة واحدة 89 كيساً من الحبوب المخدرة إلى مناطق شمال وشرق سوريا، وأكد عدم تعرضه لعملية التفتيش أثناء قدومه من مدينة حمص إلى مناطق الإدارة الذاتية، وأفاد بلكنته الحلبية: كالعادة... لما مريت من حواجز النظام ما حدا فتشني.
ويدّعي (ح ك) أنه عمل مع عبد الوهاب الشراباتي لمدة شهر واحد فقط، وأكد وجود علاقة وطيدة بين عبد الوهاب الشراباتي ومرتزقة داعش ومرتزقة دولة الاحتلال التركي.
بعد عملية بحث دقيقة من قبل قسم مكافحة المخدرات في شمال وشرق سوريا تم اعتقال كل من (م ب) و(ح ك)، بالجرم المشهود في إحدى الفنادق بمدينة قامشلو وبحوزتهم مواد مخدرة.
شبكة المواد المخدرة لم تدخل المخدرات إلى مناطق الإدارة الذاتية وحسب، بل حاولت تأسيس شبكات في مدن شمال وشرق سوريا، لنشر هذه الآفة بين عموم أهالي شمال وشرق سوريا، هذه المعلومات سننشرها غداً في الجزء الخامس من ملفاتنا.[1]