حول سيادة اقليم كوردستان قبل العراق
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6337 - #31-08-2019# - 03:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لا يمر يوم و لم نر الا اختراقا فضيحا من قبل دول الجوار و بالاخص تركيا لسيادة اقليم كوردستان من كافة الجوانب السياسية و العسكرية، لا بل تعتبر تركيا و تفعل على ان كوردستان حديقتها الخلفية في اتخاذ مواقف وقرارات و كانها ضامنة موافقة سلطتها لضعفها و خضوعها وارتائمها بين ايدي اردوغان كيفما كانت تلك الاوامر و القرارات اتلي تريدها هي و لمصلحتها و ان كانت ضد مصلحة كوردستان الجنوبية نفسها. نعم نتيجة ضعف موقف و مكانة القادة و الاحزاب السياسية الكوردستانية التي لم تحتسب في قاموسهم السياسي قيمة السيادة و حتى في احلامهم. تدخل و تخرج الطائرات التركية و تغير على المدن والقرى و المواقع المدنية قبل ما يسمونهم بالارهابيين، و لاسباب و عوامل سياسية غير التي يذكرون، و دون ان نسمع ولو انينا لا من قبل القيادة و السلطة الكوردستانية الذليلة و لا من السلطة العراقية و اصحاب النفوذ و القوى الجديدة على الساحة التي تصرخ علي امور تافهة اخرى و تعتبر كوردستان جزءا من العراق و شماله الحبيب بينما لو وصلت الحال من ان يتطلب بيان موقف ازاء ما يمكن ان يدخل في معادلات تحتسب على كل شيء و منها الكرامة الوطنية و قيمةو تاريخ البلدو هيبته، بينما من جانب اخر يكثر المركز العراقي و من يديرون دفة الحكم من طلباتهم من الاقليم للتمسك بوحدة اراضي العراق و سيادته و لا يتكلمون عن السيادة المنتهكة من قبل هاتين الدولتين الجارتين لا بل من قبل اصغر دول المنطقة و كل بشكل ما و بطريقة و لهدف مخفي اباسماء و عناوين متعددة.
عندما اعلن اقليم كوردستان عن نيته اجراء الاستفتاء لم يمر لحظة و كنا نسمع صراخا و عويلا من قبل الجميع و من كل زاوية على ما ادعوها سيادة الوطن و كرامته و وحدته و يمنعون التعرض و المساس بوحدته و سيادته مهما كلف الامر و كان الصراخ و العويل من اجل المزايدات السياسية فقط مرتفعا من قبل الشوفينيين الذين استقووا على الضعيف و من اجل نوايا و اهداف سياسية اخرى و ليس وحدة العراق و سلامة اراضيه، و الدليل اصبحت الاراضي العراقي و سماءه ساحة ملعب يدخل اليها من يريد متى ما اراد، بينما لم يسمع اي عراقي موقفا منهم ازاء تلك الرخوقات وف ي مقدمتهم ما تفعله تركيا صباحا و مساءا لا بل لم تلتفت الى مواقف بغداد في اي عملية عسكرية برية و جوية تخترق بها الحدود العراقي وفق منظور هؤلاء المتشددين الذين يعيشون في هذا العصر و لازالوا في الخمسينات القرن الماضي عقليا و فكريا و ايديولوجيا و فلسفيا. انهم لازالوا في ايام العصبية القومية و الوطنية على حساب الانسان و التي باعوا حتى الاض بابخس الاثمان.
ان التقصير ليس من طرف واحد، و الاسباب ليست سياسية بحتة بقدر تداخل الكثير من المعادلات السياسية في الاقتصادية مع موروثات السلطات السابقة من الاتفاقيات التي لم تالوا القيادات العراقية و الكوردية جهدا يُذكر في احلال البديل المناسب لتلك التفاقيات التي كانت فيظروفها و بما يلائم الواقع الجديد لها، و تستغل هذه الدول تلك الاتفاقيات المتقادمة و المنتهية الصلاحية، كون العراق يعيش في اضعف حاله في هذه المرحلة و كوردستان لازالت في طورها البدائي منة حيث الاحتساب الى السيادة و الكرامة و هية تحت ضغوط الداخل قبل الخارج و لا يمكن ان تحس بوجود كيان و سيادة و مكانة خاصة بها.
