=KTML_Bold=ثورة الشيخ سعيد في الوثائق الفرنسية-4- خالد عيسى=KTML_End=
خالد عيسى
بينما كانت لجنة عصبة الأمم تنهي أعمالها في العراق بشأن ولاية الموصل، التي كانت ولا تزال تسعى السلطات التركية لضمها ، كانت هذه السلطات تحشد ما تملك من قوة لقمع ثورة الشعب الكردي في شمال كردستان، من جهة، وللتهديد بضم جنوب كردستان، من جهة ثانية. وكأن التاريخ يعيد نفسه.
نعرض لكم في هذه الحلقة وضع الثورة الكردية في شمال كردستان، حسب المعلومات المتوفرة لدى المخابرات الفرنسية في الأسبوع الأول من نيسان عام 1925 . وذلك بترجمة الفقرة المتعلقة بكردستان من النشرة الأسبوعية للمعلومات رقم 598، الخاصة بإدارة المخابرات الفرنسية. نرفق لكم صورة عن الصفحتين الثالثة و الرابعة مسبوقتين بالصفحة الأولى من النشرة المذكور.
****
المفوضية العليا للجمهورية الفرنسية
في سورية ولبنان
-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:-:
إدارة المخابرات
الإدارة المركزية
-0-0-0-0-0-0-
بيروت في 08-04-1925
سري للغاية
النشرة الأسبوعية للمعلومات رقم 598
أسبوع 29/04-04-1925
(خاص بضباط المخابرات)
(…)
يبدو أن الوضع في كردستان هو كالتالي:
بسبب الضغط من كل صوب على المتمردين، وبسبب قلة عددهم، تم دفعهم إلى الجبال. حيث يجهزون أنفسهم لشن حرب الأنصار. و ما أن تذوب الثلوج ستتم متابعة العمليات ضدهم.
متمتعين بالحرية من جهة الشرق، قد يلجأوا إلى التراجع نحو بلاد فارس.
جرت بعض الأحداث غير الخطيرة في منطقة موش غير المحروسة جيداً من قبل السلطة العسكرية. إلا أن القوات الحكومية استعادت من أيدي المتمردين بلدة فارتو الصغيرة (100كم شمال دياربكر).
تم تخليص مدينة دياربكر بشكل تام، ودلك بمجيء الجيش الخامس من سلاح المدفعية. انتهت القوات من التنقل على السكة الحديدية سى.ان.اس. منذ 27 آذار.
مر في سورية 55 قطاراً من 7 حتى 27 آذار. تم نقل 665 ضابطاًن و22324 رجلاً (عسكرياً- المترجم)،و 4226 حصاناً، و 843 جملاً، و 20 مدفعاً، ومعدات مختلفة.
استعاد النقل التجاري على السكة الحديدية حركته بشكل طبيعي، لكن قطارات الإمدادات العسكرية متوقعة يومياً، فضلاً عن حوالي 3000 عسكري تابع لللواء الثاني من سلاح المشاة، ومدفعية الفرقة 41 للمشاة، إضافة إلى القافلات التي تحركت براً، بهذا يبلغ إلى 25000 عدد أفراد الجيش الخامس من سلاح المدفعية.
بعض المعلومات ذات المصادر الجيدة، تؤكد ، من ناحية، بأن الفرقة الأولى من سلاح الخيالة التي انخرطت منذ البداية ضد المتمردين، قد سُحقت بشكل تام. ومن جهة ثانية، تؤكد هده المعلومات بأنه قد وصل إلى 50000 رجل عدد القوات المحتشدة من أجل القمع، فضلاً عن عدد من غير النظاميين(الميليشيات- المترجم).
يجري الحديث أكثر فأكثر عن أنه قد يُستهدف من هذه القوات استعمالها عند الحاجة ضد موصل.
مهما يكن من أمر، فالحكومة التركية قد أعلنت رسمياً بأنها تعتقد بأن عمليات القمع التي بدأت منذ 1 نيسان ستستمر حتى 21 نيسان. و إن الاستنفار سينتهي اعتباراً من هذا التاريخ، وأن حوالي 13 أيار ستعاد الحركة العادية على السكة الحديدية اس.ان.سى, وسنتمكن من تطبيق اتفاقية أنقرة فيما يتعلق بالنقل على السكك الحديدية.[1]