مؤتمر جدة يؤسس لمابعد داعش
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4572 - #12-09-2014# - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
من يتعمق في ما يُعلن عل الملأ الحشد الدولي للوقوف ضد داعش، يتاكد بان ما يضمن مؤتمر جدة اكبر و ابعد من انهاء هذا التنظيم الارهابي .
المنطقة تمر بمواقف متداخلة و جمعت الامكانيات و المشرفون منعكفون في تحضيرات ما تحتاجه الاهداف قبل المؤتمر بذاته، و لكن المكان و الوقت و الجهات المشاركة و المواضيع السرية غير المعلنة اكبر بكثير مما يُعلن على الصحافة . لقد اجتاح داعش مساحة كبيرة في برهة من الزمن و لم يكن متوقعا ان يصل لمشارف بغداد في هذا الوقت القياسي، بحيث احرج الجميع و خربط الاوراق و وضع المهتمين و المتابعين من بعيد و قريب ان يدخلوا على الخط للتعامل معه بسرعة قياسية، و يبدو انه جاء مساعدا لبعض الجهات في اعادة هيبته و دوره الاكبر . و منذ ان بان جدية امريكا في محاربة داعش و هي تخوض سباقا ماراثونيا من الزيارات المكوكية لترتيب الاوراق السياسية قبل العسكرية و لجمع الامكانيات المرادة لتحقيق الاهداف البعيدة المدى اكثر من الهدف المعلن ذاته .
اعلنت السلطة السورية بانه ستكون الجانب المساعد و المرحب لانهاء داعش و هي تسمح للقوى في العمليات المنوية اجراءها ضده، الا انه اليوم و بعد ان تاكد بان الخطط اكبر و ابعد من داعش، انسحبت، و خاصة بعدما تيقنت بانها ابتعدت عن المعادلة و تتم العملية بعيدة عنها و لمؤتمر الجدة اهداف خفية و سرية ربما تؤدي الى سحقها هي قبل داعش و من الممكن ان يفيد المعارضة المعهتدلة، فاعلنت انها تعتبر اي تدخل من دون موافقتها تعديا على الاراضي السورية .
من المعتقد ان هذا المؤتمر يفضي الى تحالف له اهداف استراتيجية كبرى لترتيب اوراق المنطقة و الجهات الضرورية للدخول فيه لما بعد استئصال داعش، و المعلوم ان الاهداف الخفية يمكن ان تتحقق قبل ازالة داعش بذاته ، و يمكن ان يبقوا عليه طالما احتاجت الاهداف الاخرى لوجوده .
الاطراف الرئيسية لمؤتمر جدة من الدول الكبرى و الاقليمية المتمكنة عسكريا سياسيا و اقتصاديا، فتنظيم كداعش و بهذه الامكانيات التي يمتلكه لا يحتاج الى هذا الزخم من التحضيرات و هذة الامكانيات التي هي اكبر من ما جمعته امريكا لاسقاط الدكتاتورية العراقية، و يتكلم الجميع بان العملية تحتاج الى وقت اكثر مما احتاجه سقوط صدام بسنين، و هذا دليل واضح لماوراء المؤتمر و الغرض منه و الترتيبات السياسية المرادة للمنطقة بعد التوافق و تنظيم المعادلات المتخربطة اليوم .
اننا يمكن ان نقول ان مؤتمر جدة بداية لتعاون مجموعة متناغمة من الدول و القوى في محور واحد، و يمكن ان تكون الابواب مشرعة لمن يرضى و يريد الدخول بقناعة ليكون له دور في منطقة الشرق الاوسط الجديد ما بعد داعش سواء توضحت معالمها اليوم او بعد ازاحة داعش كحجة لماهو الاهم و الاكبر من المعلن .
فانهم يتعاملون مع البدلاء لمن هو منبوذ و يمكن ازالته خلال العمليات او بعدها و ستنبثق عما تنتج هذه العمليات من الظروف المختلفة بكل معنى الكلمة و منطقة متغيرة الاوجه و الشكل . و يمكن ان نسميه مؤتمر تغيير المنطقة او بدء المرحلة النهائية لترتيب اوراق ما يعيد للمنطقة نصابها وفق المصالح المتعددة و على راسها ما يهم امركيا و نظرتها و اهدافها في المنطقة ، فلننتظر ما يحل بالمنطقة خلال العمليات و ما بعدها و المراد من الوقت الذي يستغرقه تحقيق اهدافهم الخفية قبل العلنية.[1]