قامشلو/ ميديا غانم
عندما ترى شهيد.. يُسعفه شهيد.. ويحمله شهيد.. ويودعه شهيد ويصلي عليه شهيد تعلم حينها أنك تتحدث عن عائلة وطنية كان يقودها شخصية أبى أن يرحل إلا شهيداً.
عائلة كلو الوطنية لم تتوانَ يوماً عن تقديم العون لشعوب المنطقة فمنذ مجيئها لروج آفا ذاع صيتهم الحسن وبشكل خاص العم يوسف كلو بحل قضايا شعوب المنطقة بشكل سلمي واجتماعي فحل الكثير من القضايا وأصلح بين الكثير من العشائر ليكون شخصية محط تقدير واحترام في المنطقة.
بعد انهيار ثورة الشيخ سعيد بباكور كردستان عمدت الدولة التركية المحتلة إلى بدء مخططها الهمجي لإبادة الشعب الكردي بشكل علني، وبسبب المجازر التركية بحق الكرد بباكور كردستان هاجر والد العم يوسف من قرية جلي التابعة لنصيبين إلى قرية توبز التابعة لعامودا بروج آفا، واستقروا فيها وهم الآن يقطنون في حي الهلالية بقامشلو.
العم يوسف ولد في آواخر الثلاثينات، وفي الستينات انضم إلى العمل السياسي لخدمة كردستان، وفي عام 1965 عمل مع آبو أوصمان في الحزب اليساري بروج آفا، ولكن نضاله لم يقتصر في روج آفا بل ناضل في باشور كردستان أيضاً لتحقيق حرية الشعب الكرد.
وبعد تأسيس حزب العمال الكردستاني ودخول القائد عبد الله أوجلان لروج آفا تعرف العم يوسف على حركة الحرية وحينها التقى بالقائد آبو عدة مرات ومن حينها أصبح منزله وعائلته ملجئً لكل وطني كان يلجأ إليهم، ورغم كل المصاعب والمشاكل التي كانت الدولة السورية تسببها له نتيجة وطنيته وقوميته إلا أنه لم يتراجع بل كان إصراره يزيد على النضال.
نضال العم يوسف الذي لم يعرف له حدود أو خوف سواءً من السلطة أو غيرها فتح الطريق لهذه العائلة لتنضم إلى حركة الحرية والروح النضالية في جميع أنحاء كردستان، فانضم الابن الأكبر له الشهيد مصطفى كولو إلى حزب العمال الكردستاني 1991 ومن بعده الشهيد صبري والشهيد نور الدين ليصبح عم الشهيد ووالد الشهيد وخال وجد الشهيد ومن ثم الشهيد يوسف كلو، وبشهادة حفيدته ريحان “كولان” في مقاومة العصر بعفرين بات لهم حينها 11 شهيداً من عائلة كلو التي أسقت تراب الوطن بدمائهم الطاهرة.
“من أجل حرية كردستان والشعب الكردي مستعد للشهادة وسأقدم خمسين شهيداً آخر من أبنائي قرباناً لها”، هذا كان شعار العم يوسف كلو الذي عاهد فصدق وأوفى بعهده لشعبه وأرضه.
بنفس العقلية الإجرامية العثمانية للنظام التركي الذي سعى منذ عقود إلى إبادة الشعوب وبشكلٍ خاص الشعب الكردي والذي لم يفرق بين رضيع أو كهل أو امرأة بل عمد إلى الإبادة فقط لأنه كردي، وبذات العقلية الدموية استهدفت طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال التركي، في التاسع من تشرين الثاني الجاري سيارة في حي الهلالية بمدينة قامشلو، أسفرت عن استشهاد الجد والشخصية الوطنية يوسف كلو، وحفيديه، مظلوم ومحمد كلو.
الشخصية الوطنية “العم يوسف كلو” الذي كان دوماً يحلم بالشهادة وناضل وقاوم وقدم أبنائه قرباناً للوطن والذي كان آخر كلامه بأن يفدي كردستان وأرضها وشعبها بروحه كان يليق عليه اسم الشهيد، بل بات في نظر كل حر عميد الشهداء وحقق وعده بأن يفدي أرضه بروحه وبات مثالاً للروح الوطنية ولكل من يسعى لتحقيق الحرية.
عائلة كلو الوطنية بينت موقفها من شهادة العم يوسف كلو وحفيديه وكل شهداء العائلة حيث أكدوا على أنهم فخورين جداً بكل قطر دم سالت من أجسادهم الطاهرة لتسقي بها شجرة الحرية وأنهم على إصرار وإرادة قوية بالسير على خطاهم حتى لو قدموا آلاف الشهداء وأن عميد الشهداء يوسف كلو سيبقى حاضراً في ذاكرتهم للأبد وسيبقى ميراثاً للأجيال القادمة وبطولة يرويها الأجداد للأحفاد على مر الزمان.[1]