شفق نيوز/ يجلس الثمانيني أبو علي، وهو رجل كوردي فيلي، وسط محله للندافة في منطقة الكفاح ببغداد وهو من بين أقدم الندافين في المنطقة وبغداد ليعمل في ندافة القطن وتجهيز المراتب (الدواشك) للعوائل التي لا زالت تطرق بابه في ظل المستورد.
بداية القصة
يعمل العم أبو علي بحب لمهنته الوحيدة التي لا يعرف غيرها حاملاً بيده عصاه التي يروض بها قطع القطن ويقول في حديث لوكالة شفق نيوز مستذكراً بداياته بهذه المهنة بدأتُ العمل بهذه المهنة حينما كنت طفلاً صغيراً، وجاء بي أهلي الى أحد الندافين، وطلبوا منه تشغيلي حتى وإن لم يكن ذلك بأجرة يومية وإنما لتعلم المهنة فقط.
ويضيف الرجل الذي يجلس على أرض محله أوصاني أهلي بألا اكذب وان اعمل بإخلاص ما حييت وهذا ما أخذته وأصبح ملازماً لي في عملي وتعاملي مع الزبائن وفي الحياة بشكل عام.
الوضع الحالي
وينظر الرجل الثمانيني في أرجاء محله وكأنه يستكشفه لأول مرة، حينما تم سؤاله عن الوضع حالياً وكيفية تدبير معيشته ليقول إن هذا المحل هو ايجار واعمل بهذه المهنة التي لا اعرف غيرها طيلة حياتي، وبالكاد يتم تدبير إيجار هذا المحل وحاجات المنزل في هذه المنطقة، فالمراتب (الدواشك) المستوردة أثرت كثيراً على عملنا فموادها تتكون من (البولستر والحرير) وعملنا خاص جداً وبعناية، ولكن الناس تفضل المستورد على العودة الى العمل المحلي.
انتقاد الوضع
وينتقد الرجل الطاعن بالسن الأوضاع الحالية والطبقة السياسية التي لم تقدم للجيل الحالي من الشباب حقهم في التعيين، مبينا أنه لا يطلب ذلك لنفسه وانما لهذه الأجيال التي لم تحصل في بلدها الغني على ما تستحق مقارنة بدول أخرى تمتلك مقومات وثروات شبيهة بالعراق كنعمة النفط[1].