برادوست ميتاني_
بالرغم من سعي العديد من العنصريين، في الأنظمة الحاكمة المسيطرة على كردستان، ومن يدور في فلكهم، إلى طمس وجودنا القومي الكردي، وخاصة بتزييف تاريخنا، فقد فشلوا في ذلك؛ لأنه يكاد لا يخلو كتاب قديم، أو وثيقة قديمة من الوقوف عند دور الكرد في صناعة الحضارة، وبجغرافية الكرد، التي عاشوا عليها، والتي هي كردستان.
إن ما بين أيدينا الآن، هو نقطة من بحر تلك الوثائق والأدلة، التي تؤكد غنى تاريخ الكرد، ودورهم، وذلك بتصفح الكتاب المقدس بأقسامه المتعددة، الذي نراه يقف بقوة عند الوجود الكردي، وأهمية دوره في بناء الإنسانية، سواء بالإشارة إلى شخصياته، أو بمدنه القديمة، أو بعض من دوله، بالإضافة إلى دوره في نشر الأديان.
مثال على ذلك، فإن إنجيل متى، الإصحاح الثاني يقول: إن المجوس بشروا بميلاد اليسوع، والقصة في ذلك، عندما طلب النبي دانيال من المجوس الميديين، في نهاية دعوته، بأن يسيروا مع نجم يمر من الشرق، ويتجه نحو الغرب، حيث يهبط في مكان، سيكون هو مكان وجود ولادة طفل هو السيد المسيح، فكان ذلك في بيت لحم، إذاً بذلك يكون الكرد أول من بشروا بميلاد السيد المسيح، والديانة المسيحية، والفضل في ذلك يعود الى الكرد المجوس.
بهذه المناسبة، نقول: إن كلمة “مجوس” ليست سيئة كما تم تداولها مع الأسف، من قبل البعض، ممن ألبسوها ثوبا أسودَ، وسموها “الزندقة” إذ إن المجوس هم قبيلة كردية عريقة، اسمها الموغ، وكانوا مرتبطين بشدة بالديانات السماوية بين الآريين، سواء أكانت الميترائية، أو الزرادشتية، أو المسيحية، واليونانيون كالعادة يضيفون الواو، والسين، على الاسم، فتحول الموغ الى الموغوس، وهكذا عند العرب، والمسلمين تحولت التسمية إلى المجوس.
والآية التي تؤكد، أن الكرد هم أول من بشروا بميلاد السيد المسيح، هذه هي: “ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك، إذا مجوس من المشرق، قد جاؤوا إلى أورشليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمة في المشرق، وأتينا لنسجد له، فلما سمع هيرودوس الملك، اضطرب وجميع أورشليم معه، فجمع كل رؤساء الكهنة، وكتبة الشعب، وسألهم: أين يولد المسيح؟ فقالوا له: في بيت لحم اليهودية، لأنه هكذا مكتوب بالنبي”. متى1:2-5
إن العديد من الباحثين، يقولون: بأن الإخمينيين الفرس، عندما احتلوا ميديا الكردية عام 548 ق.م، لم يتمكنوا من فرض ثقافتهم عليها، بل أخذوا منها اللغة والأخلاق، واستخدموا هيكلية الدولة الميدية، بل حتى أن اسم ميديا، ظل متداولاً، والآية القادمة تؤكد ذلك، والتي تجعل من الملك داريوس ميدياً:
“في تلك الليلة قتل بيلشاصر ملك الكلدانيين، فأخذ المملكة داريوس المادي، وهو ابن اثنتين وستين سنة” دانيال 31:5-32.
تذكر الآية التالية مدينة شوشن، التي هي مدينة سوسا أو شوشا، التي كانت عاصمة أحد أجدادنا الكرد الإيلاميين، وهذه المدينة تقع في شرق كردستان “روجهلات كردستان”، أي أن المدينة كردستانية، وكذلك أرض الكوش المقصود بها أرض دجلة والفرات، ريما تكون أرض أجدادنا الكاشيين، بالإضافة إلى أن هذه الآية أيضاً تذكر دولة ميديا:
“وحدث في أيام اخشويروش، هو اخشويروش، الذي ملك من الهند إلى كوش على مائة وسبع وعشرين كورة، أنه في تلك الأيام حين جلس الملك اخشويروش على كرسي ملكه، الذي في شوشن القصر في السنة الثالثة من ملكه، عمل وليمة لجميع رؤسائه، وعبيده، وجيش فارس، ومادي، وأمامه شرفاء البلدان، والرؤساء”. أستير 1:1-3.
بعد أن تعرض اليهود إلى السبي لثلاث فترات تاريخية على يد البابليين، والآشوريين والكلدانيين، وتهجيرهم إلى مناطق كردستان، وميزوبوتاميا حررهم الملك الميدي كي أخسار 612 ق.م، بأن منحهم الحرية في أن يظلوا في مناطق تواجدهم في كردستان، والمنطقة، أو أن يعودوا إلى وطنهم إسرائيل.
