=KTML_Bold=د.م.درويش : تقرير المصير حق مشروع لكورد سوريا و الإتّحادية أحد أشكاله=KTML_End=
كورداونلاين
أعتقد كما يعتقد الكثيرين من الكورد وغيرهم من السوريين بأنّ الشكل الإتحادي يضمن لكل السوريين حقوقهم ضمن نظام إتحادي مناطقي ( فسوريا المستقبل ستكون سوريا إتحادية
د.م.درويش
كل شعب ذو لغة وأرض تاريخية له الحق في تقرير مصيره أي حقه بإختيار شكل أو نظام الحكم الذي يناسبه، وفي سوريا شعبين أو قوميتين أساسيتين غالبتين تعيشان جنباً إلى جنب سواءاً في المناطق العربية أوفي المناطق الكوردية (كوردستان سوريا) أو في المناطق المتداخلة أو المتاخمة لبعضها البعض، وتاريخياً نشأت وترعرعت وتدرجت وتتابعت أجيال الكورد في مناطقهم منذ آلاف السنين ( شعوب، أمبراطوريات، ممالك، إمارات، ودول ) وتوافق ذلك بإستمرارية البقاء الكوردي على طول التاريخ وماحمل من ويلات للكورد ولبعض الشعوب الأخرى المجاورة لهم، وهكذا تدرّج الكورد وغيرهم عبر التاريخ ومنذ آلاف السنين من خلال ( آريين، سومريين، حثيين، ميديين، عيلاميين، ميتانيين، وووو.... كوردستانيين، وللتبحّر ومعرفة المزيد راجعوا كتاب الكورد وكوردستان للدكتور نور الدين ظاظا بالفرنسية والعربية والإنكليزية ) والكورد هم الشعب الذي سكن ومازال يسكن في مناطقه الحالية والمسمّاة بكوردستان أي وطن الكورد، وكوردستان التاريخية عُرفت بإماراتها الكوردية الممتدة على طول البقعة الواسعة بين جبال زاغروس وطوروس ومن محيط منابع دجلة والفرات إلى مصبيهما في المياه الدافئة، وكانت رقعة كوردستان تضيق أو تتّسع بحسب التطورات التاريخية في المنطقة حيث عُرفت فيها حروب الآشوريين وحروب البارثيين والبابليين ومن ثم حروب الفرس والإغريقيين والرومان ومن ثم الحروب الإسلامية والمنغوليين والعثمانيين وآخرها حروب الآوربيين وحديثاً صراع الترك والعرب والإيرانيين على طول رقعة وطن الكورد (كوردستان) وهكذا قُسّمت إمارات كوردستان إلى قسمين بين الإيرانيين والعثمانيين في سنة 1514 (معركة تشالديران) وقُسّمت مرة أخرى بين العرب والترك وعلى يد الفرنسيين والإنكليز في سنة 1916 ( إتفاقية سايكس بيكو) وهانحن الكورد تفصلنا حدود مُصطنعة لتسوّغ لنا مانسميه اليوم بكوردستان سوريا وكوردستان العراق وكوردستان إيران وكوردستان تركيا أونطلق عليها التسمية الجغرافية وبالتوافق كوردستان الغربية وكوردستان الجنوبية وكوردستان الشرقية وكوردستان الشمالية.
وبالعودة لما بدأنا به، فحق تقرير المصير مشروع للكورد السوريين ولاسيّما بعد كل التجارب الأليمة والخيانات المتتالية من العرب والترك والإيرانيين بما تنكروا به ونقضوا عهودهم مع الكورد، والتاريخ الحديث عرّفنا بأتاتورك والكماليين وبشاه إيران وثم الخمينيين وبصدام والقومجيين، كما عرفنا نكران الترك والعرب والإيرانيين مًجتمعين ومتفرّقين نُكرانهم لحقوق الكورد والإعتراف بهم وبحقهم في تقرير مصيرهم. وهاهو السؤال يعود ثانية، وفي هذه المرّة في كوردستان سوريا حيث نهض وثار كل الشعب السوري للمطالبة بحريّته وكرامته وتحقيق مصيره بعد التخلص من الدكتاتور المُستبد وإسقاط نظامه الشمولي والهمجي. أي بمعنى آخر، كل الشعب السوري بعربه وكورده وبقية مكوناته ثاروا من أجل حرّيتهم وتقرير مصيرهم وإختيار مستقبلهم القريب بما يناسبهم ويضمن لهم حقوقهم ضمن وطن تسوده الحرية والديمقراطية وبتوافقية إيجابية بين كل مكوّناته.
