أين الكوتا الايزدية (المكون الاصيل) في البرلمان الكُردستاني
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7179 - #03-03-2022# - 00:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تأسس برلمان كوردستان في يوم #19-05-1992# في أول إنتخابات حرة ونزيهة في سابقة تأريخية تعتبر هي الأولى في تأريخ إقليم كوردستان و جميع أنحاء العراق.
وهي أول انتخابات برلمانية جرت في إقليم كُردستان العراق وذلك بعد خروج الإقليم من سيطرة الحكومة المركزية التابعة لبغداد, وتشكيل منطقة آمنة( كوردستان) لحماية المدنيين من الهجمات التي كانت تشنها القوات العسكرية العراقية للنظام البائد في أعقاب حرب الخليج عام 1991، حيث قامت الولايات المتحدة الامريكية ودول الحلفاء بتحديد منطقة حظر جوي على أرض الواقع فوق خط عرض 36 الذي يمر عبر جنوب كُردستان، وتم إنشاء منطقة امنة من قبل القوات العسكرية لدول التحالف الدولي بقرار اممي.
وفي شباط عام 2009 تم تعديل قانون الانتخابات في إقليم كوردستان، لزيادة الشمولية وضم جميع الفئات، وزيادة الحد الأدنى للحصة القانونية للنساء في البرلمان الكُردستاني من (25 30٪) من المجلس التشريعي، وتم زيادة الحصة المقررة في الانتخابات السابقة للأقليات إلى 5 مقاعد كوتا لكل من المسيحيين والتركمان قي أقليم كُردستان. وأهمل وحرم من ذلك الزيادة المكون الايزدي وهو المكون الاصيل، ولم يعطيه اية كوتة لو اعتبارية و تم تهميشه.
وهكذا استمر الحال بالنسبة للكوتة الايزدية وحرمانهم منها خلال 30 سنة من عمر البرلمان والحياة السياسية الديمقراطية في كُردستان, رغم ان الديانة الايزدية تعتبر الجذور العريقة والتاريخية لديانة الكورد قديما , وباعتراف الاكراد انفسهم, واغلب المثفقين فيبها يؤيدون بأن الايزدية هي اصل القومية الكوردية وبأتييد أغلب القيادة السياسية في الاقليم.
رغم ان الايزدية تشكل نسبة أكثر من (12%) من شعوب كُردستان. وكذلك دور الايزيديين في تاريخ الحركات والثورات الكوردية ومشاركتهم ودعمهم وتضحياتهم فيها, بكل السبل والنواحي ودعمهم لها نحو الحرية والتحرر .
وعند مراجعتنا لإحصائيات نتائج انتخابات برلمان اقليم كوردستان الذي جرى في #22-09-2013# ، لكي يأخذ القاريء الكريم فكرة تساعده على فهم الموضوع بشكل جيد ومفهوم من جميع جوانبه. وما تعرض له الايزيدية من تهميش وعدم تمثيلهم المشروع في مراكز القرار في برلمان كُردستان.
ان دور الايزيدية ودعمهم ومشاركتهم الفعالة في جميع الثورات الكُردية والكُردستانية بشكل فعال، وخير مثال على ذلك, البطل (محمود ايزدي) ودوره التاريخي في اندلاع وقيادة ثورة كولان التقدمية والمعروفة بأسمه في تاريخ كُردستان.
وبموجب القانون رقم (1) الصادر عام 1992، يتكون البرلمان في كوردستان من 111 مقعد.
ان عدد مقاعد كوتة الأقليات في برلمان إقليم كوردستان هي تساوي = 11 مقعداً موزعاً كالاتي:
خمسة مقاعد للتركمان (كوتا قومية تركمانية),
خمسة مقاعد اخرى للمسيحيين ( كوتا قومية دينية مسيحية),
مقعد واحد للأرمن ( كوتا قومية أرمنية)وهم مسيحيين ايضا.
ان مجموع الأصوات الانتخابية الكلية التي ذهبت الى جميع مقاعد الكوتا للأقليات هي تساوي = (24,388) صوتا و التي فازت ب 11 مقعداً.
بعملية حسابية بسيطة يظهر لنا بأن معدل حصة كل مقعد من مقاعد كوتا الأقليات في كُردستان تساوي = (2,217) صوتا انتخابياً, هذه نتائج انتخابات برلمان كُردستان الرسمية التي جرت في عام 2013.
ان أعلى ما حصل عليه الفائز الاول بمقعد كوتا المسيحيين هو (2517) صوتاً و أقل ما حصل عليه الفائز الاخير بمقعد كوتا المسيحيين هو = (409) صوتاَ فقط.
والفائز بمقعد كوتا الأرمن حصل على =531 صوتاً انتخابياً فقط.