الوثائق اليهودية، تقول: إن الملك الميدي حرر اليهود من السبي، فكانت مكافأته الزواج من اليهودية ستيرا ذات الفستان الأزرق في ليلة زفافها، وتخليدا لها جعل اليهود علمهم الإسرائيلي الحالي، يحمل اللون الأزرق:
“في السنة التاسعة لهوشع أخذ ملك آشور السامرة، وسبى إسرائيل إلى آشور فأسكنهم في حلح، وخابور نهر جوزان وفي مدن مادي”. الملوك الثاني 1:7-6.
الآية التالية: تؤكد بأن السيد المسيح (ع) من نسل النبي إبراهيم خليل (بالطبع من جهة والدته مريم العذراء) والمعروف بأن إبراهيم الخليل (ع) ذو منشأ كردستاني قديم، إن قول د.سيد القمني يؤكد صلة النبي إبراهيم بأجدادنا الكرد، إذ يقول: “إن اسم مدينة أور له صلة وعلاقة بأسلاف الكرد الكاشيين، الذين كانوا يحكمون حينذاك سومر وبابل”.
إذاً ذلك يمنح لأرض كردستان قدسية دينية كبيرة: “كتاب ميلاد يسوع المسيح، ابن داود بن إبراهيم، إبراهيم ولد إسحاق واسحاق ولد يعقوب، ولد يهوذا”. متى 1:1-2
لقد أصبح الدين الإبراهيمي الحنيف جزءاً من ثقافتنا الكردستانية، فثمة معالم تاريخية وجغرافية واجتماعية عديدة تحمل اسم النبي إبراهيم (عليه السلام)، أو لها علاقة وثيقة به، فقد يوجد الآن في شمال كردستان “باكور كردستان” أسماء مثل جبل نمرود، وكذلك بحيرة/ كهنيا (عين) زليخة في مدينة رها، تلك الفتاة التي آمنت بالنبي أبراهيم، فرماها أبوها الملك نمرود في النار، فتحولت النيران إلى الماء، ولازال حتى يومنا هذا تعد هذه البحيرة مقدسة لدى الكرد، وغيرهم، وهي مملوءة بالسمك المبارك، وكذلك مازالت آثار المنجنيق، الذي رمى به الملك نمرود النبي إبراهيم في النار موجودة في منطقة حران، وكذلك بركة إبراهيم وسمك إبراهيم في مدينة أورفا، بالإضافة إلى مرقد النبي إبراهيم، كما يوجد الآن قرية إبراهيم الخليل في جنوب كردستان في منطقة زاخو.
كانت مدينة حران في العهد الهوري الخوري مركزاً لعبادة الإلهة شاويشكا (شميشكا)، التي أطلق اسمها على الشمس المقدسة، وأن تقديس الشمس كانت عادة لدى شعوب ميزوبوتاميا، لذلك أن معظم الباحثين يقولون: إن قوم إبراهيم كانوا يعبدون النجوم، لذلك نقول: إن في ذلك التباساً، لأنهم كانوا يقدسون الشمس كغيرهم من الشعوب في ميزوبوتاميا، ومصر وأماكن متفرقة من العالم؛ لذا يعد ظهور الدين الإبراهيمي في ذلك الزمن، فقد كان كتحديث وتجديد في الفكر الديني الآري بشكل عام، والكردي بشكل خاص، والدليل في ذلك هو الانتقال بالأضحية بذبح الحيوان بدلاً من الإنسان.
ما يلفت انتباهنا في ذكر اسم مدينة حران الهورية الخورية، هو أن لعائلة النبي إبراهيم (ع) أربع أقرباء، يحملون اسم هران، وهذا يقوي قولنا في كون اسم حران (هران) في حقيقته هوران، وخوران، وأن أصل النبي إبراهيم هوري خوري، ويلتقي في ذلك مع اللغة الكردية خور أي الشمس.
تحمل معنى المدينة هور، وشار ووار أي المكان، وقد استعملها العرب بصيغة هور، وخور، وهي كردية محضة مأخوذة من اسم خور أي الشمس، وقد دخلت في اللغة العبرية، وقد كانت مثلها أورشليم، ويأتي هذا تأكيداً لقول إبراهام مالمات وحاييم تدمور؛ عندما قالا في كتابهما “العبرانيون وبنو إسرائيل” في العصور القديمة بين الرواية التوراتية، والاكتشافات الأثرية: أن الخوريين أثروا بثقافتهم على العبرانيين.