والسؤال الكوردي حول حقوق الكورد في سوريا هو ضمان حقوقهم والإعتراف دستورياً بهويّتهم كشعب أصيل ومتمايز ويعيش على أرضه التاريخية وقادرعلى التعايش والعيش كشريك مع غيره في وطن مشترك، وهنا يبرز الشكل الإتّحادي كأحد الأشكال المنضوية تحت الباب الواسع لحق تقرير المصير، وأعتقد كما يعتقد الكثيرين من الكورد وغيرهم من السوريين بأنّ الشكل الإتحادي يضمن لكل السوريين حقوقهم ضمن نظام إتحادي مناطقي ( فسوريا المستقبل ستكون سوريا إتحادية يوجد فيها منطقتين أساسيتين غالبتين ومتمايزتين عرقياً وجغرافياً، أي منطقة عربية وأخرى كوردستانية تتشاركان بكل مقدّرات سوريا الإتحادية، وتتوافقان سياسياً وإقتصاديا بخطط منظّمة وموثّقة دولياً.
وهكذا فبدءأً من قلب الثورة السورية السّاعية لإسقاط النّظام وبمشاركة من كل مؤيّديها وبكل عناصرها: الشعب الثائر والجيش السوري الحر والمعارضات السورية، بدءاً من مجمل كل هذا الحراك السوري الواسع ومناصريه من الأصدقاء، يجب أن تُحسب الخطوات القادمة على أساس الإنتقال لسوريا إتحادية ديمقراطية، وأن تكون عناصر الحراك مبنية على هذا الأساس ولاسيما عنصر المعارضات السورية، هذه الأخيرة قد بدأت حديثاً برسم خارطة سوريا المستقبل دونما أن تتوافق أو تتفاهم أو تلتئم فيما بينها، والجدير ذكره هنا أن أحد أهم أسباب عدم توافق المعارضات السورية جزئياً أو كلياً هو عدم تعمّقها وتحليلها الموضوعي لحقيقة دور ومساهمة كل المكونات السورية في نظرية التعهد الوطني لسوريا المستقبل، وكذلك ضعف تصورات المعارضة لقيادة المرحلة الإنتقالية، فليس بالضرورة أن تكون المعارضات أو خلاصتها، هي نواة للمرحلة الإنتقالية إلاّ إذا لبّت مطالب الشعب الثائر وتوافقت مع الجيش الحر ورسمت الخارطة المستقبلية بمشاركة وتوافق مع كل هذه الأطراف، وهنا أذكّر بماستحمله الهيكلية الجديدة المُنتظرة للمعارضة السورية والتي سبق وتكلمت عن توازنها وتشكيلها في مقال بعنوان: هيكليّة جديدة متوازنة للمعارضة والمجلس السوري تجمع ممثلي الشعب الثائر والعسكر والسّاسة.
أتمنى أن تكون المعارضة السورية صدى حقيقي للشعب السوري الثائر وأن تلبي طموحات المكونات السورية ولاسيما مايتعلّق بالمكون الغير عربي أي المكون الكوردي وبقية الأقليات اللاّعربية. كما أدعو وبكل موضوعية وجديّة إلى التأسيس لسوريا إتحادية ديمقراطية تضمن حقوق المكوّنيين الأساسيين الغالبين في سوريا ضمن منطقتين متشاركتين في وطن مشترك يحكمه قانون إتحادي توافقي إختياري, تحيا سوريا الإتحادية وتحيا كوردستان سوريا (مذكّراً السيد غليون)
[1]