ومقارنة بهذه النتائج , وفي نفس الانتخابات لعام (2013) كان يوجد مرشحان ايزديان, وهما :
1 - المرشح (شامو شيخو نعمو ابراهيم) قد حصل على (9056) صوتا, ضمن قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
2 - المرشح (علي يزدين خليل فتاح) قد حصل على (2242) صوتا. ضمن قائمة الاتحاد الوطني الكوردستاني.
ولو جمعنا اصوات المرشحين الايزديبن تساوي = (11298) صوتا وهي تساوي تقريبا نصف العدد الكلي للأصوات التي حصل عليها جميع مقاعد الكوتا ال (11) المخصصة للأقليات والمكونات في البرلمان الكُردستاني لعام (2013), ولنفس الدورة الانتخابية. رغم اشتراك نسبة قليلة من الايزديين في هذه الانتخابات , قد لا تتجاوز ربع نسبتهم الحقيقية في كوردستان, لان الايزديين ضمن حدود الاقيلم فقط هم بمقدورهم المشاركة في انتخابات اقليم كوردستان.
معنى ذلك ان اصوات هذين المرشحين الايزديين فقط في انتخابات البرلمان الكوردستاني في سنة 2013 تساوي خمسة مقاعد الكوتة في نفس الانتخابات, وبمعيار نظامهم الانتخابي في تلك الدورة الانتخابية للبرلمان الكُردستاني, مع كل احترامي وتقديري لجميع المكونات والأقليات في العراق وكوردستان.
وبحسب قرار المحكمة الاتحادية ان المكون الازيدي يستحق خمسة مقاعد كوتا على اقل تقدير في البرلمان الاتحادي, والقرار المرقم {11} بتاريخ #14-06-2010# الذي يشير الى عدم تناسب المقاعد المخصصة للمكون الايزيدي التي هي مقعد واحد مع نسبتهم او حجمهم السكاني، اي ان قرار المحكمة الاتحادية يعني ان هناك عدم تناسب في المقاعد المخصصة للمكون الايزيدي التي هي مقعد واحد، مع نسبتهم او حجمهم السكاني، لذلك فان المحكمة قررت او اوصت بزيادة حصة الايزيديين من المقاعد ما يتناسب نسبتهم السكانية.
وأكد المحكمة الاتحادية يجب ان يزداد عدد المقاعد المخصصة للايزيديين, ويجب ان يتناسب ونفوسهم سواء بالاعتماد على احصائيات وزارة التجارة او وزارة التخطيط او حتى حسب تقدير المحكمة الاتحادية في قرارها.
ان كل ما يحدث هو تجاوز على حقوق الاقليات و الديمقراطية وعلى الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية, وضاع الاستحقاق الايزيدي في ذلك الفترة والدورة الانتخابية نتيجة للمساومات بين الكتل السياسية.
وبموجب واستنادا على ذلك القرار المذكور والصادر بشأن الايزديين فأنهم يستحقون اكثر من(5) مقعد كوتا في البرلمان الاتحادي والكُردستاني, اسوة بمقاعد التركمان والمسيحيين.
كان في الدورة الانتخابية قبل 2013 كان عدد اعضاء الايزيديين(6) مقاعد في البرلمان العراقي الاتحادي مع التحالف الكُردستاني ومقعد واحد للكوتا في الدورة الانتخابية السابقة في(2009) للبرلمان الاتحادي, وجميع الكتل السياسية يعلم ذلك جيدا.
وحتى ان مركز الثقل السياسي لكتلة التحالف الكُردستاني في محافظة نينوى, هي نتيجة لتأييد الاصوات الايزيدية لذلك التحالف, وهذا ما نجده ونكتشفه من خلال مراجعتنا لجميع نتائج الدورات الانتخابية للبرلمان الاتحادي و مجالس المحافظات.
الى اين تتجه سياسية التحالف الكُردستاني واستراتيجيته تجاه الايزديين..؟
نتمنى ان تكون انتخابات تشرين لاول لسنة 2022 تجاه المكون الايزيدي الذي يستحق ان يمثل تمثيله الحقيقي في البرلمان الكُردستاني, لكي يمارس حقوقه ضمن فضاء الحرية والديمقراطية في أقليم كُردستان. وممارسة حقه الانتخابي الشرعي مثل باقي المكونات والأقليات في العراق وفي اقليم كُردستان.
وندعو الحكومة الاتحادية, والحكومة في اقليم كوردستان وجميع مراكز القرار فيها الى تخصيص كوتا للمكون الايزدي الاصيل, والمقاعد الذي يستحقه... يتناسب مع حجمه السكاني, ومع تاريخه الذي يعود الى قبل آلاف السنين في سومر وبابل وامبراطوية ميديا , وترجع اليه جميع الجذور التاريخية للشعب الكُردي وجميع الشعوب الآرية بفلكلورهم ولغتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم القديمة, نحو ألاصول والعراقة الايزيدية.
[1]