أكد الباحث المصري الدكتور محمود زايد، اليوم الخميس، أن الكورد هم أحد الشعوب الأصيلة في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن وجود فضائيات كوردية ناطقة بالعربية ضرورة.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج الكورد في عيونٍ معاصرة الذي يقدمه الدكتور علاء الدين آل رشي، والذي يُعد إضافةً قيّمة للمشهد الإعلامي الكوردي، ويُعزِّزُ التفاعل، كما يعكس التطورات الثقافية والاجتماعية والسياسية التي يشهدها العالم حالياً.
وقال محمود زايد، إن علاقتي مع القضية الكوردية بدأت مع أستاذٍ كان يُدرسنا مادة الجغرافية، حينما كان يشرح لنا حدود الوطن العربي، وذكر أن حدود الوطن العربي تشمل جبال زاغروس وطوروس، فأنا شدتني هذه الأسماء الغريبة.
وأضاف: أدركت أن هذه الأسماء غيرُ عربية، وكيف تكون حدوداً للوطن العربي؟!، وكثر الحديث حتى وصلنا إلى أهمية معرفة سكان هذه المنطقة، فاكتشفنا بعد ذلك أن ما يُسمى بالوطن العربي منهجياً ليس كل ما فيه عرب، وإنما وجدنا فيه أجناساً مُختلفة وعلى رأسهم الكورد.
وأشار إلى أن هذه كانت بدايةً لأقرأ عن الكورد، خاصةً حينما كنا نسمع في خُطب الجمعة بالمساجد عن #صلاح الدين الأيوبي# ، وفي المناسبات القومية المصرية، سواء في حطين أو غيرها، وأنه استطاع أن يُوحد الأمة، فنسمع أن صلاح الدين غيرُ عربي، وإنما من أصولٍ كوردية، وحقيقةً كنا نسمع من بعض الدُعاة أنه عربي، ومن البعض الآخر أنه مسلم.
وأكد أن صلاح الدين الأيوبي عندنا في مصر رمز، ورمزٌ كبيرٌ جداً، وحينما نحترم رمزاً، فإننا نحترم الشعب والوطن والبلد الذي احتضن هذا الرمز، وقبل ذلك خرج منه هذا الرمز، فإضفاء الاحترام والتقدير والإجلال لصلاح الدين، وضع في أذهاننا احتراماً وتقديراً لجنسه الكوردي.
وشدد على أنني أطلقت نداءً وقلت فيه يا أيها الكورد نريد أن نعرفكم من خلال لسانكم لا من لسان غيركم، ونريد أن نسمعكم ونسمع عن تاريخكم وقضيتكم وهمومكم وحقوقكم من لسانكم لا من لسان غيركم.
وتابع: بعد فترة بدأت تظهر بعض الفضائيات الكوردية، لأنه كان هناك صحف، مثلاً في إقليم كوردستان كان عندنا الصوت الآخر، وهي مجلة مهمة جداً يصدرها الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكانت لدينا صحيفة الاتحاد التي يصدرها الاتحاد الوطني الكوردستاني.
ولفت إلى أنه كان هدفنا هو إطلاق فضائيات كوردية موجهة وناطقة باللغة العربية مثل كل دول العالم، مشيراً إلى أن البدايات كانت ضعيفة جداً، وأود أن أقول بشكلٍ أكثر وضوحاً كانت مخزية للأسف الشديد.
وقال: حالياً ظهرت قناة زاغروس، في البداية كانت ضعيفة، وكتبنا بشكل مباشر أن لدى زاغروس وفريق فضائية زاغروس قدرات أفضل من ذلك بكثير، ويتحسنون بشكلٍ تدريجي.
وأضاف: كما أنني طالبت من المدير العام لمؤسسة كوردستان24 الأستاذ أحمد الزاويتي الاهتمام باللغة العربية والناطقين بها، وهو أكد أن الأمر من أولويات عملي.
وشدد على أن كوردستان24 تملك قسماً عربياً مُميّزاً على موقعها الالكتروني، وأنا أتصحفه باستمرار، وكذلك جميع المهتمين، مؤكداً أن هذه الأمور مهمة جداً، لأنها تُغيّر الذهنية السلبية الموجودة لدى الكثير من النخب والأوساط الثقافية عن الكورد والقضية الكوردية.
وأردف أن الكورد هم أحد الشعوب الأصيلة في منطقة الشرق الأوسط، والذين يتوقون إلى ممارسة حقوقهم على أرضهم، لا على أرض غيرهم.
وأوضح أن موضوع التعريف بالقضية الكوردية عند النخب والشعوب العربية مسؤولية مشتركة، ومن ضمن هؤلاء المسؤولين هم الكورد أنفسهم.
وأشار إلى أنه في البداية الإعلام الكوردي لم يكن يخاطب إلا نفسه، ولم تكن لديه رسالة موجهة إلى الخارج، وبالتالي فإن الرسالة التي تقف ضد الحقوق الكوردية، هي التي كانت تُصدر رسالتها للخارج.[1]