عنوان الكتاب: مدخل إلى المسألة الكردية بني الحقوق والواقعية السياسية
مؤسسة النشر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة
تأريخ الأصدار: 2017
تتجاوز المسألة الكردية الحدود السورية، وربما تكون إلى جانب القضية الفلسطينية، إحدى قضايا الشرق الأوسط الأكثر تعقيدًا، ومن ظلم الواقع أن يتحمل السوريون اليوم؛ عربًا وكردًا، وغيرهما من الإثنيات على حد سواء -إضافة إلى المشكلات المتعلقة بجغرافيا سورية، وتاريخها السياسيين- وزر مشكلة تعود جذورها إلى القرن الماضي، حيث لم يكن السوريون يمتلكون قرار صناعة مستقبلهم، وذلك قسمت تركة الإمبراطورية العثمانية. إضافة إلى ذلك، فإن عقودًا من انقطاع السوريين عن التواصل فيما بينهم، والتغييب شبه الكامل للسياسة عن المجتمع السوري، واحتكارها من قبل طغمة تسلطية فاسدة، وفرض أيديولوجيا الحزب الواحد، «القائد للدولة والمجتمع»، كانت جميعها عوامل سهّلت التشظي الحالي للمكونات السورية، وأسهمت في خلق مزيد من العقبات في طريق التوصل إلى حلول تضمن حقوق مواطني هذه الدولة جميعهم، وكرامتهم، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية والطائفية.[1]