#قيس قرداغي#
صرخة بدأت تقطع الأثير من الفضاء متوجهة الى الآذان الخرساء في الأرض ، تلك الآذان التي أبت أن تسمع مطاليب الكورد الفيلية لانهم لا يملكون ميليشات مسلحة تعيث في أرض الخراب خرابا جديدا ، هذه الشريحة الفيلية التي لحقت بها كل الممارسات الشوفينية طبقا لشريعة الغاب غير أنهم ورغم كل القسوة التي لحقتهم ما زالوا يطالبون بحقوقهم بشكل ديمقراطي وبأسلوب حضاري عن طريق الحوار الديمقراطي والمقالات والكلمات الجميلة .
لاول مرة وتحت شعار ماضاع حق وراءه مطالب) وفي عبر الفضاء يجتمع شخصيات كوردية فيلية في غرفة الكترونية (البرلمان العراقي) ليعقدوا مؤتمرهم الذي يحمل أسم (صرخة المظلومين) ، وفي غضون اليومين السابقين ومازالت أعمال المؤتمر جارية ، أتجهت معظم الآراء والمداخلات على أن السكوت عن المطالبة بالحقوق بات غير مجديا في بلد تهزه المصالح الحزبية الضيقة والمنافع الشخصية اللئيمة والأهداف الشوفينية والطائفية التي قذفت بالعراق الى هاوية خطيرة أصبح الداعي الديمقراطي والمتكلم المدني هامشا صغيرا يكاد أن لا تقع عليه عين المتابع ، فالضرورة تدعونا الى التفكير مليا في تفعيل المطالبة بحقوق الكورد الفيلية المشروعة ولم يبقى في قوس التصبر المزيد من الصبر بعد أن ترسبت على هذا الملف الكوردي غبار السنين والعقود الماضية من تاريخ العراق المليئ بصور الظلم والظلم فقط لا غيره .
اذن ، عقد هذا المؤتمر يأتي في الوقت المناسب والمكان المناسب أيضا ، فبالنسبة الى المكان فهو الفضاء الأمين الخال من أعتدائات قوى الظلام التي تعمل في الأرض ، فضاء تجمع شمل الغرباء والمهجرين قسرا في دول العالم وكذلك في الوطن الذي لازال الكوردي الفيلي فيه غريبا ، وحتى أن الكثير من القرارات القرقوشية بحق الكورد الفيلية في عهد النظام السابق لم تلغى رسميا عن طريق اللجنة القانونية التي تعمل وفق المادة 121 من الدستور العراقي القاضية بالغاء القوانين الصدامية الوضيعة والشوفينية ومنها قراره باعتبار الكورد الفيلية طابورا خامسا في زمن القادسية المشؤومة ، فعدم الغاء تلك المادة تعني بان انهم لازالوا طابورا خامسا حشاهم من هذا الاتهام الباطل اللعين ، اذ أن كل قرار لم يجري الغاءه وفق القانون يعامل كقانون عراقي يلتزم به في المؤوسسات العراقية وهذا غبن يتحمل البرلمان العراقي الحالي تبعاته .
مهام المؤتمر كثيرة ومقرراته التي ننتظرها أن تكون خلاقة هادفة ومهمة بحاجة الى متابعات مستمرة ، والمؤتمر يجب أن يكون منطلقا للشروع في مسيرة جديدة في المطالبة غير تلك التي باتت كلاسيكية لم تثمر شيئا لحد الآن ، ولكن يقينا أن الكورد الفيلية لم ولن يلجئون الى أي شكل من أشكال العنف في مطالبتهم لحقوقهم وهم ينبذون مثل تلك الاساليب الوحشية وسوف لن ينظمون الى تلك المجاميع الظلامية التي تزرع في الارض فسادا ، والالتزام بالشكل الديمقراطية من ثوابتهم أما ما يريدونه هو تغير أساليب العمل وتوسيعها وتطويرها وأعطاء الوجه العالمي لتك النشاطات وهذا أيضا حق ديمقراطي مشروع .
ما نتمناه من المؤتمر أن يكون منطلقا لاتحاد كافة القوى الفيلية وفي أية بقعة من الأرض لان القضية أكبر من تحريم كائن من يكون وأقصاء الآخر والتقليل من نشاط القوى التي لم تشترك في المؤتمر لاسباب وجيهة وغير وجية حتى ، وعدم أفساح المجال للبعض أن يدس السم في العسل كمحاولة عن تحييد البعض من المؤتمرين عن الجادة الى تؤدي الى حيث الأهداف المتوخاة من عقد المؤتمر .
كون المؤتمر مؤتمرا علنيا يتيح لكل من يريد المشاركة أن يشارك بمجرد الدخول الى غرفة البرلمان العراقي ولوحة المشاركة مفتوحة للجميع ولاحظنا أن البعض يكتب عبارات أستفزازية أو تحريضية بعض المرات والخطورة تكمن هنا أن تحث الكتابات تلك بعض المتداخلين بالصوت ليؤدي الى إحدام نقاش جانبي لا يخدم المؤتمر ولذلك ومادام المؤتمر لازال منعقدا الى نهاية هذا الاسبوع فاللجنة المنبثقة من المؤتمر للأشراف على المؤتمر مدعوة لفتح المجال فقط الى الذين يعرفون من قبلهم أو دعوة الحضور الى الحضور بأسمائهم العلنية الواضحة لان كل ما يقال وكل ما تترك على لوحة الكتابة تعد من أوراق ووثائق المؤتمر التي يجب المحافظة عليها بعناية وحتى الاسماء الداخلة الى الغرفة والعدد الاجمالي للحضور وأمور أخرى يجب تسجيلها وتدوينها بعناية .
نجاح هذا المؤتمر يؤدي الى نجاحات لاحقة نتمناها للناشطين من أخوتنا من الكورد الفيلية على أمل أن تؤدي كافة السبل الى تحريك الملف الكوردي الفيلي ووضع الحلول للمشاكل التي ظلت عالقة رغم السنوات الخمس التي مرت على زوال أسباب المشاكل ، النظام البعثي السابق ، فاذا كان العراق عراقا جديدا فعلا فعليه أن يكون جديدا في كل شئ واهم شئ هو رفع الحيف على الكورد الفيلية الذين لحقهم الظلم في كافة المراحل الزمنية المتعاقبة وبشتى الاسباب والمبررات البعيدة عن المعقولية ، فالحق الفيلي لم يعد يتيما مادام وراءه مطالبون حقيقيون .[1]