هو الأستاذ المربي والأديب المناضل والمؤلف فريدون بن علي بن الحاج أمين بن كاكه حمه. ولد في مدينة السليمانية سنة 1933 من أسرة معروفة بحبها للعلم والمعرفة واكمل دراسته الأبتدائية والمتوسطة في مسقط رأسه بتفوق ثم التحق في بغداد بدار المعلمين الابتدائية في خريف سنة 1949.
تعرض خلال دراسته في تلك المدرسة الى الملاحقة والأعتقال بسبب مواقفه الوطنية التقدمية ونشاطه الحزبي، الا أنه تمكن من اتمام دراسته العلمية والتربوية، حتى تخرج من ذلك المعهد سنة 1953، فعين معلماً في المدارس الأبتدائية بمحافظة السليمانية.
خدم مهنة التعليم والتربية في قرى ومدن كوردستان بكل جد واخلاص وكان في الوقت نفسه عنصراً وطنياً يناضل من اجل وطنه وأمته مخلصاً لحركة شعبه الكوردي التحررية، لذا كان هدفاً لمراقبة رجال السلطة الملكية له ولم يذق في العهد الجمهوري طعم الحرية طويلاً، حيث اعتقل بسبب مواقفه القومية بعد اندلاع ثورة ايلول التحررية في 11-09-1961 بقيادة البارزاني مصطفى وبعد اطلاق سراحه من المعتقل إلتحق بالثوار وناضل بكل حماس وتفان في صفوفهم كمناضل مثقف فدائي من 1962 الى 1970، فقد اسهم مع لفيف من الأدباء الملتحقين بالثورة في تحرير مجلة (صوت البيشمركة) فرفدها بمقالاته السياسية القيمة واشتغل بسبب خبرته في الشؤون القانونية كحاكم في قوة (خه بات) الفدائية.
وبعد عقد اتفاقية 11 آذار 1970 بين قيادة ثورة ايلول وحكومة العراق المركزية، عاد الى السليمانية ثم توجه الى بغداد ليسهم في نشاطات اتحاد الأدباء الكورد وتأسيس جمعية الثقافة الكوردية ودخل في فترة هدنة اتفاقية آذار جامعة المستنصرية المسائية ببغداد ودرس فيها بكل جد الى أن نال شهادة بكالوريوس في التربية وعلم النفس سنة 1975 وعين بين سنوات 1985 و1989 كمحاضر لمادة الأدب الكوردي والنقد في كلية التربية بجامعة بغداد.
كان فريدون علي أمين استاذاً مربياً ومناضلاً قومياً واديباً في الشعر والقصة القصيرة يكتبها لاطفال كوردستان وكان عضواً بارزاً في اتحاد الأدباء الكورد، يسهم في جميع مؤتمراته ومهرجاناته وندواته الأدبية وألف خلال سني حياته الأدبية سلسلة من كتب تربوية لاطفال كوردستان من شعر وقصة وتمكن من نشر قسم منها ندرجها وفيما يأتي:
1- كتاب (باله¬واني دواروز): بطل المستقبل، ألفه مع المعلم المربي عمر عبد الرحيم وطبعه سنة 1958 ويقع في 32 صفحة.
2- بياوه بجكوله كه (الرجل الصغير) عبارة عن قصص وأشعار تربوية مصورة للأطفال طبعها سنة 1972، تقع في 48 صفحة.
3- (جه ند سه رنجيك له بيره ميردي شاعير): (ملاحظات نقدية عن الشاعر بيره ميرد)وهي عبارة عن دراسة نقدية عن حياة الشاعر السياسية والأدبية طبعها سنة 1971 وتقع في 56 صفحة من القطع الكبير.
4- (كارزوله) (الجدي): قصص وأشعار مصورة طبعت سنة 1972، 16 صفحة.
5- (باكزي) (النظافة): قصة للأطفال طبعت سنة 1974، 12 صفحة.
6- (سيو): (التفاحة) قصة مترجمة من العربية، طبعت 1974، 12 صفحة.
7- (كه نمة شامي): (الذرة) قصة للأطفال طبعت سنة 1974، 8 صفحات.
8- (جوجه له وبيجوه مراوي) (الكتكوت وفرخ البط)- قصة مترجمة من العربية- طبعت سنة 1974، 8 صفحات.
9- (بيره ميرديكي ريش دريز): (شيخ عجوز ذو لحية طويلة) عبارة عن مجموعة قصص وقصائد مبسطة للأطفال مترجمة من العربية- طبعت سنة 1985.
وعدا هذه التأليفات التربوية، كان ينشر دوماً مقالات تربوية قيمة ودراسات أدبية وسياسية هادفة وأشعاراً وقصصاً لأطفال كوردستان منذ سنة 1954 في جرائد ومجلات كوردية وله اسلوب جذاب خاص في تحرير كتاباته يتصف بالسلاسة والعمق والأبتعاد عن كل تكلف واليكم نموذجاً من اشعاره على لسان الأطفال مترجماً الى اللغة العربية:
انا حفيد كاوه كوردستان
شوكة في عيون اعداء بلادي
انني اطهر من الحمامة الوديعة
لكني اكثر جرأة من الأبطال
اتفاخر كثيراً بفرسان مريوان الأثني عشر
فهم مصدر مجدي في حياتي!
لقد اصبحت جبال (شاهو) و(بمو)
طعنات في عيون اعداء وطننا
انني افتخر دوماً بنوروزي
لأنه عيد تحرر أمتي
من ربقة العبودية
توفى الأستاذ المناضل فريدون علي أمين في 25-11-1991 بعد ان شارك في انتفاضة شعب كوردستان ضد المستبدين والهجرة المليونية لابناء امته الى خارج الأقليم وبعد عودته الى الوطن شارك في مؤتمر اتحاد الأدباء الكورد الذي عقد بين 15-17 تشرين الأول سنة 1991 في مصيف شقلاوه والذي سمي ب(مؤتمر الأنتفاضة)، حيث اعاد الأتحاد استقلاليته بعد أن حل سنة 1982 وألحق باتحاد الأدباء والكتاب العراقيين. وهكذا رحل عنا مرب فاضل وأديب مناضل كافح ضد العدو من اجل مجد أمته ووطنه.
المصادر
1. الدكتور عبد الله آكرين- مقاله المنشور في جريدة (برايه تي ئه دب وهونه ر) العدد 205 في 01-12-2000.
2. مصطفى نريمان- معجم المؤلفين الكورد- بغداد 1986.
3. من ذاكرة كاتب المقال حيث كان يعرفه عن كثب بسبب صداقته الحميمة معه.
كريم شارزا