د. مەهدی كاكەیی
في البداية أود أن أنوّه بأنّ #زردشت# كان يعتنق الدين اليزداني قبل أن يجد دينه الجديد، حيث أنه إقتبس الكثير من المعتقدات والفرائض والطقوس اليزدانية لِدينه الجديد وأضاف من عنده أشياءاً أخرى لِدينه.
أهم العقائد والفرائض والطقوس التي إقتبسها الدين الإسلامي من الدين الزردشتي الأصلي هي:
1. التوحيد: الدين الزردشتي يدعو إلى التوحيد، حيث أنه لا إله إلا آهورامزدا”[1].
2. أهريمن: الى جانب الإله (آهورامزدا) الذي يُقابله في الدين الإسلامي (الله)، أوجد زردشت قوة شرّيرة مضادة للخالق وهو (أهريمن)، و الذي يقابله في الإسلام (الشيطان).
3. الشهادة: الشخص الذي يرغب أن يعتنق الدين الزردشتي، يجب عليه أن ينطق الشهادتين ويتغسل ويتطهر، حيث يشهد بأنّ آهورامزدا هو الإله الأوحد وأنّ زردشت هو رسوله.
4. الصلاة: في الديانة الزردشتية، تُقام الصلاة خمس مرات في اليوم بعد الوضوء، حيث يتم التوجّه نحو الشرق أثناء الوضوء، فيتمّ فيها غسل الأيدي والأرجل ومسح الأذنين. تُقام الصلاة الأولى قبل الفجر والثانية عند إنتصاف النهار والثالثة قبل غروب الشمس والرابعة عند الغروب والخامسة في الليل[2].
5. الصوم: للزردشتيين صومان هما الصوم الكبير والصوم الصغير. الصوم الصغير مدته 70 يوماً ويبدأ من 25 كانون الثاني/يناير لغاية 5 نيسان/أبريل وفيه يتجنب الزردشتي اللحم والمنتجات الحيوانية، أي يكون الصائم نباتياً خلال فترة هذا الصوم، بينما الصوم الكبير يستمر مع مُعتنق الزردشتية طوال حياته، حيث أنه صوم العقل و الضمير[3].
6. الزكاة: في الدين الزردشتي، يدفع المقتدرون الزكاة بِنسبة الثُلث من الأموال والحيوانات والنباتات[4].
7. يرتكز الدين الزردشتي على ثلاثية الفكر الحق والقول الحق والعمل الحق. الإسلام مستند أيضاً على الفكر والقول والعمل الصالح[5].
8. تقديس الشمس والقمر والنور.
9. تعدد الزوجات: يحق للرجل الزردشتي أن يكون له 4 زوجات كحد أعلى[a] .
10. مكانة المرأة: في الدين الزردشتي، يجب على الزوجة المكوث في بيتها وخاصةّ المنتمية الى عائلةٍ ميسورة وأن لا تخرج من البيت إلا في حالات الضرورة، كما أنه يجب عليها لبس الحجاب ولا يحق لها الإختلاط بِغير محارمها[a] .
11. الإرتداد عن الدين الزردشتي: يُحرّم على الزردشتي الإرتداد عن دينه وإلا يتم قتله[6].
12. كل مَن يدعو الى دينٍ آخر غير دين زردشت أو شريعة أخرى غير شريعته، أو يُعلّم الناس عقيدة باطلة، قاصداً بِدعوته وتعليمه إخراج المؤمنين من دين آهورامزدا، أعظم الأديان وأجمل العقائد وأجود المذاهب[b] فهو جالب الخراب غير المرئي للدين وجالب الهلاك الظاهر للناس وكل مَن يفعل ذلك، يُعاقب بالجلد 200 جلدة [c] .
13. السرقة والمُحرّمات: في الزردشتية، عقوبة السارق هي التمثيل أو قطع اليد، والتي تعتمد على نوع السرقة ومقدار المسروق[7]. في عهد الملك الساساني أردشير الأول تّم إستبدال عقوبة السرقة الى قطع وخزم أنف السارق ودفع قيمة المسروق. تبديل هذه العقوبة جاءت للحفاظ على القوة العاملة والإنتاج[7]. كما أن الرِبا وشرب الخمر واللواط والكذب والإنتحار، مُحرّمة في الدين الزردشتي.
