الكوردي .. عنيد أم أحمق؟!
#بير رستم# (أحمد مصطفى)
إننا ومن خلال متابعتنا لمجريات الحدث السوري وتقلبات تياراتها السياسية وشخصياتها القيادية في المعارضة العربية لاحظنا إنزياح الأغلبية المطلقة _إن لم نقل الكل_ نحو التيار الإخواني الأردوغاني، بل ومنهم من بايع “داعش” علناً وإن كان الأغلبية من “العرب السنة” يبايعونه سراً حيث وجدنا (شيخ المحامين؛ هيثم المالح قد فضل داعش السني على النظام العلوي) وكذلك الديمقراطي الليبرالي، وحتى المسيحي منهم، أمثال “جورج صبرة” و”ميشيل كيلو” قد بايعوا أردوغان (سلطاناً) للمسيحيين والمسلمين السنة .
وهكذا الأمر بالنسبة للآخرين كأستاذ السوربون؛ “برهان غليون” بأن يجد في الجولاني و”جبهة النصرة” _وبعد بروباغندا إعلانه الفكاك عن القاعدة_ بداية مرحلة جديدة وأن يرحب بها وليس مستبعداً أن يعتبرها مستقبلاً _بل اليوم_ جزء من قوى الثورة والتغيير في سوريا، طبعاً هؤلاء (الثوريون) أصبحوا يعلنون عن قناعاتهم ومواقفهم الحقيقية بعد أن كانوا يكتمونها لدواعي سياسية وأمنية وخاصةً أن النصرة كانت قد أعلنت بأنها ذراع القاعدة في بلاد الشام.
لكن قد يتساءل أحدكم؛ وما علاقة الكورد والعنوان بكل هذا وذاك .. بكل تأكيد هو يخص الكورد وبعمق وذلك عندما نقرأ مواقف بعض الساسة والمثقفين الكورد وهم ما زالوا يعزفون على ذاك “النغم الثوري” والذي خرجت بها قوى الحراك الشبابي والشعبي في بدايات “الثورة السورية” حيث بذلك يؤكدون إنهم لا يقرؤون كل هذه التحولات والإنزياحات في المواقف السياسية للنخب العربية السنية في سوريا.
حيث وعلى الرغم إنك تجد بأن كل من كان يدعوا لهذه النغمة من النخب العربية القوموية والثورية (السنية) باتوا من جماعة “الله أكبر” والمحور السعودي التركي القطري ويروون في الإخوان وتفرعاته من “النصرة وأحرار الشام والسلطان مراد .. وربما قادوس وغيره” مشروعاً سياسياً يمثلهم _ولو تجرؤوا لبايعوا “داعش” مثل شيخهم المحامي_ ورغم كل ذلك فتجد الكوردي الذي خرج يدبك للثورة السورية ما زال يدبك تلك الدبكة مع أن الأنغام كلها تحولت لدبكة مغايرة تماماً .. وبالتالي ألا يدعوا ذلك للتساؤل؛ هل الكوردي عنيد أم أحمق؟!![1]