حكايتي مع البعث 4
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7355 - #29-08-2022# - 01:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
بصراحة لم أكترث بكلام شقيقي ,رغم ان انني سمعته جيدا.. يمكن لانني في سن المراهقة والمعروف عن المراهقين العناد وإثبات الشخصية امام الاخرين وممكن أيضا حب الفضول لمعرفة المجهول وما تحمله الايام القادمة.. وصباحا كنت بالمدرسة واذ بالاستاذ عبد الناصر استأذن لي من المدير واصطحبني الى شعبة الامويين لحزب البعث العربي الاشتراكي.. أول مرة أقرأ هذا العنوان وأول مرة أدخل هذا المكان.. وعلى ما اذكر انه كان هناك رجلا وقورا اسمه ابو فؤاد وهو والد الاستاذ فؤاد بلاط الذي عين في مابعد مديرا عاما للاذاعة والتلفزيون.. كيف يارفيق ابوفؤاد وشو اخبارك اجابه بكل خير اهلا اهلا رفيق عبد الناصر بعد زمان .. وبعد سلسلة الترحيبات سأله مين من الشباب موجود.. طبعا يقصد امين الشعبة او احد ألاعضاء فقال له والله الرفيق امين الشعبة بمكتبه ويمكن بعد قليل سيغادر الى الفرع ..دخل قبلي الى غرفة امين الشعبة وماهي الا دقائق حتى ناداني قائلا اتفضل رفيق شكري وكانت هذه اول مرة احد ينادي باسمي مسبوقا بكلمة رفيق.. ولازلت اذكر انني دخلت للغرفة وسلمت على امين الشعبة وانا كشخص عمره 30 عاما بكل جدية وحزم فانا اثق امام مسؤول حزبي بعثي يحسب له الف حساب من الكبير قبل الصغير كيف لا وهو بامكانه ان يأمر وزراء ومدراء عامين وهم لديهم المئات بل الالالف من الموظفين والعاملين والعاملات...فبادرني بكلمات لطيفة مرحبا حيث قال لقد كلمني الرفيق عبد الناصر عنك وعن ذكاؤك واجتهادك ومقدرة الامكانية في جعلك رفيقا بعثيا خلال فترة قريبة حيث يجب ان تسبقها فترة اعداد تثقيفية ونادى على ابو فؤاد قائلا اعطي الرفيق شكري بعض الكراسات من منهاج التثقيف الحزبي وبعض الاعداد من مجلة المناضل.. واعتذر من الرفيق عبد الناصر لضرورة مغادرته فلديه اجتماع عاجل في فرع الحزب ..كان وقتها مبنى الفرع في السبع بحرات خلف محكمة امن الدولة العليا.. وغادرنا نحن المبنى بطريق العودة من الحلبوني الى المزة..والى المدرسة وكان قد فاتني الحصتين الاولى والثانية... في الطريق بادرني الاستاذ عبد الناصر بسؤال كيف رأيك بهذا اللقاء مع رفيقنا امين الشعبة... اجبته وهل يمكنني انا ان اخاطبه بكلمة رفيق مع انني اول يوم لي في هذا الموضوع فقال نعم بالطبع ويمكن ان تناديني انا ايضا بكلمة رفيق اثناء الاجتماعات والندوات اما داخل المدرسة والصف تبقى كلمة استاذ كلمة رفيق..هي الكلمة المتبعة والمتداولة بين البعثيين عامة.. وخاصة اثناء الاجتماعات واصغر عامل يمكنه ان يخاطب اكبر مسؤول بكلمة رفيق فهي تذيب الفوارق نهائيا هذا الكلام لازلت احفظه جيدا على الرغم من مرور 50 عاما .. ثم قال لي إقرأ جيدا هذه الكراسات وبصوت عال وكأنه يوجد احد امامك وحاول ان تكون متأني بالقراء واذا صادفتك كلمات لم تفهمها او كانتصعبة عليك اكتبها على ورقة صغيرة وعندما اكون موجودا نجلس معا وأشرحها لك ... غدا لنا لقاء اخر.
[1]