لو قارنا بين العراق و حتى سوريا المجاورة له و هي تعيش في حالة الحرب الدائمة منذ سنوات، فان الهيبة و المكانة التي تحتلها في المنطقة و ما تتمكن منه من حفظ المطلوب منها و تحت الامكانية التي تمتكلها من السيادة لم تتخلف في بيان موقفها ورايها على الاقل ان لم تقدر ان تفعل شيئا عمليا وحتى لا يمكن قياسها ومقارنتها و هي اكثر امانا و سيادة لها من العراق و كوردستانه، و على الرغم من انها هي الدولة التي قسمت الى اجزاء متعددة على الارض و بنسبة معلومة لدى الجميع و تما تحكمها القوى المتعددة المختلفة الدولية و الميليشياتية و التوجهات الاسلامية الارهابية المختلفة التركيب على اراضيها، و لكنها حقا لم تسكت على اي امر يخرق سيادتها في اي وقت و حتى في احلك مراحلها.
فهل خرق السيادة العراقية و كوردستانه وفق تعبيرهم لاسباب موضوعية بحتة ام تدحل الظروف الذاتية قبل اي شيء اخر في تحديد مكانته و عدم امكانه في الحفاظ على سيادته بل خضوعه لابسط ضغوطات تفرض عليه . اصبح العراق ممرا و ساحة للدول المختلفة، انه و ان لم تجد فيه قوى دولية بشكل غير رسمي و التي لم تفرض الحروب و الصراعات الداخلية قوى خارجية علنية كما هي موجودة في سوريا عدا التحالف الدولي و وفق اتفاقية التي من المفروض ان تحافظ على سيادة الدولة، و لكن في الواقع ان وجود القوى المختلفة الاكثر عددا و نوعا من الموجودة في سوريا هي مؤلفة من ابناء العراق و لمن كانت تبعيتها و على ارض العراق، و تشارك هذه القوى في تسيير امور الدولة بشكل مباشر وغير مباشر ايضا و لا يمكن ان يصدر او يمرر قرار و الا ان يكون لهم فيه راي و موقف و تاثير على كيفية صدوره و تمريره و فحواه. بينما السيادة المنقوصة في الدول الاخرى المبتلية بالحروب الداخلية متاثرة بمواقف عسكرية و سياسية دولية بشكل كامل، فان لسوريا دورها السياسي ان سمحت لها قوتها في اقرار ما يهمها في موضوع ما و ان كان فيمنطقة محدودة من ارضها او في سوريا باكملها دون ان يتدخل بشكل مباشر قوى ميليشاوية تابعة لدولة اخرى في تفاصيل امورها المركزية و ليس لها تواصل و تاثير مباشر على القرارات، على العكس من العراق الذي شُكلت فيه الميليشيات التابعة من العراقيين انفسهم و الذين لهم الامر و لهم القدرة على التدخل و لم ينسجموا بل لم يعترفوا بالدولة و سيادتها بانفسهم لكونهم ياتمرون بامر مؤسسيهم الخارجيين و بكلفة الدولة العراقية و امكانياتها.
من المحزن ان اي ضغط دولي على العراق في موضع و موضوع ما نرى مواقف هؤلاء الشواذ غير المنبثقين من رحم العراق الاصيل بشكل يستوجب عليهم ان يكون لصالح مؤسسيهم قبل البلد الذي يقتاتون على خيراته. و عليه لا يمكن الكلام عن السيادة لهذه الدولة باي شكل كان. فهل من المعقول ان تصدر امرا بان يكون السماح لطيران الدولة ذاته يجب ان يكون عند رئيس الوزراء لمنع خرق هذا الامر و دخول الطائرات الغريبة الى الاجواء العراقية، و انت تاتي من دولة جارة و تخترق ما تعتبره رسميا حدود بلد من حانب اقليم كوردستان و هو جزء من سيادة الدولة العراقية بينما لم تعلم متى و اين و كيف دخلت هذه الطائرات التركية و قصفت مواقع و ذهبت ضحية تلك الغارات مدنيون في الجزء الذي تدعون بانه شمالكم و لا يمكن ان ينفصل عن الام الا بالدم كما اثبتم ذاك ابان الاستفتاء الذي صوت له النسبة الساحقة من الشعب الكوردستاني، بينما انتم غافلون عن ضغوطات هذه الدول المعتدية و هي تريد تصدير مشتكلها على حساب الشعوب العراقية بكافة مكوناتها. نعم السيادة مخترقة بشكل دائم و من قبل الكثيرين و حتى يمكننا الوقل بانه لم تبق قيمة للسيادة بعد لذكرها يوما في العراق و كوردستان الجريحة ايضا.[1]