ليس حبا او كرها بامريكا
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4687 - #10-01-2015# - 13:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
عندما يكتب اي منا عن امريكا و افعالها و اهدافها و نواياها لا يعني اننا نكره امريكا كدولة او ندخل خضم النقاشات حبا او كرها تقليديا نابعا من افرازات الحرب الباردة، من يقيَم امريكا و توجهاتها و سياساتها ينتقد النظام الراسمالي العالمي الجشع، يكره استغلال الانسان من قبل نظام لم يسر الا على حساب و مصلحة الانسان رغم الادعاءات الزائفة من قبيل مفاهيم الديموقراطية و الانسانية زورا و بهتانا، وجل ما تسير عليه هو سلسلة معادلات و تعاملات استخبارية في المضمون فيها من الخدع و التضليل و خدع الاخر و عكسها على العلن . عندما تاتي امريكا و تدافع عن نفسها اولا و من خلال ضمان مصالحها تُقدِم على خطوات تكون او تقع من جريانها لصالح بعض شعوب العالم عفويا او لاجل اهداف خاصة بامريكا ايضا،هذا لا يعني انها تفعل من اجل عيون تلك الشعوب التي تستفيد من خطواتها التي تتخذها لاهداف و نوايا و مصالح ذاتية اخرى، لا تمت بصلة لمصالح شعوب تلك المنطقة احيانا من الاساس و ربما تقع لصالحها كتحصيل حاصل لمسيرتها و خطواتها التي درستها قبل ان تقدم عليها من زاويتها الذاتية المصلحية . و عندما نقول الحقيقة عن نظام راسمالي و محتواه، نجد انه هناك من امثالها ايضا ما يفرض السلوك ذاته والذي يسلكه المؤمنين بها على الرغم من مقدار ما او نسبة معرفتهم بحقيقة امريكا و هل انهم متاكدون من ان اتباعها قناعة ام مصلحة لا يملكون غير ذلك، و هل هم غافلون عن انه تكون حقيقة هذا النظام من الاساس هي ضد الانسانية او العدالة و المساواة .
هناك من يتعامل مع الكتابة عن امريكا و نظامها و كانه صاحبها لانه مستفيد من الناحية الشخصية من نظامها، و كانه من يكتب عن امركيا يريد من الاساس ان يقف ضدها مهما كانت خلفيته، و هذا منافي للحقيقة . و الاصح هو الكتابة عن التعامل مع مرحلة عابرة مهما طالت في زمنها من النظام العالمي، و لكن التشبث بما موجود على انه النهائي و كما سموه بنهاية التاريخ بعد الغرور من نشوتهم مابعد انهيار الاتحاد السوفيتي و تاثيرات العولمة و ما طرحوه من صراع الحضارات، رغم الثغرات في نظرياتهم . ان من ينظر الى ما يجري في العالم من زاوية امريكية او حياتية شخصية طموحة ونابعة من ما يوفره النظام الراسمالي للفرد على حساب الجماعة و المجتمع بشكل كلي له ما يقول و لكنه ينظر الى الموضوع من منظور ضيق لا يهم الشعوب . ان النظام الراسمالي العالمي لا يستقيم ان لم يتم استغلال الاخر من خلال خطواته الاقتصادية و السياسية، و هي عملية يمكن ان نسميها السرقة الشرعية و المستندة على القانون الراسمالي . بمعنى، ان كنت تعيش على اكتاف الاخر و تسرق من قوته و تنفرد في الربح على حسابه اليس هذا سرقة بعينها . اننا نتكلم عن السياسة و الفلسفة الاقتصادية الامريكية التي نعرفها بالراسمالية وهي تدعي انها خير ما توصل اليه الانسان و لصالح البشرية و هوالنظام الملائم و ليس سواه .
ان لم نغور في الفلسفة اليسارية و ما تعلم الناس و تعلمناه من مضمونها و ما فيها من الحقيقة لصالح الناس، و تكلمنا فقط عما كنا نراه من السياسات الامريكية العالمية و ما فعلته من اجل مجموعة ضيقة وليس الشعب الامريكي بكله، لا ندرك كم هي دولة مستغِلة للاخر وحتى افقرهم و لا يمكن ان نعرف ماهية هذا النظام و حقيقته . و اننا على يقين بان هيمنتها على العالم جاءت نتيجة استغلالها للاخرين اكثر من انتاج الذات و انها استقوت بامكانيات و قدرات الاخرين و لا يمكن انكار هذا لو تمعنا في تاريخها .
ان الفكر هو من يفعل و يجبر اي كان على السير بالشكل الذي يريد، و لو حللنا الفلسفة الاشتراكية او الشيوعية و قارنناها بالفلسفة الراسمالية و التي تعتبر مرحلة متنقلة ما قبل الاخيرة للوصول الشيوعية، لوجدنا النقص الواضح في بنيتها و عدم تكاملها و هي تنفي نفسها بعد استكمال مستوجبات مرحلتهاو هذا ما تفسره لنا نظريات و قوانين النفي النفي و وحدة و صراع الاضداد والعلة والمعلول بشكل جميل و واضح علميا. و بعد التراكمات الكمية التي تسير عليه الراسمالية في مرحلتها المعينة التي تتوصل اليها ستتحول التراكمات الى الكيفية و هذا ما يدفع او يجبر الى الانتقال مهما طال الزمن به الى المرحلة مابعد الراسمالية او المرحلة الشيوعية النهائية .
اما من النايحة السياسية، فان امركيا تفعل ما تهتمها و نظامها و هي متاكدة من مكامن المرحلة التي توصلت اليها و تاكدت من انتقاليتها، فهي تريد ان تطيل من عمرها و نظامها فترة اخرى .
اننا عندما ننتقد امريكا على اسس سياسية كانت ام فلسفية لا يعني هذا كرهنا للشعب الامريكي بقدر تقيمنا و تاكدنا من انها تستغل الشعوب الاخرى ليس من اجل شعبها و مصالحهم بقدر مجموعة اثرياء اصحاب المصالح المشتركة ستاتي نهايتهم في اخر مخاض المرحلة . و عليه يجب ان يتكلم الكُتاب عن هذا الموضوع بخلفية علمية واسعة و دقيقة لبيان الاصح في الجدال الدائر منذ مدة ليست بقصيرة.[1]