أردوغان والغدر بالكورد لا تنسوا إنه وريث الكمالية والخلافة العثمانية.
#بير رستم# (أحمد مصطفى)
الدول الغاصبة للجغرافية لا يمكن أن تكون صديقةً لشعوبها ومن يجهل هذه الحقيقة، فإنه لا يدرك أبجديات السياسة. وهكذا فإن الدول الغاصبة لكوردستان لا يمكن أن تكون صديقةً للشعب الكوردي حيث مؤخراً يتم نقل خبر مفاده ان وفداً حكومياً تركياً زار بغداد يعرض على حكومة السيد حيدر العبادي؛ رئيس الوزراء العراقي الحالي، مشروعاً سياسياً من قبل حكومة أردوغان يهدف لإفشال تجربة إقليم كوردستان (العراق) وطعن البارزانيين والكورد عموماً في الظهر وذلك مقابل دعم تركي للعراق. (تفاصيل الخبر ستجدونه في الرابط الموفق)
طبعاً لا يهمنا هنا مصداقية الخبر بقدر ما يهمنا العبرة من القضية أو الفكرة وطرح الموضوع عموماً والتي تتلخص بقضية تحالف القوى الإقليمية لضرب أي طموح ومشروع كوردي في المنطقة وعلى الأخص من الجانب التركي ورئيسها أردوغان؛ النجل الحقيقي لكل من الخلافة الإسلامية العثمانية والطورانية التركية الكمالية وبالتالي فهو يحمل من الثقافتين ولذلك فعدائه وخبثه وخيانته للبارزانيين والكورد وقضية شعبنا هو تحصيل حاصل ولا جديد أو غرابة بالأمر حيث صرح قبله الرئيس التركي الأسبق سليمان ديميريل بأنه؛ “ضد خيمة كردية ولو في جنوب أفريقيا”، ناهيكم عن تاريخ تركيا والكمالية في المجازر التي أرتكبت من قبلهم بحق شعبنا.
وبالتالي فلا غرابة من هكذا طلب تركي من حكومة بغداد -وكذلك إيران-، لكن هل حكومة الإقليم تجهل حقيقة تركيا وقادتها وتاريخهم الإجرامي بحق الكورد وقضيتهم الوطنية.. إننا نقول؛ بكل تأكيد قيادة إقليم كوردستان ليست بتلك السذاجة التي لَا تدرك تلك الحقيقة، بل إنها على دراية تامة بالمسألة ونوايا تركيا لكن المصالح والتوازنات الدولية تحتم عليك أحياناً التنسيق مع الأعداء أيضاً وقد قالها الرئيس بارزاني حين زار بغداد وطاغيتها “صدام حسين” جملته المعروفة؛ بأنهم سوف يخوضون برك الدماء من أجل مصلحة شعبهم.
أما بخصوص رفض كل من السيدين؛ حيدر العبادي وإبراهيم الجعفري -رئيس الوزراء ووزير خارجيته- للمشروع التركي، فبقناعتي إنه جاء لأسباب عدة منها:
أولاً- القيادة العراقية وكجزء من المشروع الإيراني السياسي والمعروف إختصاراً بالهلال الشيعي تدرك تماماً بأن لا مصلحة لهم بالإتفاق مع تركيا وأن إيران لن تسمح به حيث الدولتان تتنافسان على مناطق النفوذ والهيمنة في ظل الإنقسام والضعف العربي.
ثانياً- إن كان التنافس بين الدولتين الغاصبتين لكوردستان أحد عوامل إفشال المخطط فكذلك فإن دعم القوى الغربية وأمريكا الكورد كحلفاء استراتيجيين جدد في المنطقة وأحد حوامل مشروع الشرق الأوسط الجديد يعتبر أحد أهم عوامل إفشال المشروع.
ثالثاً- كذلك وبالإضافة للعاملين السابقين فهناك عامل الزمن والمرحلة التاريخية حيث تدرك القيادة العراقية ونتيجة خبرتها وتجربتها بأن زمن الدولة المركزية المستبدة قد ولى وأن المشروع الأمريكي الأوربي هو لتفتيت ما زال باقياً من تلك الدول في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها كل من تركيا وإيران وبالتالي لا تحالف مع من هو ذاهب للفوضى الخلاقة ويكفي العراق ما هو فيه من فوضى وحروب داخلية.
رابعاً وأخيراً، بل أولاً وأخيراً- عدالة قضية شعبنا حيث “لا يموت حق وراءه مطالب” ويجب على الجميع؛ أحزاب وشعوب وقيادات سياسية وحكومية وعسكرية ودوّل غاصبة لكوردستان، بأن الشعب الكوردي والذي قاوم الإحتلال أحقاب وعقود من الزمن وصمد في وجه كل المشاريع العنصرية والذوبان وصمد على أرضه وفِي جغرافيته فلا يمكن لأي مشروع سياسي جديد أن ينال من عزيمة هذا الشعب الأبي المناضل وبالتالي فإن إنتصار القضية الكوردية هو مجرد عامل وقت وزمن لا أكثر .. فالكورد سينالون حقوقهم رغم كل السياسيات الحاقدة من دول الإغتصاب.
لكن السؤال الأهم والذي يطرح نفسه؛ هل القيادة التركية ورئيسها أردوغان يجهلون هذه الحقائق وهو السياسي الثعلبي والذي يستعد للتحالف مع الإبليس وتحت عباءة للرحمان وحزبه ومشروعه السياسي الإخواني حيث رأينا تقلباته المتلاحقة مؤخراً في عدد من الملفات ولم يكن رضوخه لبوتين وروسيا إلا واحدة من تلك الشقلبات السياسية حيث سبقها رضوخه لكل من السعودية وإسرائيل في ملفي؛ مصر والقضية الفلسطينية.
وهكذا ورغم حنكة وذكاء الرجل في المكر والسياسة والدهاء، فإن غرور وغطرسة وحماقة القوة والعظمة والسلطنة قد أنساه الواقع وحجم تركيا في المعادلات الإقليمية والدولية وبالتالي فإن السيد أردوغان يصول ويجول متوهماً بأنه سلطان زمانه وهو يحلم ببناء مجد سلطاني و”إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس” وربما في إعادة ترميمه لقصر السلطنة وبذخه وترفه الجنوني على مكان إقامته كرئيس للجمهورية ما يكشف عن شخصية الرجل ومرضه غروره وغطرسته حيث كل الديكتاتوريين وفي لحظة حماقة تاريخية توهموا؛ إنهم القاهرون وهم لا يقهرون!!
رابط الخبر عن الوفد التركي
http://sotkurdistan.org/…/201…/item/8619-2016-10-30-19-40-27
http://m.ahewar.org/s.asp?aid=536547&r=0&cid=0&u&i=1375&q
[1]