مؤتمر جدة يؤسس لابعد من داعش
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4572 - #12-09-2014# - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
الاهداف العلنية التي اُعلنت عن المعدين و المشرفين على مؤتمر جدة هو الوقوف ضد داعش و الحد من ارهابه، و لم يعلن احد لحد هذه الساعة عن استئصاله نهائيا عن بكرة ابيه، بل ضخموا من امكانياته و قالوا انه يجاري دولة بامكانية عسكرية سياسية كبيرة، و قالوا عنه الكثير و هو ليس بذلك، و منهم من ذهب الى القول بان العملية تحتاج لعشر سنين اقل او اكثر لوقف انتهاكاته و تطاوله، و هذا يدفعنا و يجبرنا على قراءة ماوراء المعلن من الاهداف السياسية الضخمة و ليس ضخامة داعش و امكانياته على الارض .
ليس بخاف عن احد ان داعش برز نجمه كثيرا و جلب الانظار بعد تطاوله على العراق و اجتياحه لمساحة واسعة منه في وقت قياسي، مما خربط من المعادلات المحسوبة على المتابعين و المهتمين له من قبل، و استقدم بتطاوله ما وقع و ما يُراد به وضع حد لامتداده . من هو داعش و كيف انبثق و من وراءه، هذا كلام بحثناه سابقا و المؤشرات التي تدل على منبعه و مؤسسه و ولادته بالشكل المعلوم و التشويش الذي حدث على معرفة كيفية انبثاقه في الوقت المساعد له و الوظيفة المتعددة الاوجه و الاهداف المناطة به .
اليوم ربما يصح ان نقول ان داعش نفسه تسبب في عرقلة تطاوله، لو كان اكثر هدوءا و عقلنة مهما ارتكب من الجرائم بحق شعوب المنطقة فان عمره كان اطول مما ينتظره الان .
اللقاءات و الزيارات الغربية المكوكية للمنطقة، و في مقدمة جدول اعمالهم بحث مابعد انهاء داعش و الزمن و الكيفية و الطرق التي يمكن اتباعها في ضمان تنظيم المنطقة و ترتيب اوراقها كي لا تقع النتيجة بشكل او اخر و واقع غير مرغوب به لصالح الاخر .
اولى الاشارات لما بدر من مؤتمر جدة و المباحثات الاقليمية و العالمية بعدما عرضت السلطة السورية ما لديها و موافقتها للمساعدة و التعاون مع القوى الدولية لضرب داعش، اعلنت اليوم انها تعتبر ضرب داعش دون الاستأذان منهاء او تعاونها بانه اعتداء على اراضيها، و هي تعلم ان هذه الاراضي التي تتكلم عنها خارج سيطرتها من زمان و ليس بامكانها اعادتها، رغم الشكوك التي تحوم حولها بانها من ساعدت الى ما آلت اليه الوضع السوري و غضت الطرف عن داعش لانها غرمائها و معارضيها الاصليين من المعارضة السورية المعتدلة، و نجح في هذا بمساعدة حلفائها .
ما نشمه في التسريبات، ان المخطط الذي يُحضر له يذهب بعيدا، اي، ليس من المعقول جمع هذا العدد الهائل من الدول و بهذه الامكانيات الكبيرة و لها المواقع العليا من الناحية السياسية و العسكرية و الاقتصادية لهدف صغير كداعش دون الاهداف البعيدة المدى الاخرى .
انه من المتوقع ان يتم تحديد البدلاء لمن غير مرغوب بهم في المنطقة، و التقارب و التعايش بين غرماء اخرين و العمل على ترسيخ سياسات معينة مخططة و متوافقة عليها من قبل المتعاونين، و ربما ستفضي هذه الاجتماعات و المؤتمرات الى تحالف بعيد الامد وهذا بدوره يفسح المجال لمن يرغب في الدخول فيه لاهداف اقليمية في منطقة الشرق الاوسط بالذات . وان كان المحور الاساسي و الاولوية هو التعامل مع داعش و ما ترافقها من الترتيبات السياسية الاخرى، الا ان النقاط الاستراتيجة الاخرى ستدخل الوسط و تفرض نفسها، و هذا الزخم الكبير في جمع الامكانيات و التحرك الجدي و اللقاءات و المؤتمرات يُراد منه الكثير المخفي و ليس المعلن فقط.[1]