الشاعرة العراقية سارة طالب السهيل: المرأة الكردية قدمت أروع صور الفداء والتضحية وتمجيدها شرف لي
تواصل وكالة فرات للأنباء (ANF) حوارها مع الشاعرة العراقية سارة طالب السهيل، في حوار إنساني يركز الجزء الثاني منه والأخير على تجربة المرأة الكردية.
كان لتجربة نضال المرأة الكردية مكانة خاصة لدى الشاعرة العراقية سارة طالب السهيل، التي تؤكد أن #المرأة الكردية# قدمت أروع صور الفداء والتضحية، كما شاركت الرجل في حمل السلاح في مواجهة داعش أشرس التنظيمات الإرهابية، مشيدة برفضها دائماً الخضوع للأعراف ونضالها من أجل الحصول على حقوقها وحريتها.
وأبدت السهيل إعجابها الشديد بقدرة المرأة الكردية على تبوأ كثير من المواقع التي كانت قاصرة على الرجال مثل شيخ القبيلة ومختار بلدة، ونخوة الرجال والاستجابة لآرائها إذا تدخلت كوسيط، مشيدة كذلك بقدرتها على تحويل أزمة داعش إلى دافع لقهر كل الإرهاب الفكري والاجتماعي، فانطلقت تتبنى فكر الثورة والحرية والمساواة التي دعا إليها عبد الله أوجلان خاصة في مناداته لتمكين المرأة.
وإلى نص الحوار:
*على ذكر واقع المرأة في الشرق الأوسط، كيف ترين تجربة المرأة الكردية ونضالها؟
- بكل أمانة هذا السؤال كنت انتظره منك، ليتيح لي شرف تمجيد الدور البطولي للمرأة الكردية بالذات، لأنها قاومت تحديات شديدة الصعوبة وألوان متعددة من الظلم والاضطهاد منذ مئات السنين، في نضال شريف لنيل حريتها وتحقيق ذاتها وإثبات قدراتها في شتى المجالات حتى صارت رمزاً مشرفاً للنساء في العالم كله.
*وما دلالات ذلك؟
- لقد رفضت المرأة الكردية الاستسلام للأعراف والتقاليد التي كبلتها لقرون عديدة وقاومتها بكل الطرق الشريفة، واستبسلت لتنال حظها في التعليم وصنع الديمقراطية والمشاركة السياسية، وبناء مجمعاتها وتغيير نظرته للمرأة عبر عملها في الإعلام والإبداع ونشر الوعي الثقافي بين صفوف النساء عبر المنظمات النسائية التي شكلتها لتنوير المجتمع ضد كل ما يؤدي إلى تخلف المرأة أو استعبادها.
ويكفي المرأة الكردية شرفاً أنها حملت السلاح بجانب الرجل لتقضي على داعش أشرس التنظيمات الإرهابية مقدمة أروع صور للفداء والتضحية بحياتها حماية لوطنها وشعبها، ولتسجل صفحات مشرقة لنضالها العسكري إلى جانب كفاحها السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، مقدمة بذلك نموذج فريد في الصمود وتحدي العقبات حتى بلوغ أهدافها في الحرية والمساواة. وللمرأة الكردية عبر التاريخ حكايات ترفع لها القبعة كما أن التراث الشعبي الكردي يروي الكثير من حكايات البطولة للمرأة الكردية.
*ما الذي يعجبك بشأن مكانة المرأة الكردية؟
- يعجبني جداً الأدوار التي تأخذها المرأة الكردية بتشجيع من الرجل وفي مواقع مخصصة فقط للرجال مثل مختار بلدة أو شيخ قبيلة وغيرها من المواقع، وأعلم جيداً أن كلمة المرأة في المجتمع الكردي لها قيمة كبيرة، فعلى سبيل المثال إذا تدخلت امرأة كوسيط في مشكلة كبيرة فوجب على جميع الرجال الاستجابة لنخوتها.
*إلى أي مدى تعتبرين أن تجربة الإرهاب المرير الذي تجرعته المرأة الكردية كثيراً في عدة مناطق كان لها تأثيرها عليها؟
- العالم كله يشهد أن تجربة المرأة الكردية تجربة فريدة من نوعها، خاصة في ثورتها على الظلم والتهميش وقهر تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية، وما دفعته من ثمن باهظ ربما أكثر من الرجل في كردستان وفي باقي المناطق الكردية في العراق وسوريا وتركيا وغيرها، فقد تجرعت ويلات الإرهاب والتنكيل والتشريد والاحتجاز، وكانت معاناتها الكبيرة من تنظيم داعش وجرائمه بحقها حافزاً لاستخراج كوامن البطولة فيها، فشاركت في الحرب ضد داعش، بل وقادت عمليات عسكرية مهمة أثارت إعجاب الرأي العام العالمي كله.
فقد حولت المرأة الكردية أزمة داعش دافعاً لقهر كل الإرهاب الفكري والاجتماعي، فانطلقت تتبنى فكر الثورة والحرية والمساواة التي دعا إليها عبد الله أوجلان خاصة في مناداته لتمكين المرأة، فوقفت المرأة الكردية خلف هذه الدعوة وناصرتها بكل ما أوتيت من قوة حتى استطاعت أن تشق لها طريقاً حافلاً بالإنجاز السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
*في نهاية حوارنا، هل لديك ما تودين إضافته؟
- شكرا لكم، وأتمنى مزيداً من النجاح للمرأة الكردية المناضلة الشريفة الفارسة المغوارة التي قاومت كل صنوف القهر والإرهاب حتى قهرته هي بإرادة من حديد وصارت محلاً لتقدير شعوب العالم شرقاً وغرباً ونموذجاً يحتذى في البطولة والفداء والنجاح. وبالمناسبة أنا لدي قصص مترجمة إلى اللغة الكردية وكنت سعيدة جداً أن يتعرف علي القارئ الكردي وخاصة الأطفال وقد كنت أنا من السباقين في الكتابة عن القضايا الكردية منذ كنت طالبة في الجامعة وأصغر وقد كنت قد تأثرت في بعض المظلوميات التي طالت من الشعب الكردي فكتبت الكثير عن نضال الكرد في وقتها وأنا فعلياً أجد نفسي دائماً نصيرة كل من يحتاج النصرة والمساندة ولسان من يحتاج إلى صوت يرتفع مع صوته في القضايا الإنسانية أكثر شيء.[1]