ألقى المرشد الأعلى الإيراني باللائمة على الولايات المتحدة وإسرائيل في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تجتاح البلاد، في أول تعليق علني له على الأحداث.
وقال آية الله علي خامنئي إن أعمال الشغب دبرها الأعداء اللدودون لإيران وحلفاؤهم، زاعما أن المصاحف قد أُحرقت خلال الاحتجاجات.
ودعا قوات الأمن إلى الاستعداد للتعامل مع المزيد من الاضطرابات.
وكانت الاحتجاجات - التي تمثل أكبر تحدٍ لحكمه منذ عقد- اندلعت في أجزاء متفرقة من البلاد عقب وفاة فتاة أثناء احتجازها لدى الشرطة.
وزعمت الولايات المتحدة إنها فزعت من الرد العنيف على الاحتجاجات.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن بلاده ستفرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين.
وقال إن الولايات المتحدة ستفرض هذا الأسبوع تكاليف إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضدّ المتظاهرين السلميين.
وقال إن هؤلاء المتظاهرين يطالبون ب مبادئ عادلة وشاملة، مضيفا أن الولايات المتحدة تقف مع الإيرانيات اللواتي يلهمن العالم بشجاعتهن.
أما بريطانيا فاستدعت دبلوماسيا إيرانيا في لندن يوم الإثنين، وأبلغته رسالة إلى القيادة الإيرانية بأنه بدلا من إلقاء اللوم على الجهات الخارجية في الاضطرابات، يجب عليهم تحمل المسؤولية عن أفعالهم والاستماع إلى مخاوف شعبهم.
لكن السلطات في إيران اعتقلت تسعة مواطنين أوروبيين، وقالت وسائل إعلام محلية إن ضباط المخابرات اعتقلوا أشخاصا اعتبروا عملاء لمنظمات تجسس أجنبية إما أثناء الاحتجاجات أو في الكواليس.
كما استدعت سابقا سفيري بريطانيا والنرويج بشأن تدخل وتغطية إعلامية معادية لها إبان الاضطرابات.
وكانت احتجاجات مناهضة للحكومة في إيران قد اندلعت في سبتمبر/أيلول بعد وفاة مهسا أميني، لدى احتجازها من قبل شرطة الآداب، إثر اعتقالها لانتهاكها قواعد الحجاب في البلاد.
وزُعم أن الضباط ضربوا رأس أميني بهراوة وضربوا رأسها بإحدى سياراتهم.
لكن الشرطة قالت إنه لا يوجد دليل على أي سوء معاملة، وأنها عانت من قصور مفاجئ في القلب.
وأظهر مقطع فيديو أميني وهي تقع أرضا في مركز الشرطة، من دون أن يتعرض لها أحد.
وقادت النساء الاحتجاجات التي بدأت بعد جنازة أميني، ولوحن بأغطية الرأس في الهواء وأشعلن النار بحجاباتهن مرددات هتافات المرأة والحياة والحرية و الموت للديكتاتور - في إشارة إلى آية الله خامنئي.
وخرجت مسيرات مؤيدة للنظام في أكثر من مدينة إيرانية، رفعت صور آية الله خامنئي.
وقال المرشد الأعلى، في كلمة ألقاها اليوم الاثنين، في حفل تخرج طلاب الشرطة والقوات المسلحة، إن حادث وفاة أميني حطم قلوبنا.
وأضاف لكن من غير الطبيعي أن يحوّل بعض الناس، ودون دليل أو إثبات أو تحقيق، الشوارع إلى بؤر خطرة ويحرقوا القرآن ويخلعوا الحجاب عن النساء المحجبات ويضرموا النار في المساجد والسيارات من دون أن يذكر أي حوادث محددة.
وأكد خامنئي، الذي له الكلمة الأولى والأخيرة في جميع شؤون الدولة، أن القوى الأجنبية خططت لأعمال شغب لأنها لا تستطيع تقبل فكرة أن إيران تكتسب القوة في جميع المجالات.
وأضاف أقولها بصراحة ووضوح، إن أعمال الشغب وانعدام الأمن هذه دبرتها أمريكا ونظام الاحتلال الصهيوني الزائف (إسرائيل) وعملاؤهم المأجورون بمساعدة بعض الإيرانيين الخونة في الخارج.
وقدم خامنئي دعمه الكامل لقوات الأمن، قائلا إنهم واجهوا الظلم خلال الاضطرابات.
من جهتها، قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها النرويج، يوم الأحد، إن ما لا يقل عن 133 شخصا قتلوا على أيدي قوات الأمن حتى الآن. من بينهم 41 متظاهرا. وقال نشطاء من أقلية البلوش إنهم قتلوا في اشتباكات في زاهدان يوم الجمعة.
وأفادت وسائل إعلام رسمية عن مقتل أكثر من 40 شخصا، بمن فيهم أفراد الأمن.
وجاءت تعليقات خامنئي بعد يوم من قيام قوات الأمن بقمع عنيف لاحتجاج الطلاب في أرقى جامعة للعلوم والهندسة في إيران، حيث ورد أنها اعتقلت العشرات.
وقالت مراسلة بي بي سي، كسرة ناجي، إن إطلاق النار الذي سُمع في محيط حرم جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران ليلة الأحد أدى إلى انتشار الخوف بين العديد من الإيرانيين من أن السلطات قررت جعل الطلاب عبرة.
وقد حاولت قوات الأمن الدخول إلى الحرم الجامعي، لكن الطلاب أخرجوهم وأغلقوا جميع بوابات الدخول.
لكن، تضيف مراسلتنا، تحول ذلك إلى حصار وتم القبض على الطلاب الذين حاولوا المغادرة عبر موقف سيارات مجاور وتعرضوا للضرب وتم اقتيادهم وأخذهم بعيدا معصوبي الأعين.
وأظهر أحد مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مشاهد لعدد كبير من الأشخاص يركضون داخل موقف للسيارات بينما يلاحقهم رجال على دراجات نارية.
ورفع الحصار عن الجامعة في وقت لاحق من الليل بعد تدخل أساتذة ووزير حكومي.
وأعلن طلاب الجامعة، الاثنين، أنهم لن يعودوا إلى الفصول الدراسية حتى يتم الإفراج عن جميع زملائهم الطلاب. في غضون ذلك، قالت الجامعة إنها حولت الفصول الدراسية إلى دراسة عن بعد عبر الإنترنت، مشيرة إلى الحاجة إلى حماية الطلاب.
كما وردت أنباء عن احتجاجات في عدة جامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد.[1]