قول أ. أحمد محمد خليل مشختي في مقال بعنوان “بين أور الكلدان، وأورا كردستان” المنشورة في مجلة لالش عام1988م بالإضافة إلى تأكيده: بأن الكلدانيين لم يكونوا موجودين حينذاك، بل ظهروا في النصف الأول قبل الميلاد: إن المقصود بمدينة “أور” هي مدينة “أورا” التاريخية في شمال كردستان “باكور كردستان” الواردة في رسالة الملك الهيتي، إلى ملك أوغاريت بضرورة نقل الحبوب من مدينة موكيش إلى مدينة أورا، وهي قريبة من حران، وأن اسم أورا ذو معنى كردي صرف بمعنى ماء (آف)، وآران (باران – مطر)، ثم تحولت إلى أورفا.
يقول القزويني في كتابه آثار البلاد وأخبار العباد: إن مولد النبي إبراهيم كان في قرية اسمها “كوثى” من سواد العراق، وينطبق هذا على منطقة أور الكاشية، وفي ذلك ثمة قول للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما قال: إن قبيلة قريش من نبط (سومر) كوثى، ومن يسأل عنا، فنحن من ثبط كوثى لذلك يعد العرب قبيلة قريش من العرب المستعربة، كما أنهم كانوا يسمون السومريين ب “النبطيين” ونحن نعلم بأن أصل السومريين هم من جبال زاغروس الكردستانية، مثلهم مثل الكاشيين، الذين كغيرهم من أجداد الكرد، الذين يشكلون جزءاً من السومريين.
أما اسم مدينة أور، فإنه كردي منذ القدم، والدليل، أن عاصمة أجدادنا الكرد الخوريين الهوريين، هي أوركيش 2500 ق.م، على مقربة من عامودا الحالية في إقليم الجزيرة بروج آفا، والكتاب المقدس في الآية التالية، يؤكد تلك العلاقة بين النبي إبراهيم عليه السلام، ومدينة حران أي أورفا:
“وأخذ تارح إبرام ابنه ولوطا بن هاران ابن ابنه، وساراي كنته امرأة أبرام ابنه، فخرجوا من أور الكلدانيين؛ ليذهبوا إلى أرض كنعان، فأتوا إلى حاران، وأقاموا هناك، وكانت أيام تارح مائتين وخمس وسنين، ومات تارح في حاران” التكوين 31:11-32
الآية التالية من الكتاب المقدس تثبت وحدة اللغة الكردية منذ زمن النبي نوح، وحتى الآن، وذلك بأن أسماء أولاده جومر (جومرد)، مادي (ميدي)، بادان (باديان وبادينان)، توبال وتيراس (تيريز):
وهذه مواليد بني نوح: “سام، وحام، ويافث، وولد منهم بنون بعد الطوفان، بنو يافث جومر، وماجوج، ومادي، وبادان وتوبال، وماشك، وتيراس” التكوين 1:10-2
وكذلك بالعودة الى الكتاب المقدس، والقرآن الكريم نستمد منهما قدسية أرض كردستان، عندما يطلب النبي نوح عليه السلام من ربه، بأن ينزله في أرض مباركه، فكانت التلبية بأن ترسو سفينته على جبل جودي، فيهلك الكفار، ويُنجي المؤمنين، علماً أن الكتاب المقدس يذكر في ذلك جبل آرارات، وبالرغم من الاختلاف بين الكتابين، فإن الدلالة للأسماء أحيانا بتقادم الزمن تتغير، إذ جاء في الصفحة 691 من المجلد الأول للموسوعة الأرمنية: “إن لآرارات ثلاثة أسماء هي: الجودي، قردي (علماً أن اسم قردي، هو كردي في لغة بعض الشعوب غير الشعب الكردي)، “آرارات”. (آر في اللغة الكردية يعني النار، كونه جبل بركاني ناري) وكذلك قال القرطبي: الجودي: اسم لكل الجبال، أي ليس لجبل واحد، وخاصة أنه يشكل في كردستان جزءاً رئيسياً من سلسلة طوروس… ولجودي قدسية دينية، إذ يقال إنّه من جبال الجنة، فلهذا استوت عليه السفينة واختارته، ومهما كان الاختلاف، فإن الجبلين يقعان في كردستان: واستقرت الفلك في الشهر السابع، في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال آرارات. التكوين 8-4
فقد كان أول وجود لنبي نوح (عليه السلام) في قرية هشتي، التي أسسها النبي نوح، وأولاده بعد الطوفان، والتي مازالت تحمل ذلك الاسم، وثمة رأيين في هذا العدد: الأول يقول: كانوا ثمانية، وهم أولاده الثلاثة، والنبي نوح، وزوجاتهم الأربعة، فصاروا ثمانية في القرية، الرأي الثاني: يقول ثمانين، أي بعد أن تكاثروا، وصاروا ثمانين، ومن ثم بنوا القرية.
