بقلم : #عارف باوەجاني#
قبل اربعين يوماً من الآن غادرت الفتاة الكوردية (#جينا اميني#) البالغة من العمر22 ربيعاً من مدينة سقز بشرق كوردستان الى العاصمة الايرانية طهران، وفي 13 سبتمبر2022وبسبب انزلاق وشاحها(حجابها) قليلا و ظهور شعرها، تعرضت لهجمة وحشية جبانة من قبل ما يسمى بشرطة الأخلاق الفاقدة للقيم والاخلاق بالهراوات الكهربائية، وبعد مضي ثلاثة ايام من فقدانها الوعي اثر الضربات التي تعرضت لها، فارقت الحياة في احدى مستشفيات طهران.
لقد اوقد مشاركة الآف من الكوردستانيين الغاضبين في مراسيم تشييع جنازة الشهيدة (اميني) شعلة ثورة شاملة في المدن والقصبات الكوردستانية لتمتد كعاصفة وبركان هادر الى سائرالمحافظات والمدن الأيرانية،ليكن استشهادها الهام لجميع الشعوب الايرانية الرافضة لسياسات النظام القمعية فضلا عن الأوضاع الأقتصادية والاجتماعية المزرية التي تعاني منها الشعوب الايرانية.
منذ 43 عاما يعاني الملايين من الكوردستانيين والقوميات الأخرى على البقعة الجغرافية المسمات بايران، من جرائم القتل والتنكيل والاعدامات والمطاردات، ألا أن اندلاع ثورة (جينا اميني) الكوردستانية، دفعت الشعوب الرازحة تحت الأحتلال الفارسي بالأستمرار في ثورتها ومقارعة اجهزته القمعية، وأضحت جينا كمواطنة وكفتاة كوردية محبة للحياة، رمزا ونبراساً لتلك الثورة الجماهيرية المدنية لتحمل معها رسالة مفادها الأستمرار في الثورة حتى انهيار النظام الدكتاتوري.
مع استشهاد (جينا) ونتيجة للأنتفاضة الجماهيرية الشاملة، فقد المئات من الشباب والفتيات الايرانيات حياتهم في التظاهرات الغاضبة ضد النظام في العاصمة طهران وسائر المدن الأيرانية ،فضلا عن جرح المئات الاخرين من المتظاهرين واعتقال الالاف من المنتفضين وزجهم في سجون النظام السيئة الصيت، ورغم كل ذلك قرر الشعب الغاضب عدم التراجع بل الأندفاع والأستمرار في رفض النظام من خلال التظاهرات والاعتصامات في الشوارع والمدارس والجامعات والمؤسسات الاخرى، الذي ايقض بدوره الضمير الانساني العالمي لتكسب الدعم والاسناد من قبل العديد من منظمات حقوق الانسان والمنظمات الحقوقية والمدنية في جميع انحاء العالم.
واليوم نشاهد من خلال وسائل الاعلام العالمية قيام عشرات الالاف من شعوب العالم ومن ابناء الشعوب الايرانية في المهجر بتنظيم تظاهرات واحتجاجات مع رفع صور الشهيدة(جينا) في الشوارع والساحات،فضلا عن قيام دول الأتحاد الاوروبي بفرض عقوبات صارمة جديدة على النظام، ومن جانبها تقوم الأمم المتحدة والكونغرس الأمريكي بدراسة ومناقشة فرض عقوبات اضافية على النظام الدكتاتوري، كرد فعل عنيف على الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام بقتل الفتاة الكوردستانية التي أضحت رمزاً ثانياً للمرأة الحرة في العالم بعد الألمانية كلارا زيتكن.
في الختام نؤكد بأن مثلما تمكنت (كلارا زيتكن) الألمانية التي اصبحت ابرزمدافعة عن حقوق المرأة بين اعوام (1857-1933) على المستوى العالمي، وذلك في المؤتمرالدولي الثاني للمرأة التي شاركت فيها اكثر من 100 ناشطة في مجال حقوق المرأة من 17 دولة، وتحديد الثامن من اذار يوماَ عالمياً للمرأة في مؤتمر كوبنهاكن، فإنه يمكن ل(جينا اميني) الكوردستانية التي فقدت حياتها في 16 سبتمبر 2022على يد النظام الدموي في طهران ان تصبح رمزاً ثانياً للدفاع عن (المرأة والحياة والحرية)
ادعوا جميع الأحرار من الشعوب الايرانية والعالمية الا ينسوا (جينا اميني) الكوردستانية، وتدوين اسمها في صفحات التأريخ الأنساني المشرقة لتبقى رمزاً انسانيا ونبراساً للمرأة الحرة في العالم.[1]