ليعرف الكورد ان عدوهم الاول هي بريطانيا العظمى
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6605 - #29-06-2020# - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لحد اليوم لم يعلم الكورد ما جرى في تاريخهم و من طمس امنياتهم و يؤذيهم باستمرار و من يضع العراقيل امام عجلة تقدمهم لتحقيق امانيهم دون ان يبان على العلن. اليوم و على الرغم من اننا نمر بذكرى اعدام الشيخ سعيد في شمال كوردستان على ايدي اولاد تركيا الاتاتوركي الطغات و ان دققنا في الامر يمكننا ان نكشف مدى تورط الايدي البريطانيا بكل مشاكلنا و مآسينا في كافة اجزاء كوردستان الاربعة، و لكننا يجب ان نفكر في ما هو الاعمق و من هو السبب الرئيسي لتسلسل كل تلك التعديات المتعاقبة في تاريخنا و لماذ حدث هذا على الرغم من وجود المقومات الرئيسية لبناء الكيان الخاص بنا.
لماذا يجب العمل على هذا و نحن لم نفعل شيئا يُذكر منذ حوالي ثلاث عقود من تحررنا . اننا نسير على تكتيكات يومية دون مرعفة اية استراتيجية لنا, لهذا لم نفكر يوما بما يجب العمل و ماهو الاصح. بداية، يجب اطلاع الجميع من ابناء الشعب الكوردي و بشكل مفصل و واضح و من الطفل الصغير الى الكبير المخدوع و المستغَل و الملتهى بامور صغيرة بان العامل الحاسم لتخلفنا هم البريطانيون قبل اي اخر من الاعداء الاربع المحتلين لارض كوردستان. لو لم تقم هذه الدولة الاستعمارية الجشعة بما قامت به لما كانت هناك الان هذه الدول الحالية و لما انقسمت دولة كوردستان الموحدة على هذه الدول و تجزات. هذا بديهي، و لكن لو علم العالم و الكورد و اطفالهم قبل الاخرين, ان بريطانيا هي التي ضربت الكورد بالاسلحة الفسفورية قبل ان يرشهم الدكتاتور العراقي بالاسلحة الكيمياوية قبل عقود لما تجرا احد قادة اكورد ان يسامح و يصافح من هلكه و ينسى ما فعل به و لم يطالبه حتى بالاعتذار و تعويضه ماديا و معنويا و الرضوخ لمطاليه.
نعم كل يوم نتذكر اية فاجعة حدثت لنا على ايدي سلطات الدول المحتلة لنا يجب ان يتذكر المسبب الاول و نعلم صغارنا بان لهم الحق على الفاعل الرئيسي و الظالم الاول الذي بدر منه كل ما تعرضنا له فيما بعد سياساته التي رسمت على حساب الشعب الكوردي.
يجب ان يُقرا التاريخ كما هو و بحقيقته، و يجب ان نطالب بما لنا من الحقوق من مَن اجحف بحقوقنا و باجحاد و حيل و خداع و لم يظهر لاحد و منهم ابناء الشعب الكوردي على انه المسبب الاول.
انني لم استغرب من السطلة الكوردستانية التي لم تهتم بما حصل للكورد تاريخيا و لم يتعرج على هذا الموضوع يوما و لم يتكلم عن ما يجب الكلام به و العم عليه من اجل مستقبلنا على الاقل، لا بل على العكس شاهدت من يعانق اصحاب السلطة الانكليزية و هي تمرر سياساتها و اخيرا تكرر ما فعلته اسلافها و اجرمت اوشاركت السلطة العراقية بحق الكورد في اكتوبر 2017 و او حرضت وحثت السلطة العراقية على احتلال المناطق المستقطعة من اقليم كوردستان من اجل سيطرتها هي قبلالحكومة العراقية على منابع النفط و هي الان تدار من قبل الشركة البريطانية التي هي وراء ما حدث اي الشركة الوطنية للنفط البريطاني بريتش بتروليوم التي تسيطر الان على حقول النفط في كركوك و تعمل على تحقيق خططها الاستراتيجية في اعادة سياساتها الظلامية في هذه المنطقة و هي سياسات الحكومة البريطانية صالا وعلى حساب الكورد دون ان يدرك الكورد انفسهم او الساسة ما يحدث لهم, بل و هم نائمون و تجري من تحتهم السيول.
ان ابسط عمل لردع ما تقوم به الايدي البريطانية على حساب حقوق الكورد و تمتد و لم ينذرها احد هو اعلام الطفل الكوردي الصغير منذ ولادته على حقيقة هذه الدولة و ان الحقوق التي هدرت هي على ايدي هؤلاء و يجب ان يفقهوا بان الانكليز هم راس المصيبة و المخطط و المحرض بتوافق مع الامريكان لاستمرار ما اقترفت اياديهم في هذه المنطقة و في كوردستان بالذات و امكان ردعم باية وسيلةكانت.
يجب اعلام البريطانيين اولا بان الشعب الكوردي ليس كسلطته، و انه يعلم ما نتجت جراء ما فعلتموه لنا، و يجب ان يؤكد على ان البريطانيا هي راس المصيبة اكثر من امريكا و الدول الاخرى المحتلة لكوردستان، و من واجبنا ان نكرر ذلك يوميا و لا يمكن السكوت عنه، و يجب ان لا ينخدع الكورد مرات و يلدغ في الجحر نفسه مرات.
يجب وضع خطط مدروسة لهذا الموضوع لانه راس كل المواضيع و اهمهم، وبعد ذلك يجب اعلامهم باننا نعلم ذلك و لم ننس ابدا، بل نؤكد هذا الامر لاجيالنا المقبلة و لا يمكن ان نغطي راسنا او نضعه في الحفرة كالنعامة و انتم من تكررون ما تضرون الشعب الكوردستاني في كل مرحلة تسنح لكم فرصة كما حصل اخيرا، و يجب ان نصارح باعلى صوتنا جميع الجهات و نبدا بحملة توعية في هذا المجال بعد ان تاكدنا بانهم يكررون ما اقترفت ايديهم مرات عديدة دون اي اهتمام بمصالح الكورد. و يجب ان نفرض مطالبنا بعدة وسائل و منها سياسية و دبلوماسية و حتى عسكرية.[1]