العقوبة الحدّية التي تُطهّر الزاني والزانية من دنس ما إقترفا هي التمثيل[6] بالمحصن والمحصنة تمثيلاً يجعلهما عظةً وعِبرةً للآخرين، أما ما عداهما، فيتم جلد كل منهما 300 خشبة ودفع غرامة مقدارها 300 إستار من الفضة[8]. في العصر الساساني تمّ إبطال الحد الشرعي الذي كان مُطبّقاً في الماضي[6]. وتمّ إستبداله بِعقوبة التمثيل والجلد وقطع أنف الزاني والزانية، ولا يتم قطع أي عضو من أعضاء جسمهما الذي يُنقِص من قوتهما لكي لا تؤدي الى نقص القوة العاملة في المجتمع[6].
14. في الدين الزردشتي، يقوم الملائكة بِتسجيل أعمال الإنسان منذ بلوغه حتى مماته [d] .
15. الآخرة: يؤمن الزردشتيون بأنّ الروح التقية في القبر تقابلها فتاة حسناء، حيث أنها تسرد لها كل الأمور الخيّرة التي فعلتها هذه الروح في حياتها. تسأل روح الميت الفتاة الحسناء: مَن أنتِ؟ فتُجيب: أنا عملك الصالح. بعد ذلك يتم السماح للروح الخيّرة المرور عبر الجسر (الصراط المستقيم). يتم إستقبال الروح الشرّيرة من قِبل عجوز شمطاء قبيحة، فتسألها الروح الشرّيرة مَن انتِ؟ فتُجيبها: أنا عملكِ السيئ، ثم تأخذها الى الجسر (الصراط المستقيم) فيضيق أمامها الجسر حتّى يصبح أدقّ من الشَعرة، فتخاف الروح الشرّيرة وتُصاب بالفزع والهلع، وتترنح يميناً وشمالاً حتى تسقط أخيراً في الهاوية وتتعذب الى يوم القيامة [e] .
16. الإعتكاف: ذهب زردشت الى جبل (سابلان) وقرر أن يعتكف فيه وأن لا يعود الى بيته لكي يكتسب الحكمة ويجد تفسيراً للخير والشر. في إحدى المرات، بينما كان زردشت واقفاً على الجبل، رأى نوراً ساطِعاً فوقه، وإذا به رئيس الملائكة “فاهومانا” الذي قد جاء ليأخذ زردشت إلى السماء ليحضر أمام آهورامزدا الله ولكي يقوم الرب بِإخباره عن جعله نبياً في السماء. بعد اللقاء، قال زردشت: سأنزل الى الناس، وأقود شعبي بإسم (آهورامزدا) من الظلام الى النور، ومن الشقاء الى السعادة، ومن الشر الى الخير[g], [f].
17. الإسراء والمعراج: أخذ المَلاك زردشت الى السماء وعرج به، حيث أنه إمتثل أمام (آهورامزدا) وتلقَّى منه الرسالة التي وجب عليه إبلاغها لقومه ولجميع بني البشر[g], [f].
18. أول من آمن بِالنبي زردشت كان زوجته (هافويه) و إبن عمه (ميتوماه) كما كان الحال مع النبي محمد.
19. الأدعية: يُردّد الزردشتي أدعية خاصة قبل خروجه من البيت وعند السفر وقبل أكله وشربه ونومه و في المناسبات كالزواج و الوفاة و الختان.
المصادر:[1]
1. آڤيستا، ياشت 8، آية 36، صفحة 452.
2. الثعالبي. غرر أخبار ملوك الفرس. صفحة 259.
3. هيرودوتس. التواريخ. صفحة 74.
4. الثعالبي. غرر أخبار ملوك الفرس. صفحة 260.
5. فيليب عطية. ترانيم زرادشت. القاهرة 1993، صفحة 10، 12، 13، 19.
6. كتاب تنسر. أقدم نص عن النظم الفارسية قبل الإسلام – القاهرة – جامعة الأزهر. صفحة 38.
7. المصدر السابق. صفحة 40.
8. (إستار) هي مسكوكة نقدية ساسانية.
a. Avesta – Vendidad vol. (1), p. 133.
b. Avesta – Vendidad vol. (1), p. 43.
c. Avesta – Vendidad vol. (1), p. 115, 128.
d. Dhalla. History of Zoroastrianism. p. 105.
e. Avesta – Yasna, vol. (2), p. 56, 85.
f. Dhalla. History of Zoroastrianism. p. 314, 451.
g. Dhalla. History of Zoroastrianism. p. 314