ومن القرى الأخرى، التي بناها النبي نوح، وأنصاره في كردستان، ومازالت تحافظ على اسمها حتى الآن: “بانح- شرنخ دورنخ” بالإضافة إلى مسجدها، الذي بناه في مدينة جزيرة بوطان، وعلاوة على تلك المعالم الهامة، وجود قبره في تلك المدينة أي “جزيرة بوطان” والتي الآن تسمى بمدينة النبي نوح، ويجب ألّا ننسى هنا، أن نقول: إن معنى اسم نوح في اللغة الكردية هو نوه أي جديد، لأنه جدد البشرية، بعد أبينا النبي آدم عليه السلام.
أمام تلك الحقائق التاريخية المتعددة، لابدّ من القول: طالما أن الجبال، التي استقرت عليها السفينة وهي: نيسير، شنكال، بيخير، آرارات وجودي كلها تقع في كردستان، فالقصة إذاً حدثت في كردستان، وبما أن النبي نوح- عليه السلام- هو أبو البشر، الثاني بعد اندثار جميع الأمم في الطوفان، فإن البشرية الثانية بعد النبي آدم، قد خرجت من كردستان، موطن الكرد الأول والحالي، وبذلك تكون كردستان مهد البشرية على وجه الأرض، كما أن كردستان تعد أرضا مباركة، وذلك تأكيداً على قوله تعالى: “وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ” (المؤمنون :29 )
بما أن هذه البشرية من نسل نوح، فتكون هي بذلك إخوة من أولاده الثلاثة: سام (أب العرب، والعبريين، وآخرين)، حام (أب الحبشيين والأفارقة وآخرين) ويافث (أب الآريين الآسيويين، والأوروبيين وآخرين)، هؤلاء الذين ظهروا في كردستان من بين أسلاف الكرد الجوديين المعاصرين للنبي نوح عام 6000 ق.م، بل في الألف الأول، الذي سبق ذلك في بداية تشكل المدنية الريفية المنحدرة من الجبلية.
لهذا نسأل، أين كل أولئك، الذين ينكرون صلة القربى بين جميع البشر، ويتعالون على الآخرين، ويتشدقون بعنصريتهم القاتلة، خاصة مع الشعب الكردي الأصيل بعرقه، الموغل في القدم البشري؟ وخاصة حين يكون النبي نوح عليه السلام أبو البشرية الثاني، التي انطلقت من أرض كردستان، وانتشرت في أصقاع العالم مع سام، وحام، ويافث.
والآية التالية من الكتاب المقدس أيضاً، تؤكد انتشار البشرية الثانية من كردستان إلى أصقاع العالم:
“وكان بنو نوح، الذين خرجوا من الفلك، سام وحام ويافث، وحام هو أبو كنعان، هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح، ومن أولئك تشعبت كل الأرض”. التكوين 18:9-19
أما ما يرد في الكتاب المقدس، وكذلك في القرآن الكريم، بما هو صلة بأرض كردستان، فإنه مفخرة لنا الكرد، حيث دين النبي إبراهيم الخليل، وقصته مع الملك السومري نمرود، فهو في أرض كردستان، وبالذات في سهل حران، وثمة معبد الآن في “كري نافوكي” التابع لمدينة “رها” ويقول عالم الآثار الألماني كلاوس شميدت: إنه أقدم معبد مكتشف حتى الآن، وربما يكون ذلك التل، هو الجنة التي ذكرها الإنجيل، والبستان، الذي كان فيه آدم، ونوح، ويسمى “باغي أيرمي” أو جنة عدن (EDE )، وخاصة عندما يذكر الإنجيل مكان تلك الجنة، الواقعة بين نهري، الفرات، وجيحون في كردستان، أي أن ظهور آدم بعد خروجه مع أمنا حواء من الجنة، كان في كردستان كما في الآية التالية:
“وكان نهر يخرج ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس، اسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة، حيث الذهب، وذهب تلك الأرض جيد، هناك المقل، وحجر، والجزع، واسم النهر الثاني هو جيحون وهو المحيط بجميع أرض الكوش، واسم النهر الثالث هو حداقل وهو الجاري شرقي آشور، والنهر الرابع هو الفرات”. التكوين 10:1-14
وفي الختام: ليس هدفنا من مثل هذه الأبحاث، هو إظهار التميز قومياً عن الشعوب الأخرى، أو التعالي، إنما إظهار دورنا ككرد في المنطقة، كمساهمين مع بقية أخوتنا من الشعوب الأخرى، في بناء الحضارة الإنسانية، وكذلك الرد على الناكرين للإنسانية، العنصريين، ولإخراج تاريخنا من بين طرفي رحاهم الطاحنة، الظالمة، بأننا شعب لا نشك بأحقية وجودنا، بل نحن شعب حضاري، مبني على كامل المقومات القومية.[1]